مقالة خاصة: ابتكار علمي وتكنولوجي صيني يحول رمال الصحراء إلى أراضٍ صالحة للزراعة

مقالة خاصة: ابتكار علمي وتكنولوجي صيني يحول رمال الصحراء إلى أراضٍ صالحة للزراعة

2023-06-20 14:54:00|xhnews

تشونغتشينغ 20 يونيو 2023 (شينخوا) لولا حبات الرمل التي تتطاير وتلسع جسده، لكان وانغ تشي شيانغ، الباحث في جامعة تشونغتشينغ جياوتونغ، والذي يقف في قاعدة لزراعة البرسيم، قد نسي بسهولة أنه موجود في صحراء تكلامكان، أكبر صحراء في الصين وواحدة من أكثر المناطق جفافا في العالم.

إن الظروف القاسية في صحراء تكلامكان، الواقعة في حوض تاريم بمنطقة شينجيانغ الصينية، تجعل الزراعة أمرا غير وارد الحدوث، فكان السكان المحليون يعتمدون بشكل كبير على الإمدادات الغذائية من المناطق الأخرى.

وعلى رغم من ذلك، تمكّن وانغ وزملاؤه من جعل المستحيل ممكنا عبر استخدام تكنولوجيا مبتكرة تحول رمال الصحراء القاحلة إلى أراض خصبة وصالحة للزراعة بتكلفة معقولة.

وتم تطوير التكنولوجيا في عام 2013، من قبل الأستاذ يي تشي جيان، وهو عالم متخصص في ميكانيكا الجسيمات، وفريقه من جامعة تشونغتشينغ جياوتونغ، الذي يضم وانغ، بعد سنوات من أعمال البحث.

ولقد حصلوا على براءة اختراع لهذه التكنولوجيا، حيث يتم خلط عجينة مصنوعة من السليولوز النباتي بالرمل وتطبيقها على سطح الصحراء، ما يمنحها نفس خصائص التربة -- نفس القدرة على الحفاظ على الماء والهواء والأسمدة.

وقال يي البالغ من العمر 59 عامًا، مستذكراً الفترة التي تم فيها الإعلان عن الاختراع لأول مرة: "عندما خطر في ذهني أن هذا الابتكار يمكن أن يحول الرمال إلى تربة، شعرت بسعادة غامرة لدرجة أنني لم أستطع النوم!".

وأجرى الفريق بالفعل تجاربا ميدانية لهذا الابتكار. في عام 2016، في صحراء أولان بوه في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم بشمالي الصين، تمت معالجة بقعة من الأرض الرملية بمساحة ملعبي كرة قدم عبر التكنولوجيا المذكورة، إذ تحول المكان إلى أرض خصبة تنتج الأرز والذرة والطماطم والبطيخ وعباد الشمس.

ووجد يي أن البقعة الأرضية الخاضعة للتجربة احتاجت كمية أقل من المياه لكنها تنتج غلات بكميات أكثر من قطع الأرض غير المعالجة.

وبعد ذلك، تم اختبار التكنولوجيا في مواقع متعددة باستخدام تجارب زراعية على نطاق أوسع. وقال يي إن تكلفة تطبيق طريقة معالجة التربة تراوحت بين 29850 يوانًا و44776 يوانًا (4189 إلى 6283 دولارًا أمريكيًا) للهكتار الواحد، وهي تكلفة يمكن أن يتحملها معظم المزارعين.

ومكنت هذه التجارب الناجحة الفريق من كسب ثقة المشككين والحصول على جوائز دولية، بما في ذلك جائزة "إيرثشوت 2022"، وهي جائزة بيئية أسسها الأمير ويليام في المملكة المتحدة، تقديرا لجهود الفريق في حماية الطبيعة واستعادتها.

وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، الذي صادف يوم 17 يونيو، تم تسليط الضوء على التكنولوجيا المذكورة مرة أخرى. وتمثل قصة يي وفريقه أيضا مثالا على جهود الصين الدؤوبة في تسخير الابتكار العلمي والتكنولوجي للحد من التصحر وحماية البيئة الإيكولوجية العالمية. 

الصور