(وسائط متعددة) تحقيق إخباري: المسابح تشكل مقصدا لغالبية السوريين في ظل موجة الحر الشديد التي تجتاح البلاد
دمشق 14 يوليو 2023 (شينخوا) تشكل المسابح الشعبية والخاصة في سوريا مقصدا وملاذا لغالبية السوريين ، سيما وأن البلاد تتعرض لموجة حر شديد تشهدها المنطقة، ويشكل التقنين الجائر الذي تعاني منه سوريا خلال سنوات الحرب، مشكلة كبيرة تزيد من معاناة السوريين وتزيد الطين بلة ، كما يقال.
وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) اليوم (الجمعة) إن درجات الحرارة تبقى أعلى من معدلاتها بنحو 5 إلى 7 درجات مئوية، نتيجة تأثر البلاد بامتداد ضعيف للمنخفض الموسمي الهندي السطحي يترافق بامتداد مرتفع جوي شبه مداري في طبقات الجو العليا.
وتوقعت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن يكون الجو شديد الحرارة وصحواً بشكل عام ومغبرا في المناطق الشرقية والجزيرة والبادية، وتكون الرياح غربية إلى شمالية غربية بين الخفيفة والمعتدلة مع هبات نشطة بعد الظهر تثير الغبار في المناطق الشرقية والبادية، والبحر خفيف ارتفاع الموج.
وفي أحد المسابح العامة في العاصمة السورية دمشق، كان حوض السباحة مكتظ بالناس من مختلف الأعمار، والكل يرتدي على رأسه قبعة للوقاية من حرارة الشمس الشديدة، وسط أجواء من الفرح والمرح، بحسب مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)).
وعبرت المهندسة سمر الحسون (28عاما)، المقيمة في ريف دمشق، عن سعادتها بالمجيء إلى المسبح خاصة في هذه الأجواء الحارة التي يصعب وصفها بحسب قولها.
وقالت لوكالة أنباء ((شينخوا))، وهي تستعد للنزول إلى المسبح، إن " الجلوس في البيت في ظل هذه الظروف صعب جدا، فكان قرار العائلة الذهاب إلى المسبح لقضاء وقت مع الأهل والاستمتاع بالماء وترطيب أجسادنا للتغلب على الجو الحار الذي تشهده سوريا منذ عدة أيام".
وأشارت سمر إلى أنه منذ ساعات الصباح الباكر كانت حرارة المنزل عالية لدرجة أن العرق يتصبب منا وكأننا نعمل في فرن، موضحة أن الخروج من المنزل هو الحل المؤقت لغالبية السوريين رغم الظروف المادية الصعبة.
ومن جانبه قال والدها سليم الحسون (52 عاما)، وهو موظف حكومي لوكالة أنباء ((شينخوا))" لولا المسابح لكانت الناس عانت الكثير في ظل ارتفاع درجات الحرارة"، مشيرا إلى أن وضع التيار الكهربائي السييء في ظل التقنين الجائر الذي تشهده كل المناطق السورية، ساهم في زيادة معاناة السوريين.
وفي حوض السباحة للأطفال كانوا يلعبون بمرح، بينما وعاء كبير مملوء بالماء يسقط عليهم ليلطف أجسادهم الغضة، وأصوات ضحكاتهم تتعالى.
أما عائلة الدكتور ماهر حمزة البالغ من العمر (37 عاما)، فكان من المؤكد خيارهم المسبح ، خاصة بعد أن سمع بتعرض البلاد لموجة حر شديد ، فقررت حجز مسبح خاص لهم للتمتع بوقت لطيف مع العائلة والتخلص من أجواء الحر الشديد داخل منزلهم الذي يقع في الدور الخامس في أحد الأبنية في دمشق.
وقال حمزة لـ ((شينخوا)) إن " أخي جاء من المانيا في زيارة لسوريا، وتزامن ذلك مع طقس حار تشهده سوريا، فكان الخيار حجز مسبح خاص في أحد ضواحي ريف دمشق الغربي، للتغلب على أجواء الحر "، مؤكدا أن غالبية الناس تتوجه إلى المسابح بهكذا أجواء.
ومن جانبها قالت والدته سميرة البالغة من العمر(72 عاما) وهي تجلس على حافة المسبح "إنا لا أعرف السباحة، وجئت مع أولادي كي أخرج من المنزل الذي تتراوح درجة حرارته أكثر من 35 مئوية بحسب ميزان الحرارة الموجود في البيت".
وتابعت تقول وأحد أولادها يقذف الماء عليها كي تشعر بالبرودة " الأجواء جميلة مع العائلة، ونقضي أوقات ممتعة ، لعلنا ننسى هذا الحر الشديد".
في غضون ذلك اعتبرت سيدرا ذياب ( 17 عاما) أن المسبح في هذه الأيام هو الملاذ الوحيد للسوريين لأن المنازل لا يمكن المكوث فيها حاليا.
وقالت ذياب لـ ((شينخوا))" كل الوسائل التي يمكن لنا أن نتغلب عليها في المنزل غير متوفرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وهذا الأمر شكل عقبة كبيرة أمامنا كسوريين للبقاء في المنزل في ظل هكذا أجواء حارة "، مؤكدة أن المجيء للمسبح كان هو الحل الوحيد.
وكانت وكالة (سانا) أفادت في وقت سابق اليوم بأن حريق نشب في محطة تحويل كهرباء دير علي بريف دمشق تسبب بانقطاع عام للكهرباء خلال الساعات الماضية، فيما تمكنت الورشات الفنية من إصلاح العطل الناجم عن الحريق بالمحطة، وإعادة التغذية الكهربائية إلى المحافظات بشكل تدريجي.
وأوضحت وزارة الكهرباء السورية في منشور على صفحتها الرسمية في (الفيسبوك) أنه عند الساعة 2 و40 دقيقة من فجر اليوم وقع حريق في محطة تحويل كهرباء دير علي بريف دمشق، أدى إلى عطل طارئ وتم فصل مجموعات توليد الكهرباء بشكل أوتوماتيكي، وذلك لحماية مكونات المنظومة الكهربائية والحد من وقوع أضرار جسيمة.
وقالت سلمى الهادي (22 عاما) "كيف للناس أن تبقى في المنزل في ظل هذه الموجه الحارة التي تتعرض لها للبلاد ، خاصة وأن محطات توليد الكهرباء تعطلت منذ ليل أمس حتى اليوم"، لافتا إلى أن المسبح رغم غلاء رسوم دخوله ، إلا أنه يبقى الحل الوحيد أمام هذه الموجة الحارة.■








