مقالة خاصة: الفنون السمعية البصرية الرقمية تحفز استهلاك الثقافة والسياحة في الصين

بكين 8 أغسطس 2023 (شينخوا) اختتم مؤتمر بكين الدولي السمعي البصري الصيني لعام 2023 يوم الأحد الماضي بعد أربعة أيام من الأنشطة، بما في ذلك عرض التطورات التكنولوجية الجديدة، مع تسليط الضوء على الفن والثقافة.

في هذا الحدث، اجتمعت أكثر من 200 شركة ومؤسسة من الصناعة السمعية والبصرية العالمية في العاصمة الصينية لمشاركة الإنجازات الجديدة في تطوير سلسلة الصناعة السمعية والبصرية بأكملها. وأقام الحاضرون متاجر في عدة مناطق متخصصة بمساحة إجمالية للمعرض تبلغ 20 ألف متر مربع.

تجول الزوار بين أكشاك العرض، وتمكنوا من اكتساب خبرة مباشرة بالتطورات الجديدة. من خلال التكنولوجيا الرقمية، يمكنهم رؤية النقوش داخل التحف البرونزية الأثرية من خلال شاشة الكمبيوتر، وبعد التكبير، يمكنهم مشاهدتها عن قرب؛ ويمكن رؤية الأحرف الصينية المكتوبة على الشرائح القديمة من الخيزران وهي تطير في رسوم متحركة رقمية. في أماكن أخرى، استخدم المشاهدون التكنولوجيا الرقمية للتفاعل مع المنشآت الفنية على بعد آلاف الأميال.

وكان من بين أبرز أحداث المعرض منتدى الفنون السمعية البصرية الرقمية الذي عُقد في 5 أغسطس الحالي، حيث أجرى الخبراء والمطلعون على الصناعة مناقشات حول موضوع "مستقبل الفنون السمعية البصرية الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي".

في السنوات الأخيرة، تماشيا مع تسارع وتيرة رقمنة صناعة الثقافة في الصين، قدمت المزيد والمزيد من الأماكن الثقافية، بما في ذلك المتاحف والمعارض الفنية والمسارح وقاعات الموسيقى، قدمت محتوى سمعيا بصريا رقميا من خلال تكامل الثقافة والتكنولوجيا الرقمية. وقد عزز هذا التطور تكامل الصناعات عبر مختلف المجالات، ووفر زخما جديدا لأنواع جديدة من الاستهلاك الثقافي والسياحي.

في هذا السياق؛ قال جين جيون، أستاذ في الأكاديمية المركزية للفنون الجميلة، إن تطور العلوم والتكنولوجيا قد أدى إلى ظهور العديد من الأشكال الفنية الجديدة، بما في ذلك تفاعل الذكاء الاصطناعي وفن الضوء والظل وما إلى ذلك، موضحا أن الدعم من التكنولوجيا الجديدة جلب تجارب فنية متعددة الحواس للجماهير، بينما يمكن إعادة إنشاء الأعمال الكلاسيكية من خلال الوسائل الرقمية لإثراء المحتوى التقليدي، وإعادة تنشيط الفن الكلاسيكي.

ومن جانبه؛ قال تشانغ ليه، أستاذ مشارك في جامعة تسينغهوا، إن الفضاء الغامر والإبداع الرقمي هما حاليا موضوعان ساخنان للغاية في الصناعة، مشيرا إلى أن الفنون السمعية والبصرية تلعب دورا متزايد الأهمية في الاستفادة من المواد الثقافية التقليدية والترويج لها في السنوات الأخيرة، مع تزايد عدد الشباب المتحمسين لمنتجات المواد الثقافية التقليدية الصينية.

وأضاف الأستاذ أن التكنولوجيا السمعية البصرية الرقمية التفاعلية متعددة الوسائط تكسر قيود المجالات المرئية والصوتية، وتحقق تجربة غامرة في استبدال أدوار الافتراضية والحقيقية، وتحويل عملية التعلم أو الزيارة إلى نشاط استكشافي، وهو أمر مثير للاهتمام وممتع للغاية.

أوضح تشانغ قائلا: "أصبحت المتاحف جنة للابتكار الرقمي، حيث تسهل التكنولوجيا الرقمية على الجماهير الوصول إليها والمشاركة فيها، وتساعدهم على استيعاب المفاهيم المعقدة، إذ أن الفنون السمعية البصرية الرقمية فتحت مساحة خيالية جديدة للتجارب الثقافية والسياحية في الموقع من خلال الأساليب السردية الفنية".

أصبحت الصناعة السمعية البصرية الرقمية مكونا مهما للاقتصاد الرقمي الصيني في السنوات الأخيرة، حيث تمثل القيمة المضافة لصناعة الثقافة في بكين أكثر من 10 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي، لذا فإن آفاق التنمية في الصناعة السمعية البصرية واعدة.

في أواخر يوليو المنصرم، طرحت الصين عددا كبيرا من الإجراءات لتعزيز الاستهلاك وسط جهود للحفاظ على التعافي الاقتصادي وتعزيز التنمية عالية الجودة، حيث تعهدت الدولة بتحفيز استهلاك مجموعة واسعة من المواد والخدمات، بما في ذلك في قطاعي الثقافة والسياحة، وفقا لإشعار صادر عن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، أعلى مخطط اقتصادي في البلاد.

كما أشار الإشعار إلى الحاجة إلى إثراء الاستهلاك الثقافي والسياحي، وإنشاء مساحات ترفيهية غامرة جديدة، وجذب مجموعات جديدة من المستهلكين للقطاع الثقافي والسياحي.

ومن جانبه؛ قال سون هوي، الأمين العام لمعهد أبحاث صناعة السياحة الثقافية في شركة تينسنت، إن الفن الرقمي يمكن أن يساعد في تعزيز توسيع الموارد الثقافية والسياحية التقليدية إلى أشكال متعددة من الأصول الرقمية، مع ابتكار تجربة المحتوى وزيادة قيمة العلامة التجارية وتحفيز نمو الأعمال.

وبدوره؛ قال كونغ جيان هوا، نائب رئيس مديرية الإذاعة والتلفزيون في بلدية بكين: "اقترحت بكين بناء مركز صناعة سمعية بصرية له تأثير عالمي، وستلعب الفنون السمعية البصرية الرقمية دورا رئيسيا في هذه العملية".

وأضاف كونغ أنه سيتم دمج الفنون السمعية البصرية الرقمية في الفضاء الثقافي للبلدية بأكملها، مما يساعد على تشكيل الصورة الثقافية المستقبلية لبكين.