الصين وجنوب إفريقيا تستعدان لتعزيز العلاقات وتضخيم صوت الجنوب العالمي
بريتوريا 22 أغسطس 2023 (شينخوا) وسط تقارير مشوهة لوسائل الإعلام الغربية تتهم الصين بـ"استعمار" الدول الإفريقية، بما في ذلك جنوب إفريقيا، تجدر الاشارة إلى أن شعب جنوب إفريقيا يعتبر علاقته بالصين علاقة "رفاق" و"صداقة أخوية".
وفي الوقت نفسه، في مواجهة العديد من الشكوك والتغيرات المتسارعة التي لم نشهدها على مدار قرن، تتمتع والصين وجنوب إفريقيا، باعتبارهما عضوين طبيعيين في الجنوب العالمي، بتأثير عالمي كبير بفضل التزامهما المشترك بتعزيز أصوات ومصالح الدول النامية.
-- صداقة أخوية اختبرها الزمن
وقال الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي فيكيل مبالولا إن الشعور بالوحدة ينبع من دعم الصين لشعب جنوب إفريقيا في محاربة الفصل العنصري، والوقوف إلى جانب حزب المؤتمر الوطني الإفريقي كرفاق وأصدقاء.
وقال مبالولا في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) عشية زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى جنوب إفريقيا، إنه بعيدا عن كونها علاقات اقتصادية قوية فإنها "علاقة تشكلت من خلال روابط معادية للإمبريالية".
وأضاف أن "زيارة الرئيس شي هي زيارة بين رئيسين رفيقين في تعزيز هذه العلاقة المهمة التي تمتد لعقود وعقود من الزمن بين المؤتمر الوطني الأفريقي والحزب الشيوعي الصيني".
ووصل الرئيس شي إلى جنوب إفريقيا يوم الاثنين لحضور قمة بريكس الخامسة عشرة في جوهانسبرغ والقيام بزيارة دولة إلى جنوب إفريقيا.
وفي اجتماع يوم الثلاثاء مع نظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، قال الرئيس شي إن سر العلاقات الطيبة بين الصين وجنوب إفريقيا والصداقة العميقة يكمن في حقيقة أن البلدين والحزبين يتقاسمان السراء والضراء في مسارات التنمية الخاصة بها وأقاما صداقة عميقة.
ووصف رامافوزا الصين بأنها شقيق وصديق وشريك مخلص لبلاده، قائلا إن الصين قدمت دعما قيما لجنوب إفريقيا في نضالها من أجل الاستقلال والتحرير الوطني وكذلك تنميتها الوطنية. كما أشار إلى الدعم الذي قدمته الصين في الوقت المناسب لبلاده خلال جائحة كوفيد.
وبالنسبة لسيفيسو ماهلانغو، رئيس تحرير صحيفة ((ذا ستار)) الرائدة في جنوب إفريقيا، فإن جنوب إفريقيا والصين تربطهما علاقة غير قابلة للكسر.
وقال ماهلانغو إن "تاريخنا يوضح أن الصين صديقتنا. الشعب الصيني وجمهورية الصين الشعبية والحزب الشيوعي الصيني أصدقاء لشعب جنوب إفريقيا".
-- رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد
وتتزامن زيارة الدولة مع الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتعد زيارة شي الرابعة لجنوب إفريقيا رئيسا للصين.
وحصل الرئيس شي على وسام جنوب إفريقيا من رامافوزا يوم الثلاثاء. وخلال اجتماعهما، اتفق الزعيمان على الدفع من أجل تنمية أكبر للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وجنوب إفريقيا في العصر الجديد.
وصرح داكوتا ليغويتي، عضو اللجنة التنفيذية الوطنية للمؤتمر الوطني الإفريقي، لوكالة ((شينخوا)) بأنه يتوقع تعاونا مربحا بين جنوب إفريقيا والصين من حيث "التنمية الاقتصادية، والتبادلات الشعبية، وتقوية العلاقات بين الدول".
وبصفتها أول دولة إفريقية توقع على وثيقة تعاون الحزام والطريق مع الصين، تعد جنوب إفريقيا أكبر شريك تجاري للصين في إفريقيا للعام الـ13 على التوالي، فضلا عن كونها واحدة من الدول الإفريقية التي تتمتع بأكبر رصيد من الاستثمارات الصينية، والتي ارتفعت إلى 10 مليارات دولار أمريكي.
وخلقت أكثر من 200 شركة صينية في جنوب إفريقيا أكثر من 400 ألف فرصة عمل محلية، كما تتسابق شركات جنوب إفريقيا للاستثمار في السوق الصينية لاغتنام الفرص التجارية الوفيرة.
ومع تعميق العلاقات التجارية بين البلدين، أصبحت منتجات جنوب إفريقيا من النبيذ وشاي الرويبوس وجل الصبار من السلع الرائجة في الصين. وقال الرئيس شي الثلاثاء إن الصين مستعدة لاستيراد المزيد من المنتجات عالية الجودة من جنوب إفريقيا وستواصل تشجيع الشركات الصينية على الاستثمار والقيام بأعمال تجارية في جنوب إفريقيا.
كما سهلت مبادرة الحزام والطريق الاستثمار في البنية التحتية بجنوب إفريقيا، بما في ذلك الموانئ والسكك الحديدية والطرق. ووسعت شبكات النقل المحسنة التجارة داخل الدولة وعززت مكانتها كمركز تجاري إقليمي.
-- مواصلة تمكين الجنوب العالمي وتعزيز صوته
وقال الرئيس شي يوم الثلاثاء إنه يتعين على الصين وجنوب إفريقيا تعزيز التنسيق الاستراتيجي وممارسة التعددية الحقيقية والعمل على زيادة تمثيل وصوت دول الجنوب العالمي في الحوكمة العالمية.
جاءت تصريحات الرئيس شي في الوقت الذي يستعد فيه قادة بريكس للاجتماع في جوهانسبرغ في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس لمناقشة قضايا من بينها تعميق تعاون بريكس، وزيادة صوت الجنوب العالمي، وتوسيع مجموعة بريكس.
كما سيشارك شي ورامافوزا في رئاسة حوار القادة بين الصين وإفريقيا.
وكنموذج للعلاقات بين الصين وإفريقيا، والتعاون بين بلدان الجنوب، والوحدة والتعاون بين دول الأسواق الناشئة، قدمت العلاقات بين الصين وجنوب إفريقيا تجربة قيمة لبناء مجتمع أقوى ذي مستقبل مشترك بين الصين وقارة إفريقيا.
وقال ليغويتي إن الرئيس شي يدعو إلى بناء عالم متعدد الأقطاب، بدلا من "عالم أحادي القطب تتلاعب وتتنمر عليه قوة عظمى واحدة على الآخرين"، مضيفا "نحن نتفق مع الرئيس شي على ذلك".
وقال المسؤول الجنوب أفريقي "هذا ما سنسعى لتحقيقه كجزء من نتائج قمة بريكس في جنوب إفريقيا. إنها فائدة تتقاسمها جميع الشعوب في العالم".
وقال أنيل سوكلال، سفير جنوب إفريقيا لدى مجموعة بريكس، إن قمة بريكس في جنوب إفريقيا تعقد "في وقت حرج للغاية" في وقت أصبح المجتمع الدولي "منقسما ومستقطبا للغاية".
وأضاف "تهميش الجنوب العالمي مستمر ... ما زال يتم تجاهلنا من حيث صنع القرار العالمي رغم أن العالم قد تغير".
وقال إن الواقع اليوم مختلف بمعنى أن "الجنوب العالمي قد نهض ولم يعد فقيرا ولا يمكن إهماله على المسرح العالمي"، واصفا مجموعة بريكس بأنها "حافز لتوحيد الجنوب العالمي".
وأتم "لأول مرة في تطورات الجغرافيا السياسية الأخيرة أن يكون لديك مثل هذه الهيئة الجماعية والقوية التي تمثل صوت الجنوب العالمي".