مقالة خاصة: بريكس تصبح أكثر إشراقا بعد التوسع التاريخي
بكين 25 أغسطس 2023 (شينخوا) تعتزم مجموعة بريكس، التي تضم اقتصادات ناشئة كبرى هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، زيادة عدد أعضائها لأكثر من الضعفين بضم ست دول إضافية.
ويضم هذا التوسع التاريخي، الذي تم الإعلان عنه في مؤتمر صحفي خلال قمة بريكس الـ15 في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وستدخل عضوية هذه الدول حيز التنفيذ اعتبارا من الأول من يناير العام القادم.
قال مراقبون في أحاديث مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن هذا التوسع يشهد على جاذبية مجموعة بريكس وحيويتها، ويساعد على تعظيم أصوات الجنوب العالمي، ويعكس عزم المجموعة والعالم النامي الأوسع نطاقا على حماية الإنصاف والعدالة على الصعيد العالمي وتعزيز السلام والتنمية.
-- خطوة شاملة ومربحة للجميع
منذ تأسيسها قبل 17 عاما، حققت بريكس نتائج تعاون مثمرة في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، وتواصل المجموعة الازدهار بروح الانفتاح والشمول والتعاون المربح للجميع. ولقد كتبت دول بريكس قصة رائعة عن التنمية المشتركة لدول لها أنظمة وثقافات مختلفة، وتقع في مناطق مختلفة من العالم، وأصبحت هذه القصة معلما بارزا في التعاون الجنوبي الجنوبي.
ويعتقد الخبراء أن هذا التوسع سيمثل نقطة انطلاق تاريخية وجديدة لتعاون بريكس.
وأعرب محمد جمشيدي، نائب مدير مكتب الرئيس الإيراني للشؤون السياسية، عن تهانيه لإيران على انضمامها إلى بريكس، واصفا هذه الخطوة بأنها "خطوة تاريخية".
وقال عبد الستار عشرة، الأمين العام لمجلس الأعمال المصري-الصيني ومقره القاهرة، إن توسع بريكس الذي تم بطريقة مدروسة جيدا من شأنه أن يزيد قوة وفعالية المجموعة ويعزز دورها الإقليمي والدولي، بما يساهم في تحقيق معدلات تنمية أعظم وأسرع.
وأضاف رجل الأعمال المصري أن هذا سيخلق العديد من الفرص للتعاون المشترك بين أعضاء بريكس في مختلف المجالات، مضيفا أن توسع بريكس يهدف إلى تعزيز قدرات أعضاء المجموعة على معالجة الأزمات والتحديات الاقتصادية والمالية والسياسية.
وقال فيليب بورتو، الباحث في جامعة إيه بي سي الاتحادية وعضو المرصد البرازيلي للسياسات الخارجية، إنه على الرغم من أن الدول الخمس المؤسسة لبريكس لديها ظروف وطنية مختلفة للغاية، إلا أن روح التعاون المربح للجميع حافظت على ديناميكية آلية بريكس وجذبت اهتمام المزيد من الدول.
-- من أجل عالم أكثر عدلا
قال الخبراء إن نهوض الاقتصادات الناشئة، متمثلة في دول بريكس، يغير المشهد العالمي بشكل جذري. فمع التوسع التاريخي، سيكون لآلية بريكس صوت أكبر في دفع إصلاحات الحوكمة العالمية نحو اتجاه أكثر عدلا وإنصافا، الأمر الذي من شأنه أن يبث المزيد من اليقين والاستقرار في العالم.
وقال وزير الخارجية البوليفي السابق فرناندو هواناكوني، إنه بالنسبة للأسواق الناشئة والدول النامية، فإن الانضمام لبريكس يمكنها من السعي إلى تحقيق التنمية بشكل مشترك بالتزامن مع حماية السيادة الوطنية والاستقلال الاقتصادي. وسيسمح هذا لها بالمشاركة في التنمية العالمية بمساواة وكرامة.
وقال أحمد إبراهيم، محلل سياسي سعودي، إن آلية بريكس قدمت نمطا جديدا للحوكمة العالمية، ما خلق قوة متماسكة متينة بين الاقتصادات الناشئة والدول النامية.
وقال بامبانغ سوريونو، رئيس مركز أبحاث الابتكار الآسيوي، وهو مركز أبحاث إندونيسي، إن آلية تعاون بريكس، التي تتميز بالانفتاح والشفافية والشمول وعدم التمييز، تلبي احتياجات الدول النامية وتعزز صوتها في الحوكمة العالمية.
-- قوة من أجل السلام والتنمية
تمارس دول بريكس تعددية حقيقية، وتصر على الحفاظ على النظام الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة، وتدعم وتعزز نظام التجارة متعدد الأطراف وفي القلب منه منظمة التجارة العالمية، وتعارض "فك الارتباط وتعطيل سلاسل الإمداد" والقسر الاقتصادي. ويعتقد الخبراء أن توسع بريكس سيزيد من تعزيز قوى السلام والتنمية في العالم.
وقال كينيث كريمر، عضو المجلس الاستشاري الاقتصادي الرئاسي في جنوب إفريقيا، إن "هدف رئيسي لبريكس هو التشجيع على زيادة مستويات التجارة والتعاون بين الدول الأعضاء، ولقد نجحت بريكس في تعزيز هذا الهدف منذ اجتماعها الأول عام 2006".
وتحدث كريمر عن تاريخ حركة عدم الانحياز في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، قائلا إن العديد من دول الجنوب العالمي اتحدت في ذلك الوقت للعمل من أجل نظام عالمي أكثر عدلا وشمولا، ومع بريكس تتعاون العديد من الدول لدفع هذه الرؤية مجددا.
ويعتقد أندريه جوبين، أستاذ مساعد في جامعة الشرق الأقصى الاتحادية في روسيا، أن توسع بريكس يثبت أن العالم في حاجة ملحة لآلية تعاون متعددة الأطراف أكثر إنصافا وعدلا.
ومن وجهة نظره، فإن آلية تعاون بريكس تتسم بالتركيز على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتحسين رأس المال البشري، والتقدم التكنولوجي، وإفادة جميع البشر، وهو ما يتماشى مع السعي المشترك لمعظم الدول.
وقال سيباستيان شولتس، باحث في جامعة لا بلاتا الوطنية في الأرجنتين، إنه على المائدة المستديرة لأسرة بريكس، جلست الدول النامية من مختلف القوميات واللغات والحضارات، التي تعمل معا على بناء نظام دولي يتسم بالمساواة والتناغم وعدم التدخل في الشؤون الداخلية الخاصة بكل منها، واحترام أنماط التنمية الخاصة بكل منها.
ويعتقد أحمد إبراهيم، محلل سياسي سعودي، أنه في ظل آلية تعاون بريكس، ستواصل الأسواق الناشئة والدول النامية النمو بقوة، الأمر الذي سيضخ زخما قويا في تنمية عالم متعدد الأقطاب، وسيسهم في مواجهة الأحادية والهيمنة بفعالية، ما يسهم بالتالي في تحقيق السلام والرخاء في العالم.