تحقيق إخباري: كارثة الفيضانات تكشف عن الوضع الهش لليبيا

تحقيق إخباري: كارثة الفيضانات تكشف عن الوضع الهش لليبيا

2023-09-19 16:40:30|xhnews

بنغازي 19 سبتمبر 2023 (شينخوا) كشفت فيضانات مدمرة ناجمة عن العاصفة "دانيال"، التي ضربت مناطق شاسعة في شرق ليبيا يوم 10 سبتمبر وأودت بحياة الآلاف من الأشخاص، عن الوضع الهش للبلد الأفريقي الغني بالنفط بعد سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.

وتعيش مدينة درنة، التي تبعد عن العاصمة طرابلس مسافة حوالي 1300 كيلومتر شرقا، كابوسا منذ أن اجتاحتها فيضانات عارمة جرفت نحو ربع المدينة في كارثة طبيعية وتكشف ما خلفته الانقسامات السياسية والتدخلات الخارجية.

وقال حسن المصلي، الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية في الجامعات الليبية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الانقسام السياسي الذي سببه سقوط نظام معمر القذافي في 2011 ساهم في تفاقم حالة البنية التحتية الهشة في البلاد التي لم تشهد أعمال صيانة أو مشاريع جديدة نتيجة الاقتتال بين أطراف الصراع الذي تسبب في حالة من الاضطراب الاجتماعي.

وأشار إلى أن الغرب أسقط النظام السابق في ليبيا دون أن تكون له نية في إعادة الاستقرار إلى هذا البلد الاستراتيجي لأوروبا، وبالتالي فإن حالة الفوضى المستمرة في البلد ستفاقم من تبعات الأزمة الراهنة وستزيد من معاناة المشردين الذين هدمت بيوتهم الفيضانات.

من جانبه، قال يوسف العماري الكاتب والباحث في مجال العلاقات الدولية لـ((شينخوا)) إن الأزمة الراهنة وما بعدها مع انقسام سياسي حاد في البلاد لا يمكن معها إغفال العامل الخارجي في تحليل جوهر الصراع، "إذ تتدخل قوى خارجية في الشأن الليبي منذ عام 2011، وتلعب دورا قذرا لإجهاض عملية الانتقال الديمقراطي".

وأشار إلى العوامل الداخلية التي عززت الوضع الهش وعمقت الشرخ المجتمعي والسياسي في البلاد"، معتبرا أن "التدخل الخارجي والغربي تحديدا ليس سوى محاولة لاستغلال هذه الانقسامات الداخلية لتظل ليبيا على ما هي عليه الآن".

وتوالت على ليبيا جسورا جوية للمساعدات والإغاثة مع فرق للإنقاذ وانتشال الجثث التي قتلت جراء الفيضانات، لكن الدعم الغربي ضعيف نسبيا ولا يتلائم مع حجم الكارثة.

وقال خالد المغربي الصحفي المستقل لـ((شينخوا)) إن "دعم الولايات المتحدة وأوروبا لم يكن بحجم الكارثة، ولا بحجم حالة عدم الاستقرار التي سببها تدخل حلف الناتو في ليبيا عام 2011 وتسبب بتردي الأحوال المعيشية للسكان في بلد غني بالنفط وهو المورد الوحيد للموازنة".

وأشار إلى أن الشرخ الاجتماعي الذي سببته الحروب الأهلية بعد 2011 ذابت في درنة، لكن معاناة سكانها وسكان المدن والمناطق التي تضررت ستستمر وسيكون الشتاء المقبل شتاء قاسيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

ودعا خليل الكوافي المسؤول الحكومي السابق الليبيين للاجتماع مجددا على كلمة واحدة وتوحيد بلادهم لإنهاء حالة الانقسام وضعف الحالة الاقتصادية إضافة إلى المشاكل الاجتماعية التي سببتها الحروب.

وأكد على ضرورة فتح حوار بين الأطراف المعنية لإنهاء استمرار الصراع من أجل إيجاد مداخل توافقية تنقل البلاد عبر عملية تحول ديمقراطي إلى بر الأمان. 

الصور