تقرير إخباري: قادة العالم يؤكدون على الدور المركزي للأمم المتحدة والحاجة لإصلاحها
الأمم المتحدة 22 سبتمبر 2023 (شينخوا) أكد قادة العالم أمس (الخميس)، وهو اليوم الثالث من المناقشة العامة للدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على الدور المركزي للأمم المتحدة والحاجة إلى إصلاح المنظمة الأممية حتى تصبح مؤهلة لتحقيق الغرض من إنشائها.
وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة لها تأثير على بقاء الحضارة الإنسانية.
وأضاف فوتشيتش "أود أن أسجل موقفا باسم بلدي وأيضا باسم أولئك الذين يؤمنون حقا وبنفس القدر، بعد مرور 78 عاما على إنشاء الأمم المتحدة، بأن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة هي الدفاع الجوهري الوحيد عن السلام العالمي والحق في الحرية والاستقلال للأمم والدول". وتابع قائلا "ولكن أكثر من ذلك، فهي بمثابة تعهد لمجرد بقاء الحضارة الإنسانية".
واستردف قائلا إن موجة عالمية جديدة من الحروب والعنف التي تؤثر على أسس الأمن الدولي، تعد نتيجة مؤلمة يكمن سببها في التخلي عن المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.
وحذر الرئيس الصربي من أنه عندما تخالف القوى الكبرى تلك المبادئ، بحيث لا تكون هناك أخلاق في السياسة العالمية، فإنه يبدو واضحا بأن الإنسانية على وشك الدخول في عصر ظهور الانقسامات الكبيرة والصراعات الكبيرة.
ومضى قائلا "في هذا الوضع الصعب بالتحديد، تعد الأمم المتحدة المنبر الجوهري الأخير الذي يجمعنا جميعا بغض النظر عن جميع خلافاتنا وانقساماتنا. أعتقد أن الالتزام بالسلام والتنمية والرغبة في حل النزاعات عبر الحوار وإيجاد سبل مشتركة لإنهاء المعاناة الإنسانية وضمان مستقبل أكثر ازدهارا واستقرارا، هو بالضبط ما يوحدنا".
وأضاف فوتشيتش "من أجل الحفاظ على السلام العالمي حتى لا نختفي جميعا في صراع دارويني تقوده القوى العظمى، من الضروري أن نوحد قوانا تماما كما حدث قبل 78 عاما، في معركة مشتركة من أجل نظام دولي قائم على ميثاق الأمم المتحدة".
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على أهمية وجود مؤسسات متعددة الأطراف تتناسب مع عالم متعدد الأقطاب، وهو في طور التكوين.
وقال جوتيريش خلال اجتماع وزاري تحضيري لقمة المستقبل "إننا نتحرك نحو عالم متعدد الأقطاب. فالتعددية القطبية تخلق فرصا جديدة لمختلف الدول للقيادة على الساحة العالمية. لكن التاريخ يعلمنا أن التعددية القطبية بدون مؤسسات قوية متعددة الأطراف تخلق مخاطر جسيمة. ويمكن أن تؤدي إلى توترات جيواستراتيجية أكبر، ومنافسة فوضوية، ومزيد من التفتت".
ولفت جوتيريش إلى أن المؤسسات متعددة الأطراف لن تتمكن من البقاء إلا إذا أصبحت عالمية حقا، مشيرا إلى أن قمة المستقبل التي ستعقد العام المقبل تمثل فرصة فريدة للمساعدة في إعادة بناء الثقة وجعل المؤسسات والأطر متعددة الأطراف التي عفا عليها الزمن، متوافقة مع عالم اليوم، على أساس المساواة والتضامن.
ورحب باتفاق الدول الأعضاء على تبني ميثاق من أجل المستقبل تم التفاوض عليه بين الحكومات خلال قمة المستقبل المرتقبة، من أجل التأكيد على ميثاق الأمم المتحدة وتنشيط التعددية وتعزيز تنفيذ الالتزامات القائمة والاتفاق على حلول للتحديات الجديدة.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن التحديات التي يواجهها العالم تحديات عالمية، إذ أنها تتطلب حلولا عالمية ولا يمكن حلها من خلال مجموعات صغيرة من الدول أو تحالفات الراغبين. وأضاف أن الأمم المتحدة هي المنتدى الوحيد الذي يمكن أن يحدث فيه ذلك.
ومن جانبه، دعا نائب الرئيس الصيني هان تشنغ في كلمته أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، الدول إلى البقاء وفية للتعددية وتحسين الحوكمة العالمية.
وقال هان إن الصين داعم قوي للنظام الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة.
وأضاف أنه يتعين على الأمم المتحدة تحقيق تقدم في جميع الركائز الثلاث للأمن والتنمية وحقوق الإنسان بطريقة متوازنة، والتأكد من أن جميع الدول تعمل بشكل مشترك على حماية الأمن العالمي وتقاسم إنجازات التنمية ورسم المسار لمستقبل العالم.
وفي كلمته، أعاد رئيس الجبل الأسود ياكوف ميلاتوفيتش التأكيد على التزام بلاده القوي بأهداف الأمم المتحدة ومبادئها.
وقال ميلاتوفيتش إنه بالرغم من أن التحديات الحالية تتطلب قيادة حكيمة، فإن قادة العالم كثيرا ما يلجأون إلى تشاطر الشواغل المشتركة بدلا من توحيد الجهود، لذا فمن الضروري العودة بشكل كامل إلى البنود الملزمة في ميثاق الأمم المتحدة.
وقال عمر سيسوكو إمبالو رئيس غينيا بيساو إن أفضل استجابة للتحديات التي تواجه المجتمع الدولي تكمن في تعزيز التعددية والتعاون الدولي.
وأضاف إمبالو: "من وجهة نظرنا، تعد التعددية أداة لا غنى عنها وضرورة أخلاقية إذا أردنا أن نبني معا عالما متضامنا ورفاهية للجميع".
وتابع إمبالو قائلا إن هناك حاجة لإدخال التغييرات اللازمة في الهيكل الدولي للسلام والأمن وكذلك في النظام المالي العالمي، حتي يتمكنا من الاستجابة للسيناريو الدولي الحالي.
وأوضح أن إصلاح مجلس الأمن، الذي اعتُبر منذ فترة طويلة ضروريا، يجب أن يأخذ في الاعتبار موقف الاتحاد الإفريقي من أجل ضمان تمثيل واقعي وأكثر نزاهة، وأن يتماشى مع الدور متزايد الأهمية الذي تلعبه إفريقيا في بناء التوازن في العالم والحفاظ عليه.
وقال رئيس وزراء نيبال بوشبا كمال داهال إن بلاده تدعم إصلاح مجلس الأمن الدولي ليصبح أوسع تمثيلا وديمقراطيا وشفافا وخاضعا للمساءلة، مضيفا أن بلاده تدعو إلى النهوض بالجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي مع إعطاء دور أكبر لهاتين الهيئتين الحيويتين.
وتابع بوشبا قائلا: "إننا بحاجة إلى نظام متعدد الأطراف يتسم بالشمول والفعالية من أجل الاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات الشعوب والكوكب وتلبيتها. لقد طال انتظار الإصلاح الهيكلي للبنية المالية الدولية، مضيفا أنه يجب الاستماع إلى صوت الدول التي تمر بأوضاع خاصة، بما في ذلك الدول الأقل نموا والدول النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية، فضلا عن ضمان تمثيلها الهادف".
ومضى بوشبا قائلا إن: "وجود هيكل مالي دولي أكثر ديمقراطية وشمولا ونزاهة وتمثيلا، هو فقط من يمكن أن يصبح علاجا لأوجه عدم المساواة والفجوات عميقة الجذور".
وقال الرئيس الألباني باجرام بيجاج إن الجمعية العامة بمثابة منصة فريدة للتعاون العالمي والأمل في رؤية عالم أفضل، مضيفا أن عملية إعادة بناء الثقة وإعادة إحياء التضامن العالمي هي الطريقة الوحيدة التي يمكن للمجتمع الدولي أن يواجه بها التحديات المشتركة والعالمية اليوم، والتي لا تؤثر فقط على الأجيال الحالية، ولكن على أجيال المستقبل.
وأشار بيجاج إلى أن التحديات الحاسمة تُظهر أن المنطق العالمي هو السبيل الوحيد، إذ أنه لا يمكن لأحد أن يحصل على سلام دائم حتى يحصل عليه الجميع.
وقال محمد جالو نائب رئيس جامبيا إن المشكلات الحالية التي يواجهها العالم تثير تساؤلات حول مدى استعداد وملاءمة المنظمات متعددة الأطراف لمعالجتها، مضيفا أن أولويات اليوم تتطلب اهتماما وعملا جماعيا على نحو عاجل.
ودعا جالو إلى إصلاح النظام متعدد الأطراف، مضيفا أن الإيمان المتجدد بميثاق الأمم المتحدة والتعددية الشاملة هو السبيل نحو تحقيق ذلك. كما دعا إلى تعاون أفضل وشراكات أكبر لتقديم حلول للمشكلات العالمية.