رأي ضيف: قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758 يؤكد أن مبدأ صين واحدة إجماع دولي لا يتزعزع

رأي ضيف: قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758 يؤكد أن مبدأ صين واحدة إجماع دولي لا يتزعزع

2023-09-22 15:20:45|xhnews

بقلم: شين بينغ

قبل انعقاد الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة مباشرة، كررت السلطات التايوانية حيلة قديمة تدعو إلى إعادة تفسير قرار الجمعية العامة رقم 2758 وتثير صخبا بشأن ما يسمى بمشاركة الجزيرة ـ التي تعد جزءا من أراضي الصين -- في الأمم المتحدة كممثل مستقل. من الضروري أن نُذكر عامة الناس بأن منظومة الأمم المتحدة لن تتحول أبدا إلى مسرح للانفصاليين الذين يحلمون بـ"استقلال تايوان".

لم يتم التشكيك في وضع تايوان كجزء من الصين على مر التاريخ الصيني. بعد الاحتلال الياباني غير المشروع والقصير الأمد في النصف الأول من القرن العشرين، أكدت معاهدات دولية مثل إعلان القاهرة وإعلان بوتسدام من جديد على وضع تايوان كجزء لا يتجزأ من الصين، مؤكدة بذلك مبدأ صين واحدة.

بعد أكثر من عقدين من العزل والحصار اللذين فرضتهما الولايات المتحدة على جمهورية الصين الشعبية الوليدة، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 2758 في عام 1971، "لإعادة جميع الحقوق إلى جمهورية الصين الشعبية والاعتراف بممثلي حكومتها باعتبارهم الممثلين الشرعيين الوحيدين للصين لدى الأمم المتحدة، وطرد ممثلي تشيانغ كاي شيك فورا من المكان الذي يشغلونه بصورة غير مشروعة في الأمم المتحدة وفي جميع المنظمات المتصلة بها".

وينص القرار رقم 2758 بوضوح على "استعادة" جمهورية الصين الشعبية للحقوق المشروعة في الأمم المتحدة. ويطالب بطرد ممثلي تشيانغ كاي شيك، وهو ما يعني أن جمهورية الصين الشعبية ورثت جميع الحقوق والتمثيل عن ممثلي تشيانغ كاي شيك دون أي تغيير في الأراضي الصينية. ولم يتم ذكر تايوان صراحة، حيث أنها بطبيعة الحال جزء من هذا البلد، تماما مثل بكين أو شانغهاي. فهل من الضروري الإشارة إلى أن ألاسكا أو هاواي جزء من الولايات المتحدة في كل وثيقة دولية توقعها الحكومة الأمريكية؟ لا، ويرجع ذلك إلى نفس السبب.

وأثناء عملية المداولات بشأن القرار رقم 2758، عارضت معظم البلدان تقسيم أراضي الصين. فكل شخص لديه بعض المعرفة بالسياسة يعرف الفرق بين حكومة ودولة ذات السيادة. ولهذا السبب أيد معظم الدبلوماسيين اعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758. أما أولئك الذين اقترحوا "تمثيلا مزدوجا" فإما تعرضوا للسخرية بسبب افتقارهم إلى الكفاءة المهنية أو الاحتقار بسبب نيتهم غير الصادقة في خلق "صينين" أو "صين واحدة وتايوان واحدة".

لقد اعترف المجتمع الدولي على نطاق واسع بمبدأ صين واحدة. وتنص العديد من وثائق الأمم المتحدة بوضوح أن "تايوان ليس لها وضع مستقل كونها مقاطعة صينية"، و"السلطات التايوانية لا تتمتع بأي شكل من أشكال وضع الحكومة"، وأن الاسم الصحيح لتايوان يجب أن يكون "مقاطعة تايوان الصينية"، أو "تايوان، الصين"، أو "تايبيه الصينية" إلخ. كما إن مبدأ صين واحدة شكل أيضا الأساس السياسي والقانوني لإقامة علاقات دبلوماسية وتبادلات ودية بين الصين و182 دولة.

ورغم أن الجانبين عبر مضيق تايوان لم يتحدا سياسيا، إلا أن السيادة الوطنية للصين وسلامتها الإقليمية لم يتم تقسيمهما قط. والصين ممثلة دائما كدولة ذات سيادة. إن الدعوة التي أطلقها الحزب الديمقراطي التقدمي في تايوان للانضمام إلى الأمم المتحدة تسعى في الأساس إلى "استقلال تايوان" من خلال الحصول على "اعتراف دولي". وتأييد هذا النداء هو تأييد لـ"استقلال تايوان" وتغيير للوضع الراهن لمضيق تايوان. وبذلك، سينقلب النظام الدولي لما بعد الحرب الذي أنشأه إعلان القاهرة وإعلان بوتسدام وسيتقوض السلام العالمي.

ويمكن للمجتمع الدولي، ولا سيما مواطنونا في تايوان، أن يرى بوضوح أن الأهالي في تايوان، على عكس ما ادعاه الحزب الديمقراطي التايواني زورا، لم يُمنعوا أبدا من المشاركة في التبادلات الدولية، ولم يُحرموا أبدا من الحقوق والمصالح المتعلقة برفاههم في إطار الأمم المتحدة.

لقد انضمت تايوان الصينية إلى منظمة التجارة العالمية كمنطقة جمركية منفصلة منذ أكثر من عشرين عاما. وتتمتع تايوان دائما بإمكانية الوصول إلى التعاون الدولي وتبادل خدمات الصحة العامة والرعاية الطبية داخل منظومة منظمة الصحة العالمية. وحقق فريق تايبيه الصينية إنجازات ملحوظة في الألعاب الأولمبية وحصل على دعم أخوي من الأهالي في جميع أنحاء الصين. وبالنسبة للصين، فإن معيشة الأهالي في تايوان ومصالحهم شيء عزيز على قلبها.

ولذلك، فإن أي مسألة تتعلق بمشاركة منطقة تايوان في أنشطة المنظمات الدولية ينبغي أن تُعالج في إطار مبدأ صين واحدة. وقد أكد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758 الإرادة الموحدة للمجتمع الدولي. وإن مبدأ صين واحدة مستمد من الإجماع الدولي.

وأولئك الذين يعتزمون إساءة تفسير القرار رقم 2758 ونشر الهراء المتمثل في استعادة تايوان لتمثيلها في الأمم المتحدة يحاولون تحدي الإرادة المشتركة للمجتمع الدولي والتعدى على سيادة الصين. ولا ينبغي لأي بلد أن يدعم هذا الظلم.

ملاحظة المحرر: الكاتب هو معلق متخصص في الشؤون الدولية، ويكتب بانتظام في ((غلوبال تايمز)) و((تشاينا ديلي)) و((سي جي تي إن)) إلخ. ويمكن التواصل معه عبر: xinping604@gmail.com.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة مواقف وكالة أنباء ((شينخوا)).

الصور