أرياف صينية جميلة في عيون الأصدقاء الأجانب
بكين 23 سبتمبر 2023 (شينخوانت)يصادف الـ23 من سبتمبر الجاري "مهرجان الحصاد للمزارعين الصينيين". ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، انتصرت الصين في المعركة ضد الفقر بطريقة شاملة، وبدأت تنفيذ إستراتيجية النهوض بالمناطق الريفية، وحققت إنجازات تاريخية عظيمة في قضية القضاء على الفقر، وشهد الأصدقاء الأجانب الذين يعيشون في الصين التغيرات الهائلة التي طرأت على الأرياف الصينية.
ويدرس الشاب الفرنسي إيمانويل رومان البالغ من العمر 26 عاما في جامعة سيتشوان للدراسات الدولية. وفي العام الماضي، ذهب رومان إلى قرية فنغجه بمدينة تشونغتشينغ التي تبعد أكثر من 380 كيلومترا عن وسط المدينة. وكان الشاب الفرنسي يعتقد أن هذه القرية فقيرة ومتخلفة، ولكن بعد وصوله إلى هناك، وجد أنها مختلفة تماما عما تخيله. وبفضل دعم ومساعدة الحكومة، أنشأ المزارعون المحليون مصانع لمعالجة المنتجات الزراعية المحلية المميزة، مثل صلصة الفطر. وتشبه هذه المصانع تماما الأخرى المتقدمة في المدن الكبرى، ويعمل العمال بطريقة منظمة كل يوم. واُستخدمت شبكة الإنترنت في الترويج للتجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية والدفع عبر الهاتف المحمول وغيرها من الأنشطة في أعداد متزايدة من القرى. ويبيع العديد من القرويين المحليين منتجاتهم الزراعية على منصات الإنترنت، ويتجاوز الدخل السنوي لكل أسرة 150 ألف يوان (حوالي 21 ألف دولار أمريكي). ومع التحسين المستمر لمستويات معيشة القرويين تزداد أيضا متطلبات حياتهم الثقافية، وجمع القرويون أموالا من مواردهم الخاصة وأنشأوا مكتبة وملعبا رياضيا في القرية، وتحسن شعور السكان بالسعادة بشكل مستمر.
وزار الطالب ياكوب نيقوابي من الكونغو الديمقراطية قرية تشو مو قانغ بمقاطعة هونان في العام الماضي. وتملّكه شعور بالدهشة بعد علمه أن القرية الغنية والمزدهرة كانت قرية فقيرة، وهذه التغييرات المدهشة أحدثتها معجزة القضاء على الفقر التي حققتها الصين. وقال لشينخوانت إن هذه القرية كانت في السابق مكانا فقيرا، لكنها الآن اُنتشلت من دائرة الفقر. ولذلك عندما وصل إلى هناك، لم يشعر وكأنه في قرية. ونظرا لاتساع طرقها، وتوجد بها بعض المباني الشاهقة، مثل المستشفيات والمدارس. وقد شكل القضاء على الفقر في الصين مثالا يحتذى به للدول النامية، ويتعين على بلاده إيلاء أهمية للتعاون الدولي مع الصين في مجال الحد من الفقر.
وشهد هؤلاء الأصدقاء الأجانب التغييرات الجذرية التي طرأت على الأرياف الصينية، وتأثروا أيضا بالمشاعر الشعبية البسيطة والطيبة لسكان الأرياف الصينية. وكان الشاب الأمريكي جون ليندن الذي يدير فندقا في مقاطعة يونان، ويذهب إلى السوق الصباحي كل يوم حيث يتحدث مع القرويين المحليين بسرور. ويحب هذه المجموعة من الأشخاص المتحمسين والذين يعملون بجد واجتهاد. وقال للمراسل إن القرويين الصينيين يتمتعون بروح إيجابية وجريئة. وقد التحق معظم أبناء المزارعين في الأرياف بالجامعات، ولاحظ أن الجيل الجديد من سكان الأرياف يتمتعون بمستوى التعليم المماثل لما يتحلى به الشباب في المدن الكبرى، ولديهم أيضا أحلامهم الخاصة.
وقد عاشت سلمى إبراهيم أستاذة اللغة العربية من سوريا في مدينة قه له شان بمقاطعة سيتشوان أكثر من 5 سنوات، ولديها العديد من الأصدقاء الصينيين الذين يعيشون في الأرياف. وفي كل عطلة نهاية أسبوع، تحضر سلمى الجبن والزبادي من صنعها لتتقاسمه مع القرويين المحليين. وقالت سلمى للمراسل إن التعامل مع الأصدقاء الريفيين جعلها تشعر أن "الحماس والتسامح" متجذران بعمق في روح ودماء الأمة الصينية. وفي كل مرة تذهب فيها إلى القرية، كان القرويون يدعونها إلى منازلهم لتناول العشاء، ويهدونها بعض الخضروات الطازجة التي زرعوها بأنفسهم.
ومع تسريع الصين تنفيذ إستراتيجية إنعاش الريف، ستصبح المناطق الريفية في الصين أكثر ثراءً، وستكون حياة المزارعين أكثر سعادة، وسيصبح الريف أكثر جمالا. ولا يمكن للأجانب الذين يعملون ويعيشون في الصين الشعور بالمزيد من السعادة فحسب، بل يتمتعون أيضا بحماس وثقة أقوى في تطورهم بالصين.






