تحليل إخباري: خبراء مصريون: البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية أكثر جاذبية ونفعا للدول النامية
القاهرة 23 سبتمبر 2023 (شينخوا) أكد خبراء مصريون أن البنك الأسيوي للاستثمار في البنية التحتية أكثر جاذبية ونفعا لدول العالم وخاصة الدول النامية التي تواجه عجزا حادا في بنيتها التحتية وتحتاج إلى تمويل لخططها التنموية الطموحة.
وأوضح الخبراء أن القطاعات التي يمولها البنك، وعدم وجود إملاءات سياسية أو ضغوط اقتصادية، فضلا عن انخفاض معدلات الفائدة والتسهيلات الائتمانية، زاد بشكل كبير من إقبال مختلف دول العالم عليه في وقت قصير، وساهم في زيادة تأثير البنك.
ويعقد البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية اجتماعه السنوي الثامن بمنتجع شرم الشيخ المصري، يومي 25 و26 سبتمبر الجاري، بحضور نحو 3 آلاف من الشخصيات الدولية المؤثرة، بحسب وزارة المالية المصرية.
وأكد الخبير الاقتصادي المصري الدكتور كريم العمدة المحاضر بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن البنك الأسيوي للاستثمار في البنية التحتية يتمتع بجاذبية عالية جدا، معتبرا سياساته أكثر نفعا وفائدة للدول النامية خاصة، أكثر من مصادر التمويل الدولية الأخرى.
وقال العمدة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية حقق انتشارا وتفاعلا دوليا وتأثيرا تنمويا واقتصاديا وساهم في مساعدة الكثير من الدول على تحقيق أهدافها التنموية المرجوة.
وعزا جاذبية البنك والإقبال الكبير عليه والتفاعل المتزايد معه، إلى ثلاثة أسباب أولها كونه متخصصا في الاستثمار بالبنية التحتية وهو العنصر الذي تعاني الدول النامية وخاصة الإفريقية من نقص حاد فيه.
وأوضح أن البنك الأسيوي للاستثمار في البنية التحتية يلبي احتياجات مهمة جدا لدى هذه الدول التي تعاني من عجز كبير في تمويل خططها وبرامجها التنموية خاصة في مجال البنية التحتية.
وأضاف الخبير الاقتصادي المصري الدكتور كريم العمدة، أن السبب الثاني لجاذبية بنك التنمية الآسيوي، أنه ليس له أية توجهات سياسية، ولا يستخدم إملاءات ولا يمارس أي ضغوط سياسية أو يفرض توجهات اقتصادية أو خطط تنموية بعينها على الدول المتعاونة معه أو المستفيدة من حزمه التمويلية.
وأرجع العمدة السبب الثالث إلى أن البنك يخصص نسبة كبيرة لتمويل استثمارات مكافحة تغيرات المناخ وحماية البيئة، وبالتالي فذلك يشجع الدول المتضررة من التغيرات المناخية على التعاون بشكل كبير معه والحصول على قروض تساعدها على تنفيذ خططها التنموية والحفاظ على البيئة وبأسعار فائدة منخفضة للغاية.
من جانبه، أكد الدكتور وليد جاب الله عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، على أهمية الدور التنموي والاقتصادي الذي يلعبه البنك الأسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ما جعله أكثر جاذبية لدول العالم.
وقال جاب الله إن الإقبال الكبير من جانب دول العالم للحصول على عضوية البنك، والحزم التمويلية التي قدمها والمشروعات التنموية التي ساهم فيها حول العالم، من أكبر المؤشرات على النجاحات التي حققها البنك في سنوات معدودة.
وأنشأت الصين، البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية كمؤسسة مالية متعددة الأطراف، والتي بدأت فعليا عملياتها في يناير 2016، بـ 57 عضوا مؤسسا، بهدف يركز أساسا على دعم التنمية المستدامة من خلال تعزيز البنى التحتية، وقطاعات إنتاجية أخرى في آسيا وأماكن أخرى بالعالم، ووصل عدد الأعضاء الآن إلى 106 أعضاء من جميع أنحاء العالم.
ولفت الدكتور وليد جاب الله، إلى تعاظم دور البنك الأسيوي للاستثمار في البنية التحتية مع توسعه الكبير في تمويل مشروعات البنية التحتية وخاصة ذات الأثر البيئي الإيجابي بأسعار فائدة مقبولة ودون ربط ما يقدمه من تمويل باشتراطات سياسية.
واعتبر استضافة مصر للمؤتمر السنوي الثامن للبنك بمدينة شرم الشيخ لأول مرة في إفريقيا، فرصة مثالية لعرض الخطط التنموية الطموحة للقارة الإفريقية، والقاء الضوء على الأضرار البيئية والمناخية التي تعاني منها دول القارة على الرغم من عدم مشاركتها في تسبب هذه الأضرار أو استفادتها منها.
ونوه إلى أن وجود البنك لأول مرة في إفريقيا بمثابة اعتراف بأهمية القارة الإفريقية في صناعة التنمية العالمية، ويشكل قاطرة مهمة للنمو الاقتصادي العالمي، ويمكن أن يكون محركا مؤثرا لمواجهة الركود الاقتصادي العالمي الحالي.
وأعرب جاب الله، عن اعتقاده بأن عقد البنك مؤتمره السنوي في مصر، يؤكد توجه البنك لإعطاء أولوية لتمويل أكبر قدر من المشروعات في إفريقيا خلال الفترة القادمة.
وأشار إلى أن هناك تعاونا كبيرا بين مصر والبنك الأسيوي للاستثمار في البنية التحتية تعتمد على ثلاث ركائز أساسية وهي تعزيز الاستدامة المالية، وتحفيز مشاركة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي، وتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة وجميعها ركائز تتفق مع أهداف استراتيجية التنمية المصرية لعام 2030.
بدوره، أكد الخبير الاقتصادي أبوبكر الديب مستشار المركز العربي للبحوث والدراسات، إن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، أصبح شريكا اقتصاديا وتنمويا مهما للكثير من دول العالم خاصة الدول النامية.
وقال الديب إن البنك أصبح يشكل حافزا بالغ التأثير للدول النامية على وضع خطط تنموية طموحة ومساعدتها بشكل كبير على تنفيذها، مؤكدا أن ذلك كان له أبلغ الأثر في تحقيق معدلات نمو أعلى في هذه الدول.
وأضاف أن الحزم التمويلية التي وفرها البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ساعد الدول المتعاونة والمستفيدة على تجاوز تأثيرات الأزمات العالمية الأخيرة والتي أدت إلى حالة من الانكماش الاقتصادي الدولي وركود حركة التجارة العالمية، والتي أثرت سلبا على الدول النامية.