مقالة خاصة: المنتخب السعودي للرياضات الإلكترونية يطمح لتحقيق المجد في آسياد هانغتشو
بكين 27 سبتمبر 2023 (شينخوا) بعد أن تم إدراج الرياضات الإلكترونية كمسابقة رسمية في دورة الألعاب الآسيوية لأول مرة، يشارك أفراد المنتخب السعودي للرياضات الالكترونية في آسياد هانغتشو وأعينهم على الذهب من أجل تحقيق المجد الشخصي والوطني لبلادهم.
في السنوات الأخيرة، حقق اللاعبون السعوديون الكثير من الإنجازات الملحوظة في مجال الرياضات الإلكترونية. إذ تحظى الألعاب والرياضات الإلكترونية بشعبية متزايدة في البلاد، وهي إحدى الدول التي لديها أعلى نسبة من اللاعبين في العالم، لا سيما من ممارسي الألعاب على الهواتف الذكية.
ويرى فهد محمد الهويسين، مدرب المنتخب السعودي للرياضات الإلكترونية، أن المملكة العربية السعودية هي موطن الرياضات الإلكترونية. وأشار في مقابلة صحفية اجرتها معه وكالة أنباء شينخوا مؤخرا إلى أنه في الآونة الأخيرة، شهدت المملكة إقامة موسم "الجيمرز 8"، مضيفا "رأينا تواجد جميع الألعاب وتنافسا من لاعبين عالميين هنا في المملكة العربية السعودية. كما تُقام بشكل مستمر بطولات دوري وكأس على مدار السنة".
وأردف "لدينا لاعبون مميزون وأبطال عالم، مثلا في لعبة فيفا، لدينا مساعد الدوسري وعبد العزيز الشهري، وأيضا في لعبة تيكن لدينا ساري الجفري"، مشيرا إلى أن اختيار اللاعبين يجري عن طريق معسكرات تدريبية وتجارب أداء، وأيضا عن طريق تقييم كامل الأداء في الموسم بشكل عام، كما يتم الأخذ في الاعتبار التزامهم وانخراطهم في التدريبات".
وأفاد فهد أن "الألعاب الإلكترونية متواجدة في كل بيت سعودي سواء كانوا هواة أو محترفين. ونشاهد تنوع الأعمار التي تمارس الألعاب الإلكترونية وتعشقها أيضا، فشعبيتها هائلة في المملكة".
وتظهر البيانات الصادرة عن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية أن 48 في المائة من لاعبي الألعاب الالكترونية في المملكة هم من النساء، وهذه النسبة تشكل اختلافا كبيرا عن أسواق منطقة الشرق الأوسط الأخرى، فهي أكثر توازنا. ومع وجود 23.5 مليون لاعب في السعودية - قرابة 70 في المائة من إجمالي عدد السكان - فإن سوق الألعاب الالكترونية للسيدات في المملكة لديه إمكانيات كبيرة.
بدوره، قال عبد الرحمن سالم الريفل، أحد أعضاء المنتخب، إن "الأمر يتطلب ساعات طويلة من التدريب للوصول إلى المستوى الاحترافي، فغالبا ما أستغل أي وقت فراغ لدي للتدريب دائما. وأحاول التدريب مع زملائي وتبادل المعلومات الخاصة باللعبة كي أتمكن من الوصول إلى مستوى أستطيع فيه أن أواجه خصوما أقوياء".
وتابع "هذه ستكون أول مرة أشارك فيها في الألعاب الآسيوية، لذا من الطبيعي أن نلعب مواجهات صعبة هناك، لكننا سنبذل جهدنا ونحقق الأفضل".
في أوائل أبريل من هذا العام، أعلن صندوق الثروة السيادي في السعودية أنه سيستثمر 38 مليار دولار أمريكي لبناء مركز لصناعة ألعاب إلكترونية. وتعمل المملكة جاهدة لتعزيز تطوير صناعة الألعاب.
وتظهر اتجاهات السوق العالمية الصادرة عن موقع تحليل سوق الألعاب نيوزو (Newzoo) أن أمريكا الشمالية أو الصين عادة ما تعتبر أكبر أسواق الألعاب، لكن الشرق الأوسط تعمل بنشاط على تضييق الفجوة مع أمريكا الشمالية. وبحسب الأرقام، يلعب ربع مستخدمي الإنترنت السعوديين ألعاب الهاتف المحمول أكثر من خمسة أيام في الأسبوع.
رغم أن الرياضات الإلكترونية لا تزال في بداية عهدها في المنافسات الرسمية، إلا أن مشاركتها في آسياد هانغتشو هي نقطة الانطلاق الرمزية التي ستقدم دفعا قويا لصناعة الألعاب الإلكترونية في مختلف أنحاء العالم وتبشر بنقلة هائلة لها في المستقبل مع صعود لاعبيها إلى منصات الشرف للتتويج بالميداليات الذهبية.
وكما أشار مدرب المنتخب السعودي للرياضات الالكترونية، فإن الميداليات الذهبية لا تقل تماما عن تحقيق بطولات العالم بالنسبة للأفراد، فهي إنجاز تاريخي ووطني وشخصي في نفس الوقت، ومن الأكيد أن الجميع يطمح لتحقيقه.