مقالة خاصة: الفلسطينيون يعانون للحصول على الحد الأدنى من الطعام في ظل نفاد السلع الغذائية

مقالة خاصة: الفلسطينيون يعانون للحصول على الحد الأدنى من الطعام في ظل نفاد السلع الغذائية

2023-11-20 21:04:00|xhnews

غزة 20 نوفمبر 2023 (شينخوا) بعد ساعات طويلة من السعي الدؤوب يوميا، بالكاد يتمكن الفلسطيني أحمد بشير من سكان مدينة خانيونس جنوب من تحصيل الحد الأدنى من الطعام لأطفاله الخمسة في ظل نفاد السلع الغذائية من الأسواق.

ويقول بشير (42 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أضطر أحيانا للسير على أقدامي لعدة كيلومترات يوميا والتنقل بين الأسواق المحلية لشراء بعض المواد الغذائية لكن بالكاد أستطيع ايجاد القليل منها بأسعار باهظة".

وفي أحيان أخرى، يضيف بشير الذي ينزح مع عائلته في بيت أقاربه بخانيونس، يضطر للوقوف في طابور طويل أمام بوابة إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) للحصول على بعض المعونات الغذائية.

ويشرح "للأسف، بالكاد المواد التي اشتريها والتي أحصل عليها من الأونروا تكفي لإطعام عائلتي ليومين على الأكثر"، موضحا بأنه "يعيش معاناة حقيقية وصراع يومي فقط من أجل تحصيل الغذاء".

ويشتكي بشير بأنه اضطر أطفاله أكثر من مرة النوم وهم جياع عندما لا يتمكن من توفير متطلباتهم اليومية،معربا عن تخوفه بأن يصبح الجوع مصاحبا لعائلته لفترة طويلة في حال لم يدخل قطاع غزة المعونات والمساعدات الإنسانية الكافية للسكان المحليين.

الحال ذاته تعاني منه الفلسطينية تهاني الطويل من مدينة غزة والتي اضطرت للنزوح الى ملجأ تابع للأونروا في خانيونس مع عائلتها المكونة من 12 فردا والعيش في ظروف وصفتها بـالمأساوية في ظل عدم توفر الطعام الكافي لأطفالها.

وتقول تهاني (45 عاما) "الأونروا تقدم بعض المعونات الغذائية، لكنها بالكاد تكفي أطفالي ليومين أو ثلاثة أيام على الأكثر ولا تسد جوعهم".

وتضيف الأم "في حال توقف إمدادنا بالغذاء فنحن بالتأكيد سنموت جوعا بكل حال من الأحوال، زوجي لا يعمل وهو يعاني من كسور في قدميه بسبب القصف الذي استهدف منزلنا وليس لدينا أي معيل يمكنه تأمين الغذاء لأطفالي".

وأشارت تهاني إلى أن الأوضاع الصعبة التي تمر بها مع عائلتها اضطرتها إلى اعتماد وجبة واحدة يوميا بدلا من ثلاث وجبات مما أدى إلى فقدانها وأطفالها الكثير من أوزانهم بسبب قلة الغذاء.

وأعربت عن تخوفها من "عيش مخاطر مجاعة حقيقية في الأيام المقبلة في حال استمر عدم تدفق المواد الغذائية إلى القطاع لفترة طويلة".

وتوقف دخول أي امدادات إنسانية منذ عدة أيام، وحذرت الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، من مخاطر مجاعة في قطاع غزة مع توقف دخول أي إمدادات إنسانية لايام كاملة.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا" في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن استمرار توقف دخول الإمدادات الإنسانية من مصر إلى غزة يعود إلى عدم قدرة الأونروا على استقبال توزيع الحمولات الإضافية، بسبب نقص الوقود لديها.

وأوضح البيان أنه تم تخصيص القدرة التشغيلية المحدودة لأونروا للإمدادات التي تلقتها في الأيام السابقة، في وقت أعلنت الوكالة أنه بسبب انقطاع الاتصالات، فإنها لن تكون قادرة على إدارة أو تنسيق قوافل المساعدات الإنسانية.

وأفاد أوتشا أن مدينة غزة وشمالها تواجه نقصاً حاداً في الغذاء، إذ منذ السابع من الشهر الجاري لم يتم تشغيل أي مخابز بسبب نقص الوقود والمياه ودقيق القمح والأضرار الهيكلية.

من جهته قال برنامج الأغذية العالمي في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، إن غزة تواجه الجوع على نطاق واسع مع انهيار النظم الغذائية.

وذكر أنه مع دخول 10% فقط من الإمدادات الغذائية الضرورية إلى غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، يواجه القطاع الآن أزمة جوع هائلة، حيث أن جميع السكان تقريبًا في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين"إن إمدادات الغذاء والمياه معدومة عمليا في غزة ولا يصل إلا جزء صغير مما هو مطلوب عبر الحدود".

وأضافت أنه مع اقتراب فصل الشتاء، والملاجئ غير الآمنة والمكتظة، ونقص المياه النظيفة، يواجه المدنيون احتمال مباشر للموت جوعا.

وأكدت ماكين أنه لا توجد طريقة لتلبية احتياجات الجوع الحالية من خلال معبر حدودي واحد قيد التشغيل، والأمل الوحيد هو فتح ممر آمن آخر لوصول المساعدات الإنسانية من أجل جلب الغذاء الضروري للحياة إلى غزة.

وقبل أيام أكد برنامج الأغذية العالمي إغلاق المخبز الأخير الذي يعمل بالشراكة معه بسبب نقص الوقود الذي أدى كذلك إلى توقف إنتاج الخبز في كافة مخابز غزة البالغ عددها 130 مخبزاً.

وبحسب البرنامج العالمي يتسبب نقص الوقود أيضا في عرقلة عمليات توزيع المساعدات الإنسانية، بما في ذلك إيصال المساعدات الغذائية إلى المحتاجين.

وأوضح أنه حتى عندما وصلت الشاحنات من مصر وأفرغت الإمدادات في غزة الأسبوع الماضي، لم تتمكن من الوصول إلى المدنيين في الملاجئ بسبب عدم كفاية الوقود لمركبات التوزيع.

ومن بين 1129 شاحنة دخلت غزة منذ فتح معبر رفح الحدودي في 21 أكتوبر الماضي، كانت 447 شاحنة فقط تحمل إمدادات غذائية.

وأكد برنامج الأغذية العالمي أن حجم عدد الشاحنات التي تدخل غزة لا يزال غير كاف على الإطلاق "فالأغذية التي دخلت غزة لا تكفي سوى لتلبية 7% من الحد الأدنى اليومي من احتياجات السكان من السعرات الحرارية".

وقال البيان إن البنية التحتية الغذائية في غزة لم تعد صالحة للعمل، بحيث أن 25% فقط من المتاجر التي تعاقد معها برنامج الأغذية لا تزال مفتوحة، بينما نفدت المواد الغذائية الأساسية من متاجر أخرى.

وأغلقت الأسواق المحلية أبوابها بالكامل، وتباع كميات الطعام الصغيرة التي يمكن العثور عليها بأسعار متضخمة بشكل مثير للقلق، ولا تكون ذات فائدة تذكر دون القدرة على الطهي، مما يجبر البعض على البقاء على قيد الحياة بوجبة واحدة في اليوم، بحسب البيان.

ونقل البيان عن المدير القطري لبرنامج الأغذية في فلسطين سامر عبد الجابر قوله "يعد انهيار سلاسل الإمدادات الغذائية نقطة تحول كارثية في وضع صعب بالفعل، حيث تم تجريد الناس من الضروريات الأساسية".

وأضاف أنه بدون الوصول إلى الوقود، فإن القدرة على توفير الخبز أو نقل الغذاء إلى المحتاجين قد تدهورت بشدة، مما أدى إلى توقف الحياة في غزة فيما الناس يعانون من الجوع".

ودعا برنامج الأغذية إلى زيادة ممرات الإمدادات المستدامة إلى غزة، والقدرة على تناوب الموظفين داخل وخارج غزة مع إمكانية الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية، والدعم الإضافي من الجهات المانحة.

الصور