الصين تضخ طاقة قوية في بناء عالم سلمي ومستقر وآمن

الصين تضخ طاقة قوية في بناء عالم سلمي ومستقر وآمن

2023-12-04 10:23:41|arabic.news.cn

بكين 4 ديسمبر 2023 (شينخوانت) في شهر مارس من هذا العام، أصدرت الصين والمملكة العربية السعودية وإيران بيانا مشتركا أعلنت فيه أن المملكة العربية السعودية وإيران اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية. وفي إبريل الماضي، عقد وزراء خارجية المملكة العربية السعودية وإيران أول اجتماع لهم منذ سبع سنوات في بكين. حيث توصل البلدان إلى "اتفاق بكين"، ووقعت الصين والسعودية وإيران على البيان المشترك، الذي أعلنت فيه أن السعودية وإيران اتفقتا على إعادة العلاقات الدبلوماسية، مؤكدة أن الأطراف الثلاثة ستعمل معا للحفاظ على العلاقات الدولية وتعزيز السلام والأمن الدوليين والإقليميين. 

ويرى أيمن الشمري، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، أن المصالحة السعودية الإيرانية تمثل تراجعا عن الوضع المهيمن للولايات المتحدة في غرب آسيا، وتعكس أيضا مفاهيم التنمية السلمية التي تدعو إليها الصين، والاعتراف بها على نطاق واسع في الشرق الأوسط. وأشار إلى أن دفع الصين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية يعكس الفلسفة الدبلوماسية السلمية للصين المتمثلة في عدم السعي إلى الهيمنة أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وقال إن الصين ملتزمة بإقامة علاقات دبلوماسية جيدة في النظام الدولي، الأمر الذي سيساعد في تعزيز ثقة كافة الأطراف الدولية في المشاريع الدبلوماسية للصين. وتأتي هذه الثقة من ثقة الصين الدبلوماسية بنفسها، وتتوافق أيضا مع مصالح جميع الأطراف. وتثابر الصين على عدم السعي إلى الهيمنة أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتلتزم بتقاسم المصالح وثمار التنمية معها. وستساعد هذه العوامل على التقريب بين السعودية وإيران، وإثبات قدرة الصين على حل النزاعات الدولية في المجال الدبلوماسي، وفتح آفاق جديدة لحل المشاكل الدولية.

ويعتقد الشمري أنه مع تخلص الشرق الأوسط تدريجيا من التدخل الأمريكي، بدأت السياسات الخارجية لدول المنطقة تصبح أكثر واقعية. والآن بعد أن أصبح العالم "قرية عالمية"، لم تعد القرارات يتخذها صانع قرار واحد، كما تتكيف شعوب جميع البلدان مع هذا التغيير الدولي والعالمي. ولن تقبل الشعوب العربية هيمنة الولايات المتحدة. وتسعى معظم الدول العربية إلى التعاون مع الصين. ومن منظور تحقيق الأمن الإقليمي والاستقرار والتنمية الاقتصادية، يعتبر النموذج الصيني خيارا أفضل للدول العربية.

وفي حديثه عن مفهوم التنمية العالمية الذي تدعو إليه الصين، قال الشمري إن الصين تتمسك بالفلسفة الدبلوماسية الداعية إلى المساواة والسلام وتلتزم بتحقيق رفاهية بلادها وحتى البشرية جمعاء من خلال المبادرات العالمية مثل "الحزام والطريق". وتتحمل الصين المسؤولية الدولية عن تعزيز السلام العالمي، وهي لا تنظر إلى شعوب البلدان الأخرى بطريقة متعالية، وتؤمن بأن جميع البشر لديهم حقوق وواجبات متساوية في السعي إلى تحقيق تنميتهم الخاصة، وتلتزم الصين بتعزيز الاستقرار في جميع مناطق العالم، وسيعزز ذلك بدوره استقرار التجارة العالمية وتدفق الطاقة والموارد، وبالتالي ضمان تنمية البشرية جمعاء. وتتنقل مبادرة الحزام والطريق بين القارات، وتلتزم بالتنمية المشتركة ونشر الثقافات والقيم الإنسانية المشتركة بين الدول. وهذه هي الفلسفة الدبلوماسية الصينية التي تسعى إلى تحقيق رفاهية شعبها والرفاهية المشتركة للبشرية.

وفي الوقت الراهن، دخل العالم حقبة جديدة من الاضطراب والتغيير، مع ظهور التهديدات الأمنية واحدا تلو الآخر وتشابكها مع بعضها بعضا. وترتكز "وثائق مفهوم مبادرة الأمن العالمي" التي اقترحتها الصين على السعي إلى تنسيق الحفاظ على الأمن في المجالات التقليدية وغير التقليدية. ومنذ فترة طويلة، دعمت الصين بقوة الدور الأساسي للأمم المتحدة في إدارة الأمن، وشاركت بنشاط في التعاون في مكافحة الإرهاب وحفظ السلام والإغاثة الإنسانية وغيرها من العمليات، وواصلت تقديم منتجات الأمن العام للمجتمع الدولي، ومارست بنشاط مفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية، وواصلت ضخ طاقة إيجابية في العالم المضطرب.

وباعتبارها مؤيدا قويا ومشاركا نشطا في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، تعد الصين ثاني أكبر مساهم مالي في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام والدولة التي ترسل أكبر عدد من قوات حفظ السلام بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقد شاركت الصين في قرابة 30 عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة وأرسلت أكثر من 50 ألف جندي من قوات حفظ السلام. وقال جان بيير فرانسوا رينو لاكروا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حفظ السلام، إن قوات حفظ السلام التي أرسلتها الصين أظهرت مسؤولية دولة كبرى في الحفاظ على السلام العالمي. وبالإضافة إلى ذلك، تلقت الأمم المتحدة أيضا دعما قويا من الصين في تحسين كفاءة وتأثير عمليات حفظ السلام.

وفي الوقت الحاضر، أصبح مضمون الأمن الدولي واتساع نطاقه أكثر ثراء. وتزايدت حدة التحديات الأمنية في المجالات غير التقليدية مثل تغير المناخ، وأمن الانترنت، والأمن الحيوي. وخلال السنوات الأخيرة، وقعت حوادث مناخية متطرفة وكوارث طبيعية بشكل متكرر في جميع أنحاء العالم. وقد قدمت الصين مساعدات إنسانية إلى البلدان المعنية في أسرع وقت ممكن في مناسبات عديدة، مما دل على مسؤوليتها بوصفها دولة كبرى. علاوة على ذلك، أطلقت الصين على التوالي مبادرة أمن البيانات العالمية ومبادرة التعاون الدولي في مجال الأمن الغذائي، ودعت إلى إنشاء شراكة عالمية للطاقة النظيفة، وواصلت تعزيز التعاون الدولي في المجالات الأمنية غير التقليدية، وعملت مع البلدان الأخرى لإيجاد حلول طويلة الأمد.

الصور