مفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية يكتب فصلا جديدا في التنمية السلمية
بكين 11 ديسمبر 2023 (شينخوانت) في مارس عام 2013، اقترحت الصين لأول مرة مفهوم بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وفي سبتمبر من العام نفسه، اقترحت الصين مبادرة "الحزام والطريق" لإنشاء منصة عملية لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وبعد 10 سنوات من البناء، تحولت مبادرة "الحزام والطريق" من رؤية إلى واقع، وأصبحت منصة للتعاون الدولي الأكثر شمولا في العالم اليوم. وعلى مدى العقد الماضي، وتحت راية مجتمع مصير مشترك للبشرية، تعاونت الصين مع الدول الأخرى لمواجهة التحديات وتعزيز التنمية والرخاء المشتركين.
ومن خلال خط السكة الحديدية بين الصين ولاوس، يمكن دخول الفواكه الاستوائية من جنوب شرقي آسيا إلى الصين في أقل من 26 ساعة. وبعد تشغيل خط السكة الحديدية بين الصين ولاوس لمدة 15 شهرا، حقق النقل اللوجستي عبر الحدود تغطية لاوس وتايلاند وميانمار ودولا أخرى. وبفضل مبادرة "الحزام والطريق"، ظهر في شرق أفريقيا أول طريق سريع، وأُنشئ أول جسر عابر للبحر في جزر المالديف، كما بُني "طريق سريع كهربائي" يمر من شمال البرازيل إلى وجنوبها. وحتى الآن، اجتذب البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" أكثر من ثلاثة أرباع دول العالم و32 منظمة دولية للمشاركة فيه، وتدفق إليه ما يقرب من تريليون دولار أمريكي من الاستثمارات العالمية، وتُوصِّل إلى أكثر من 3000 مشروع تعاون، حيث وُفرت ألف وظيفة واُنتشل قرابة 40 مليون شخص من الفقر في البلدان الواقعة على طول الطريق. وفي الوقت نفسه، تعمل الصين على تعزيز بناء اقتصاد عالمي مفتوح، وتواصل توسيع "دائرة الأصدقاء" على أساس توقيعها 19 اتفاقية تجارة حرة مع 26 دولة ومنطقة. وظلت الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة التي شاركت فيها الصين بنشاط وعززتها، سارية المفعول منذ أكثر من عام، وواصلت إطلاق المكاسب التجارية وضخ زخم جديد في التنمية الاقتصادية الإقليمية.
وقال فوسي كيومانيفونج، نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة في لاوس إن بلاده قد أصبحت واحدة من أكبر المستفيدين من مبادرة "الحزام والطريق" التي تُطبق التعددية، ويرشد مفهوم التنمية الذي تدعو إليه الصين، وهو "التشاور والبناء المشتركان"، المزيد من الدول إلى تحقيق التنمية المشتركة. وفي عام 2023 وما بعده، سيعود البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" بفوائد على المزيد من الناس.
واقترحت الصين مبادرة إنمائية عالمية لزيادة إثراء المضمون والمسار العملي لمفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية، حيث تدعو المجتمع الدولي إلى تسريع تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 وتعزيز تحقيق عالم أقوى وأكثر اخضرارا وصحة. وقد ساعدت سلسلة من التدابير العملية في ترسيخ مبادرة التنمية العالمية التي تلقت استجابة ودعما نشطين من أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية بما في ذلك الأمم المتحد، وانضم ما يقرب من 70 دولة إلى "مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية". وفي الاستجابة للتحديات العالمية مثل تغير المناخ وأزمة الغذاء والفجوة بين الأغنياء والفقراء، واصلت الصين جهودها وأظهرت مسؤوليتها، ونفذت بنشاط اتفاق باريس، وعززت تحديد ذروة الكربون والحياد الكربوني بطريقة علمية ومنظمة، وشرعت في إنشاء آليات التعاون الدولي الآسيوي لمواصلة تحسين نظام الإدارة الاقتصادية العالمية. ويعد توفير الصحة للجميع رؤية مشتركة للبشرية جمعاء وجزءا مهما من بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. ونظرا لمعاناة الدول النامية، وخاصة الدول الأفريقية، من ضعف أنظمة الصحة العامة، أصبح التعاون في مجال الصحة أحد المجالات المهمة للتعاون العملي بين الصين وهذه الدول. ومنذ إرسال أول فريق طبي إلى الجزائر في عام 1963، سافر 30 ألف عضو في الفرق الطبية الصينية إلى 76 دولة ومنطقة في أفريقيا وآسيا وأمريكا وأوروبا وأوقيانوسيا، لتوفير الصحة والعافية للسكان المحليين واستفاد من ذلك 2.9 مليار مريض. وفي مارس من عام 2023، منحت زامبيا "وسام الصداقة والتعاون الدولي" لأعضاء الدفعة الخامسة والعشرين من فرق الخبراء الطبيين العسكريين الصينيين. ويعد التمتع بالصحة هو الطموح المشترك للبشرية جمعاء، والحفاظ على سلامة الصحة العامة على الصعيد العالمي مسؤولية مشتركة لجميع دول العالم. وظلت الصين تنفذ إجراءات عملية للتعاون مع العالم لحماية حياة وصحة شعوب جميع البلدان.