مقالة خاصة: الروابط الوثيقة أساس التعاون القوي بين الصين وفيتنام
هانوي 11 ديسمبر 2023 (شينخوا) باعتبارهما جارتين متجاورتين، تشترك الصين وفيتنام في صلات ثقافية واجتماعية بارزة. وعلى مدى السنوات الـ73 الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، شهد الجانبان تعميق تعاونهما متبادل المنفعة.
-- توجيه رفيع المستوى
على مر السنين، حافظ قادة كلا الحزبين والبلدين باستمرار على تواصل وثيق، وتوصلوا إلى العديد من الاتفاقيات المهمة لتوجيه التنمية التعاونية للعلاقات الثنائية.
في عام 1999، حدد كبار قادة الحزبين والبلدين المبدأ التوجيهي لتعزيز العلاقات الثنائية في القرن الـ21 بأنه "استقرار طويل الأجل وتوجه مستقبلي وصداقة حسن جوار وتعاون شامل".
وفي وقت لاحق، توصل الجانبان إلى توافق في الآراء على أن البلدين وشعبيهما يجب أن يكونا "نعم الجيران ونعم الأصدقاء ونعم الرفاق ونعم الشركاء".
كما أرسى قادة الجانبين الأساس لثقة سياسية متبادلة ورفقة عميقة قوية لرسم مسار التعاون الثنائي المستقبلي وتقديم التوجيه الإستراتيجي المهم.
وفي أكتوبر، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ بالرئيس الفيتنامي فو فان ثونغ، الذي كان في بكين لحضور فعاليات النسخة الثالثة من منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي.
وقبل عام بالضبط، أصبح الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي نغوين فو ترونغ أول زعيم أجنبي يزور الصين بعد المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، ومنحه شي وسام الصداقة لجمهورية الصين الشعبية.
وجرت زيارات متبادلة للزعيمين في عام 2017، حيث كانت زيارة الدولة التي قام بها شي إلى فيتنام أول زيارة خارجية له بعد المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني.
وخلال زيارة الدولة التي قام بها شي إلى فيتنام في عام 2017 تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن التنفيذ المشترك لمبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين وخطة فيتنام "ممران ودائرة اقتصادية واحدة"، مما أدى إلى إقامة مشاريع كبرى حسنت بشكل كبير رفاهية الشعب.
-- بلدان أخوان ذوا تفكير متماثل
تمتعت الصين وفيتنام، اللتان لهما نفس النظام السياسي، بتفاعلات دبلوماسية سلسة وبيئة مواتية للتعاون في مجال السياسات، والتي شهدت إجراءاتهما المشتركة الرائعة الهادفة لمعالجة الصعوبات الإقليمية وتعزيز الاستقرار.
ويدعو كلا البلدين إلى تعددية الأطراف، ويشاركان بنشاط في التعاون الدولي والمنظمات الدولية.
وتمتد جهودهما التعاونية إلى ما هو أبعد من العلاقات الثنائية، وتمارس تأثيرا على الديناميات الإقليمية. وعلى وجه الخصوص، يضطلع كلا البلدين بأدوار نشطة في الإطار التعاوني لرابطة أمم جنوب شرق آسيا (الآسيان)، ويساهمان في جهود المنظمة الرامية إلى تعزيز التكامل الاقتصادي والأمن الإقليمي.
ويعد الالتزام بانفتاح واحتضان الأسواق العالمية جانبا محوريا آخر للتعاون بين الصين وفيتنام.
وباعتبارهما من أشد المؤيدين للتجارة الحرة، دافعت الصين وفيتنام عن اتفاقيات التجارة الإقليمية. على سبيل المثال، وقعت كلتا الدولتين على الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، مما يؤكد التزامهما تجاه نظام تجاري مفتوح قائم على القواعد.
-- تكامل اقتصادي
توفر الطبيعة التكاملية للاقتصادين الصيني والفيتنامي أساسا متينا لتعاونهما. ونتيجة لذلك، يرى كل من الجانبين أن تنمية الطرف الآخر هي بمثابة فرصة لتنميته.
وتستفيد الصناعة التحويلية سريعة النمو في فيتنام من القدرات الصناعية القوية للصين. ولعبت الزيادة الكبيرة في الاستثمارات الصينية في فيتنام دورا حاسما في تعزيز التنمية الصناعية في فيتنام ومساعدة البلاد على خلق فرص عمل.
وتظهر البيانات الرسمية أن الاستثمارات الصينية في فيتنام آخذة في الارتفاع، حيث احتلت المرتبة الثانية في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام. كما انتعشت عمليات تبادل الأفراد ومن المتوقع أن تنمو مع استئناف المزيد من الرحلات الجوية.
في السنوات الأخيرة، ازدهر التعاون الاقتصادي الثنائي، وتجسد ذلك في أحجام التجارة المزدهرة.
وتعد الصين أكبر شريك تجاري لفيتنام، وأكبر سوق استيراد، وثاني أكبر سوق للتصدير. وفي الوقت نفسه، تعتبر فيتنام أكبر شريك تجاري للصين داخل الآسيان، حيث تجاوزت التجارة الثنائية السنوية 200 مليار دولار أمريكي في عامي 2021 و2022. وفي الأشهر الـ10 الأولى من هذا العام، بلغت التجارة الثنائية 185.1 مليار دولار.
كما أن التجارة الحدودية بين الصين وفيتنام لافتة للنظر.
وتخلق الحدود المشتركة بين الصين وفيتنام فرصا كبيرة للتعاون التجاري والاقتصادي. وقد أدى القرب الجغرافي إلى إنشاء العديد من النقاط التجارية الحدودية، ما يسهل تدفق السلع ويعزز التبادلات الاقتصادية الثنائية.
ومن أبرز معالم التجارة الثنائية في السنوات الأخيرة تجارة الفواكه المزدهرة عبر الحدود.
وتوسعت صادرات فيتنام من الفواكه إلى الصين بشكل كبير عاما بعد عام، وذلك بفضل النقل السريع ولوجستيات سلسلة التبريد وتطور التجارة الإلكترونية. وأصبحت مدينة تشونغتشو الحدودية بين الصين وفيتنام أكبر مدينة في الصين لاستيراد وتصدير تجارة الفواكه الحدودية.
في جوهره، أظهر التعاون بين الصين وفيتنام فعالية التعاون بين الدول ذات المثل العليا المتشابهة ومسارات التنمية المماثلة. ويظل التزام البلدين بتعميق التعاون أساسا للسلام الإقليمي والرخاء المشترك مع استمرارهما في التعامل مع تعقيدات المشهد العالمي سريع التغير.