(كوب 28) مقالة خاصة: "توافق الإمارات" على التقييم العالمي يوجه الجهود المناخية المستقبلية

(كوب 28) مقالة خاصة: "توافق الإمارات" على التقييم العالمي يوجه الجهود المناخية المستقبلية

2023-12-15 06:31:15|xhnews

دبي 14 ديسمبر 2023 (شينخوا) اختتمت الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) يوم أمس (الأربعاء) في دبي بالإمارات، بالتوصل إلى توافق تاريخي لتعزيز العمل المناخي العالمي.

وحظي مؤتمر كوب 28، والذي استمر لمدة أسبوعين، بأهمية كبيرة، حيث تميز بأكبر عدد من المشاركين المسجلين، وهو أكثر من 110 آلاف شخص، وبأول استجابة بشأن التقييم العالمي لاتفاق باريس، وبالإدراج التاريخي للوقود الأحفوري في اتفاق مناخي.

وأولت الصين أهمية كبيرة لهذا المؤتمر، وعقدت أكثر من 100 حدث جانبي لعرض مقترحاتها، وتقاسم مفاهيمها وممارساتها وتقنياتها المتطورة في التحول الأخضر ومنخفض الكربون.

وقال رئيس الوفد الصيني في مؤتمر كوب 28 تشاو ينغ مين إن التقييم العالمي لخص الإنجازات والفجوات في العمل المناخي، وعزز الاتجاه العالمي الذي لا رجعة فيه للتحول الأخضر ومنخفض الكربون، مشيرا إلى اتجاه الجهود المستقبلية لسد الفجوات.

 

-- خطوات حقيقية للأمام

وأعلن رئيس مؤتمر كوب 28 سلطان أحمد الجابر بعد ظهر الأربعاء، تبني توافق نهائي بشأن اتفاق مناخي "تاريخي" للقمة.

وقال الجابر في الجلسة الختامية، "إنها حزمة معززة ومتوازنة ولكن لا تخطئ، وهي حزمة تاريخية من أجل تسريع العمل المناخي... إنه 'توافق الإمارات' ".

وطرح التوافق العديد من الإجراءات لسد الفجوات حتى عام 2030، فيما يتعلق بالتخفيف والتكيف والتمويل والوقود الأحفوري، وذلك من بين أمور أخرى، كما مهد الطريق إلى تحول سريع وعادل ومنصف، مدعوم بزيادة خفض الانبعاثات وتوسيع نطاق التمويل.

وشهد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ هذا العام بداية جيدة في يوم افتتاحه من خلال تفعيل صندوق الخسائر والأضرار، الذي تم إنشاؤه في مؤتمر كوب 27 لدعم الدول المعرضة بشكل بارز للآثار الضارة الناجمة عن تغير المناخ.

وبعد مشاورات مكثفة استمرت أسبوعين بين ما يقرب من 200 طرف، حشدت القمة أكثر من 85 مليار دولار أمريكي من التمويل، وأطلقت ودعمت 11 تعهدا وإعلانا.

وقال السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سايمون ستيل في كلمته الختامية، إنه على الرغم من النتائج التي تم التوصل إليها، إلا أنها تحتاج إلى تحرك إلى أبعد.

إن التعهدات المالية، وهي عامل دافع رئيسي للعمل المناخي، أقل بكثير من التمويل اللازم لدعم الدول النامية في تنفيذ خططها المناخية الوطنية وجهود التكيف.

وفي الجلسة الختامية، اشتكت الدول النامية والدول المعرضة لتغير المناخ من أن مخاوفها لم يتم التعامل معها بشكل كامل، ودعت الدول المتقدمة إلى تحمل نصيبها المستحق من المسؤولية عن الاستجابة لتغير المناخ وتحويل الأقوال إلى أفعال لقيادة العمل العالمي.

 

-- دور الصين الإيجابي

وخلال قمة المناخ، التزمت الصين بدورها الإيجابي في حوكمة المناخ العالمية، وقدمت مساهمات مستمرة في مواجهة التحديات المناخية الملحة.

وقال المبعوث الصيني الخاص لتغير المناخ شيه تشن هوا في مؤتمر صحفي، إن الصين أجرت مشاورات مكثفة مع جميع الأطراف الرئيسية في مؤتمر كوب 28 للتوصل إلى اتفاق يتماشى مع روح اتفاق باريس، ويعكس الاتجاه العام لتحول الطاقة، ويشير إلى الاتجاه الصحيح للجهود المستقبلية، ويجسد أكبر شمول.

ومن خلال تكثيف الجهود لتسريع التحول الأخضر ومنخفض الكربون، خفضت الصين تكلفة توليد طاقة الرياح بنسبة 80 بالمائة، وتكلفة توليد الطاقة الكهروضوئية بنسبة 90 بالمائة، مما وضع أساسا جيدا للغاية لنشر الطاقة المتجددة على نطاق واسع في العالم.

وحظيت الإجراءات الملموسة التي اتخذتها الصين باعتراف واسع النطاق من مندوبي كوب 28، ووصف المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، الصين بأنها "بطلة العالم في مجال الطاقة النظيفة".

وقال وكيل الأمين العام السابق للأمم المتحدة والمدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إريك سولهايم إنه "من أجل التحول الأخضر للعالم، فإن الصين هي الدولة التي لا غنى عنها.. 60 بالمائة من الألواح الشمسية عالميا، والبطاريات الخضراء، السيارات الخضراء، والحافلات الخضراء.. كلها موجودة في دولة واحدة وحدها، الصين".

وتابع أن "قوة الصين في مساعدة العالم على التحول الأخضر هائلة".

وفي إطار التعاون بين بلدان الجنوب وتعاون الحزام والطريق، تساعد الصين الدول النامية التي تواجه المهمة الشاقة لتحول الطاقة.

ووفقا للوفد الصيني في مؤتمر كوب 28، حتى نوفمبر، وقعت الصين 48 وثيقة تعاون بين بلدان الجنوب بشأن الاستجابة للمناخ مع 40 دولة نامية، وساعدت في إطلاق مشاريع التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه، وساعدت في تدريب المسؤولين والأشخاص المهنيين المتخصصين في الاستجابة لتغير المناخ.

وقالت وزيرة الموارد الطبيعية والبيئة في لاوس بونخام فوراتشيت "أصبحت الصين رائدة عالميا في استخدام الطاقات الخضراء ومنخفضة الكربون، فضلا عن أنها ممارس وداعم نشط للتعاون بين بلدان الجنوب".

 

-- التعاون هو المفتاح

وقال الجابر عند إطلاعه الإعلام على تمديد محادثات المناخ إلى ما بعد الوقت النهائي المحدد، إن رئاسة كوب 28 واجهت "أجندة مؤتمر الأطراف الأصعب على الإطلاق"، وكان هناك انقسام عميق بين الأطراف.

ومن أجل تسهيل نجاح القمة، عملت الصين والولايات المتحدة معا في مفاوضات، وقدمتا بعض المقترحات المشتركة لكسر الجمود في المحادثات، حسبما صرح المبعوث الصيني الخاص لتغير المناخ شيه للصحفيين في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي جون كيري.

من جهته، قال كيري إنه اتفق مع الصين على مواصلة الحوار بشأن خطط المناخ طويلة الأجل، وإن البلدين رغبا في "بذل المزيد من الجهود في دول أخرى" للتوصل إلى حل عالمي.

وعملت رئاسة كوب 28 على تعزيز التعددية البيئية، والحث على وحدة جميع الأطراف في هذا الوقت الصعب.

ودعا الجابر مرارا وتكرارا "الجميع إلى الاستعداد بالحلول والاستعداد للتحلي بالمرونة للتوصل إلى حلول وسط وتجاوز المصالح الذاتية والبدء في التفكير حول المصالح العامة".

وتتمسك الصين بمبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة والقدرات الخاصة في التعامل مع تحول الطاقة، وتدعو باستمرار إلى إيجاد أكبر قاسم مشترك، ووضع أمن الطاقة والأمن الغذائي والاقتصادي لكل دولة كشرط مسبق.

وقال ستيل في كلمته الختامية لمؤتمر كوب 28 "في كل مرحلة، يجب أن يسير العمل المناخي إلى الأمام جنبا إلى جنب مع التنمية البشرية والكرامة والفرص".

كما تسعى الصين، في حدود إمكاناتها، إلى التوصل إلى حل لتجاوز الجمود المشترك بشأن القضايا، وهو حل عملي ونموذجي ويمكن تقاسمه ونسخه. 

الصور