"بطاقة الأداء" للاقتصاد الصيني في العام الحالي تجذب اهتمام العالم
بكين 25 ديسمبر 2023 (شينخوانت) شهد الاقتصاد الصيني في العام الحالي نموا بشكل مطرد وسريع، وأصبح أحد المحركات للاقتصاد العالمي. وأضافت النسخة الجديدة من دليل الصناعات المشجعة للاستثمار الأجنبي، والذي بدأ تنفيذه منذ هذا العام، عددا قياسيا من الإدخالات الجديدة. وعلى وجه الخصوص، أُضيف عدد من إدخالات الصناعات التحويلية ذات التقنية العالية، مما فتح المجال أمام الاستثمار الأجنبي لدخول الصين. ومن تشجيع الاستثمار الأجنبي لإنشاء مراكز البحث والتطوير، وعقد سلسلة من فعاليات "الاستثمار في الصين"، إلى استضافة منتدى التنمية الصيني، ومنتدى بواو الآسيوي، والمعرض الاستهلاكي الثالث، ومعرض كانتون الـ133، ومعرض الصين الدولي للتجارة في الصين، ظلت الصين تشجع على الاستثمار الأجنبي لتقاسم الفرص في السوق الصينية وتعميق فرص التعاون الدولي.
وكان معرض الاستهلاك الثالث الذي نُظم في أبريل العام الجاري، أول معرض دولي كبير يقام بعد الجائحة. حيث أصبحت مراقبة التغيرات الجديدة في السوق الاستهلاكية والبحث عن فرص عمل جديدة بعد انتعاش الاستهلاك الأهداف الأساسية للشركات الصينية والأجنبية. وعلى الرغم من تعقد الوضع الاقتصادي وتعثر عملية التعافي الاقتصادي عالميا، نظمت الصين معرض الاستهلاك لثلاث سنوات متتالية، مما يدل على تصميم الصين على تقاسم الفرص المتاحة مع العالم. وفقا لما قاله تشين يي، المسؤول عن أعمال الساعات في شركة كاسيسو المحدودة، فإن المعرض بنى نافذة عرض ومنصة تداول لشركات المتاجر الاستهلاكية العالمية، مضيفا أن المعرض ساعدهم على خلق منصة للتواصل مع مختلف الشركات في العالم وعرض أحدث التقنيات والمنتجات، كما استغلوا مثل هذه المناسبات لتوثيق الاتصال مع المستهلكين ونشر بعض مفاهيم العلامة التجارية وأحدث المنتجات.
وكان معرض كانتون الـ133 المقام بمدينة قوانغتشو في أبريل هذا العام هو الأكبر في تاريخه. وكشف ون تشونغ ليانغ، نائب الأمين العام لمعرض كانتون ونائب مدير مركز التجارة الخارجية الصيني، أن التجار من دول أفريقيا وغرب آسيا كانوا قوة مهمة وسط المشترين الأجانب في معرض كانتون. وتتمتع الصين بعلاقة تكاملية اقتصادية مع دول أفريقيا وغرب آسيا. وخلال السنوات العشر الماضية، شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين آفاقا جديدة بشكل مستمر، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري في هذه المنطقة. وفي السنوات الأخيرة، ازدهر التعاون بين الصين ودول أفريقيا وغرب آسيا في مجالات الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء والتمويل والفضاء وغيرها من المجالات، وصار الاستثمار المتبادل نشطا بشكل متزايد، وأصبحت الصين رابع أكبر مصدر للاستثمار.
ويرى خالد حنفي، الأمين العام للاتحاد العربي للزراعة والصناعة والتجارة، أن أحد الأسباب التي جعلت صادرات الصين إلى دول أفريقيا وغرب آسيا تظهر مثل هذه المرونة القوية هو تنويع الصناعة التحويلية في الصين. وقال إن الصناعات الصينية تحولت تدريجيا من المجالات التقليدية مثل الزراعة والملابس والمنسوجات إلى مجالات ذات قيمة مضافة عالية وأقل تأثرا بتقلبات السوق. وأعرب عن اعتقاده بأن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية سيحقق تنمية جديدة في السنوات القليلة المقبلة.
واُختتم معرض الصين الدولي للتجارة والخدمات بالعاصمة بكين في 6 سبتمبر العام الجاري. وشاركت فيه 83 دولة ومنظمة دولية باسم الحكومة أو المقر الرئيسي، واستقطب المعرض الذي كانت مساحته تغطي 155 ألف متر مربع ما يقرب من 280 ألف شخص، وتوصل إلى أكثر من 1100 اتفاقية. وتعد التجارة والخدمات محركا جديدا للنمو الاقتصادي في الصين، وقد برهنت على مرونة وحيوية الاقتصاد الصيني الذي واصل التعافي والتحسن بشكل عام منذ بداية هذا العام. ويتوقع البنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وصندوق النقد الدولي على التوالي أن ينمو الاقتصاد الصيني بنسبة 5.6% و5.4% و5.2% هذا العام. ويشير محللون إلى أن الصين ستظل محركا للنمو العالمي في المستقبل المنظور. وبالنسبة للمستثمرين الأجانب، فإن الصين، باعتبارها ثاني أكبر سوق استهلاكية للسلع في العالم وأكبر سوق للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت، تعد بلا شك "كعكة كبيرة". وأوضح "الكتاب الأبيض لبيئة الأعمال في الصين لعام 2023" الصادر عن غرفة التجارة الأمريكية في جنوب الصين أن أكثر من90 % من الشركات التي شملها الاستطلاع تعتبر الصين واحدة من أهم الوجهات الاستثمارية، وتخطط75 % منها لإعادة الاستثمار في الصين هذا العام. وخلال السنوات الأخيرة، واصلت الاستثمارات الأجنبية بالصين نموها من حيث مدى الاستقرار والحجم والجودة. ومع مواصلة الصين تنفيذ إستراتيجيتها التنموية القائمة على الابتكار، أصبح "البحث والتطوير" إستراتيجية مهمة للاستثمار الأجنبي في الصين. وتتمتع الصين بمجموعة كاملة من الصناعات وبيئة ابتكارية جيدة وموارد بشرية وفيرة . ومن "صنع في الصين " إلى "الإبداع مع الصين"، تندمج الشركات الأجنبية بشكل عميق مع السوق الصينية.