تقرير سنوي: تركيا تشهد مكاسب ونكسات في تحقيق التوازن الدبلوماسي في عام 2023

تقرير سنوي: تركيا تشهد مكاسب ونكسات في تحقيق التوازن الدبلوماسي في عام 2023

2023-12-25 13:10:15|xhnews

أنقرة 24 ديسمبر 2023 (شينخوا) واجهت السياسة الخارجية التركية تحديات كبيرة في عام 2023 وسط الصراعات الإقليمية، لكنها شهدت مكاسب ونكسات في السعي لتحقيق التوازن في التعامل مع حلفائها الغربيين وروسيا.

لقد نظرت أنقرة إلى ما هو أبعد من حلفائها التقليديين في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) نحو القوى العالمية الأخرى، ولا سيما روسيا، من خلال تعزيز تعاونها مع موسكو.

علاوة على ذلك، منذ أوائل عام 2023، سعت تركيا أيضا إلى تطبيع علاقاتها مع الغرب وكذلك جيرانها، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وإسرائيل.

-- تحقيق التوازن

يعتقد المحللون أن أنقرة ستواصل تبني إستراتيجية تنويع شراكاتها، حتى لو كان ذلك يعني السعي إلى تحقيق توازن غير مستقر.

وبدلا من الانضمام إلى الغرب في فرض عقوبات على موسكو بعد الأزمة الأوكرانية، واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوسط بين روسيا وأوكرانيا.

وسعت أنقرة لإحياء اتفاق الحبوب بين روسيا وأوكرانيا الذي سمح بالتصدير الآمن للحبوب والأسمدة وغيرها من الإمدادات الغذائية، على الرغم من عدم إحراز تقدم واضح حتى الآن.

وانتقد حلفاء تركيا في الناتو، وخاصة الولايات المتحدة، هذا النهج، الذي أدى بدوره إلى زيادة التوترات بين واشنطن وأنقرة والتي تصاعدت في السنوات الأخيرة.

كما أن البلدين على خلاف بشأن سياستيهما تجاه سوريا، والتي تعد مصدرا لتوترات متفرقة. في 4 أكتوبر، أسقطت طائرة أمريكية طائرة تركية بدون طيار في شمال سوريا بعد أن اقتربت على بعد 500 متر من منشأة عسكرية أمريكية في منطقة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

-- نكسات على الجبهة الدبلوماسية

مع المشاكل الاقتصادية في الداخل بسبب ارتفاع التضخم والانخفاض الحاد في قيمة العملة وارتفاع تكاليف الاقتراض، حاولت تركيا جاهدة تحقيق مكاسب على الجبهة الدبلوماسية في عام 2023.

ومنذ أوائل هذا العام، سعت أنقرة إلى تطبيع علاقاتها مع الدول الإقليمية ذات الوزن الثقيل، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وإسرائيل.

لكن تركيا واجهت بعض النكسات في مسعاها الدبلوماسي في المنطقة.

وعادت علاقات أنقرة التي اُستؤنفت حديثا مع إسرائيل إلى التوترات في أكتوبر بعد أن ردت إسرائيل على هجوم مفاجئ شنته حركة حماس في قطاع غزة بشن غارات جوية ضخمة وقصف وهجوم بري في غزة مما أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف فلسطيني.

وبعد استدعاء السفير التركي لدى إسرائيل احتجاجا على هجوم الأخيرة الوحشي على غزة، اتهم أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"ارتكاب جرائم حرب" في غزة وتعريض المنطقة بأكملها للخطر من أجل بقائه السياسي.

وعلى الجبهة الأخرى، ظل تطبيع تركيا مع سوريا قضية شائكة على الرغم من جهود الوساطة الروسية.

كانت عودة أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري نقطة محورية في حملات الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لجميع الأحزاب وسط مشاعر قوية معادية للاجئين بين المواطنين الأتراك.

ويعتمد أي تقدم هناك على المصالحة مع سوريا، التي اشترطت إصلاح علاقاتها مع تركيا بسحب أنقرة قواتها من شمال سوريا، حيث شن الجيش التركي عدة هجمات ضد المقاتلين الأكراد منذ عام 2018.

وبعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في مايو، عين أردوغان رئيس استخباراته المخلص هاكان فيدان وزيرا للخارجية. وفسر المحللون هذه الخطوة على أنها علامة على أن الزعيم التركي سيواصل إتباع سياسة خارجية تسعى إلى مزيد من الاستقلال الإستراتيجي وتعزيز مكانة بلاده كقوة متوسطة المدى، في كل من المنطقة والعالم.

-- تحسين العلاقات مع الغرب

في السنوات الأخيرة، تدهورت العلاقات بين تركيا والغرب بسبب تعميق علاقات تركيا مع روسيا، والصدامات مع دول الاتحاد الأوروبي حول القضايا المتعلقة بالديمقراطية، والسياسات الإقليمية الحازمة في البحر الأبيض المتوسط، وموقفها من سوريا.

ومنذ إعادة انتخابه في مايو، شرع أردوغان في تحول في السياسة الخارجية يهدف إلى تحسين العلاقات مع الغرب.

وخلال قمة الناتو التي عقدت في ليتوانيا في يوليو، أيد أردوغان دخول السويد إلى التحالف العسكري ودعا إلى إحياء مسعى تركيا طويل الأمد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وفي أكتوبر، قدم أردوغان مشروع قانون يوافق على طلب السويد الانضمام إلى الناتو إلى البرلمان للتصديق عليه. ويعتقد مراقبون أن المشرعين الأتراك سيعطون الضوء الأخضر لمسعى السويد في غضون أسبوعين بعد أن وافقت ستوكهولم على طلب أنقرة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الأنشطة المناهضة لتركيا على أراضيها.

ويظهر تأييد أنقرة لمسعى السويد حرصها على ترسيخ نفسها في المجتمع عبر الأطلسي من خلال الناتو، على الرغم من سعيها لتحقيق قدر أكبر من الاستقلال الإستراتيجي.

يعتقد المحللون أيضا أن تحول السياسة الخارجية لتركيا ينبع في المقام الأول من الاعتبارات المالية، نظرا لحاجة تركيا إلى جذب الاستثمار الأجنبي لإنعاش اقتصادها المتعثر. وعلاوة على ذلك، فإنها لا تريد تعريض علاقاتها التجارية مع الشركاء التجاريين الغربيين الرئيسيين للخطر، وخاصة الاتحاد الأوروبي.

وقال باتو كوسكون، محلل مستقل في الشؤون السياسية في أنقرة، إن "هناك بالتأكيد حافز اقتصادي. فتحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يزيد الاستثمار الأجنبي المباشر".

وخلال الأزمة الأوكرانية، سعت أنقرة أيضا إلى زيادة قيمتها بالنسبة للحلفاء الغربيين من خلال وضع نفسها كوسيط مهم بين روسيا والغرب.

ومع ذلك، أدى الصراع بين إسرائيل وحماس إلى توتر علاقات تركيا مع الغرب بشكل غير متوقع، حيث رفض أردوغان تصنيف حماس التي تحكم غزة على أنها "منظمة إرهابية" بينما انتقد الهجوم العسكري الإسرائيلي الدموي على غزة.

الصور