مقالة خاصة: الشركات الصينية تلزم مواقع عملها خلال عيد الربيع لضمان معيشة أفضل للشعب العراقي
بقلم: رجب دوان
بغداد 24 فبراير 2024 (شينخوا) في وقت مبكر من صباح اليوم استيقظ قوان لي، ليحظى بلحظات عبر الإنترنت للدردشة مع أقربائه وتهنئتهم بعيد الفوانيس قبل أن يغادر إلى عمله على غرار أقرانه من الموظفين الصينيين في الشركات الصينية العاملة في العراق للحفاظ على سير العمل من أجل إتمام المشروعات المختلفة لضمان معيشة أفضل للشعب العراقي.
ويصادف اليوم عيد الفوانيس، اليوم الخامس عشر من الشهر الأول في التقويم القمري الصيني، ويرجع تاريخه إلى ما قبل أكثر من ألفي سنة. ويشهد العيد أول ليلة بدر في السنة الصينية الجديدة، ويرمز إلى لم شمل الأسرة والسعادة في الحياة.
وفي هذا العيد اعتاد الشعب الصيني تعليق الفوانيس الملونة للاحتفال به، لكن في العراق وعلى بعد آلاف الكيلومترات عن الصين وخلال عطلة العيد يلزم الموظفون الصينيون مواقع عملهم من أجل ضمان معيشة أفضل للشعب العراقي.
-- عيد الفوانيس الأول في حقل نفطي
ويقضي قوان لي، أول عيد فوانيس له في حقل غرب القرنة/1 النفطي بمحافظة البصرة جنوبي العراق، حيث يعمل مع شركة ((سي ان بي سي)) الصينية الرائدة في إنتاج النفط والغاز، التي تسلمت منذ بداية عام 2024 مهمة المشغل الرئيسي للحقل من شركة ((اكسون موبيل)) الأمريكية، مما فتح صفحة جديدة للتعاون في مجال الطاقة بين العراق والصين.
وفي مكان عمله بين زملائه من الصين والعراق، قال قوان لي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أنا أشتاق إلى أقربائي كثيرا، لكن أشعر بالفخر أيضا للعمل في العراق ومشاهدة التعاون في مجال الطاقة بين الصين والعراق وقد أصبح أوثق."
ورغم العيد يواصل قوان لي عمله اليومي كالمعتاد من كتابة سجل العمل إلى حضور الاجتماعات الافتراضية عبر الفيديو وحتى ترتيب العمل للأسبوع القادم، وقال "بالنسبة لأقربائي في الصين اليوم هو عيد مهم من أجل لم شمل الأسر، لكن بالنسبة لي هو يوم عمل عادي".
وأضاف "نمثل صورة الشركة الصينية في الخارج، سنعمل مع شركائنا العراقيين معا لجعل مشروع حقل غرب القرنة/1 النفطي نموذجا ممتازا للتعاون في مجال الطاقة بين البلدين".
ويعتبر حقل غرب القرنة/1، أحد أكبر حقول النفط في العراق، إذ يقدر إنتاجه السنوي من النفط الخام بأكثر من 25 مليون طن ويعول عليه العراق لزيادة إنتاجه النفطي.
وقال قوان لي: "نحن نؤمن بشدة بأننا قادرون على الارتقاء بالأعمال في حقل غرب القرنة/1 إلى آفاق جديدة وتحسين معيشة الشعب العراقي بجهودنا المشتركة والتعاون والتضافر من الجانبين".
وعلى عكس قوان لي، يقضي ليو تساي هوي، عيد الفوانيس الرابع له في محطة للكهرباء شيدتها شركة صينية على ضفاف نهر دجلة بمحافظة واسط في العراق.
-- فانوس أحمر / محطة كهرباء واسط
واحتفالا بالعيد علق ليو تساي هوي نائب كبير المهندسين بمحطة كهرباء واسط، فانوسا أحمر على باب مسكنه اليوم قبل أن يذهب في الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي العراقي كالعادة إلى عمله من أجل تفتيش ومراقبة عملية التوليد.
وقال ليو تساي هوي "نترك فرصة للم الشمل مع أسرنا من أجل خلق مزيد من السعادة للشعب العراقي" الذي يعاني من انقطاع الكهرباء.
وتابع "ساهمت محطة واسط بتخفيف معاناة العراقيين، خاصة في فصل الصيف، حيث تتجاوز درجات الحرارة في بعض الأحيان 50 درجة مئوية لما لعبته من دور فعال في توفير الطاقة الكهربائية".
وتعد محطة واسط الحرارية خير نموذج للتعاون العراقي الصيني في إطار مبادرة الحزام والطريق لمساهمتها الكبرى في تخفيف معاناة العراقيين والحد من انقطاع الكهرباء في البلاد، وفق ليو تساي هوي.
وأضاف "في أوقات الذروة، كان حجم توليد الكهرباء من المحطة يمثل ما يقرب من 30 بالمائة من إجمالي حجم توليد الكهرباء في البلاد، ما أدى إلى تحسين إمدادات الكهرباء بالعراق بشكل ملحوظ".
ومضى قائلا "أتشرف بأن شركتنا مشاركة وشاهدة على تقدم مبادرة الحزام والطريق".
وقال ليو إن "الالتزام بموقع عملي هو أفضل أساليبنا للاحتفال بالعيد التقليدي الصيني"، وهو ما يؤمن به أيضا فانغ جيا تشونغ رئيس مشروع الحلفاية النفطي في محافظة ميسان جنوبي العراق في شركة ((بتروتشاينا)) الصينية.
-- أفضل هدية / مشروع الحلفاية النفطي
وكالعادة حضر فانغ جيا تشونغ إلى المكتب في وقت مبكر خلال عطلة عيد الربيع، وأخذ ينظر إلى شاشة التحكم المركزي ويتابع الأرقام على الشاشة من أجل مراقبة عملية معالجة الغاز.
وقال فانغ "لا بد من ضمان سلامة عملية المعالجة في أي وقت، سواء في أيام العمل العادية أو العيد التقليدي الصيني، هذا واجبنا وعملنا."
والعام الماضي أنجزت شركة ((بتروتشاينا)) والشركة الصينية للهندسة والإنشاءات البترولية ((CPECC)) الأعمال الميكانيكية لمحطة معالجة الغاز بمشروع الحلفاية النفطي، الأمر الذي حقق أول إنجاز من نوعه في العراق لمعالجة الغاز المصاحب للنفط ووقف حرقه والاستفادة منه اقتصاديا وتحقيق التنمية الخضراء والحفاظ على البيئة وتحسين حياة المواطنين.
وأضاف فانغ أنه بفضل تشغيل محطة معالجة الغاز سيتم حل مشكلة نقص الطاقة بشكل كبير وحماية البيئة والمناخ وإنتاج منتجات نفطية وغازية أخرى، وخلق قيمة اقتصادية بارزة، واصفا المشروع بأنه نموذج للتعاون الصيني العراقي في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وتابع "يحظى المشروع باهتمام كبير من جانب الحكومة العراقية كونه يحمي البيئة ويخلق منافع اقتصادية ويحسن معيشة الشعب"، مضيفا أن الحكومة "تؤكد أنها اتخذت عدة إجراءات لاستثمار الغاز المصاحب لاستخراج النفط وإيقاف هدر هذه الثروة المهمة وتوفير مصدر مهم لتشغيل محطات الكهرباء وتخفيف التلوث البيئي."
وختاما قال فانغ: "نحن مسرورون جدا بخلق مصلحة اقتصادية إضافية للعراق وتحسين معيشة الشعب العراقي بتكنولوجيا صينية حديثة، هذا أفضل هدية بالنسبة لنا وللشعب العراقي في العام الصيني الجديد".