تعليق شينخوا: الديمقراطية الشعبية: لمحة عن النهج الفريد للصين
بكين 7 مارس 2024 (شينخوا) في الوقت الذي تشد فيه الدورتان السنويتان للصين انتباه العالم إلى أهدافها الاقتصادية وإعلاناتها السياسية، فإن العمليات الديمقراطية للبلاد خلال هذا الحدث السياسي المهم تستحق دراسة أعمق.
ويتجمع ما يربو على 5000 من المشرعين والمستشارين السياسيين في بكين للمشاركة في اجتماعات المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.
إن هذا التجمع هو أكثر من مجرد ممارسة تشريعية، فهو يمثل نموذج الديمقراطية على الطراز الصيني، ويبرز قيادة الحزب وكون الشعب سيدا للدولة فضلا عن حكم الدولة وفقا للقانون.
وغالبا ما يتغاضى أو يتجاهل بعض المراقبين الغربيين الاستشارات واسعة النطاق في إطاره. فقبل انعقاد الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، يتم التماس الآراء حول تقرير عمل الحكومة من فئات مجتمعية متنوعة، من ضمنها الخبراء ورواد الأعمال ومستخدمو الإنترنت، من خلال قنوات متعددة.
تتردد في قاعة الشعب الكبرى أصداء العديد من الأصوات الصادرة عن المشرعين والمستشارين السياسيين. ويُنظر إلى هذا النهج الشامل على أنه السمة المميزة للديمقراطية العملية.
وتعد الديمقراطية الشعبية كاملة العملية بمثابة ديمقراطية حقيقية ناجحة.
واستجابة للمقترحات والمشاريع المقدمة خلال الدورتين السنويتين العام الماضي، أصدر مجلس الدولة أكثر من 2000 من السياسات والتدابير التي تعالج تحديات اقتصادية واجتماعية رئيسية. وعلى سبيل المثال، اتخذت وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي إجراءات بشأن 962 من المقترحات والمشاريع، ما أدى إلى تعزيز التوظيف وإطلاق مبادرات لريادة الأعمال.
وتهتم الصين أيضا بالابتكار في المشاركة الديمقراطية. وفي العام الماضي، قامت لجنة الشؤون التشريعية باللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني بتوسيع مكاتب التوعية التشريعية المحلية التابعة لها بغية ضمان التمثيل المباشر للأصوات المحلية في سن القوانين على المستوى الوطني.
وباتت المشاركة العامة في صياغة القوانين واضحة، مع فتح مشاريع القوانين أمام الجمهور للتعليق عليها من خلال الموقع الإلكتروني للمجلس الوطني لنواب الشعب في عام 2023.
ويعالج نواب المجلس الوطني لنواب الشعب قضايا متنوعة، من احتياجات البنية التحتية المحلية إلى تنمية الصناعة، وتعزيز شعور المواطنين بالسعادة والكسب. كما يعدّ المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني جزءا لا يتجزأ من نظام الصين للتعاون متعدد الأحزاب والتشاور السياسي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، ويلعب دورا في تعزيز الوحدة وتقوية التعاون بين مختلف الأحزاب.
إن نهج الصين في الديمقراطية يؤكد على التنمية المتمحورة حول الشعب ويضمن مشاركة الشعب في الانتخابات والمشاورات وصنع القرار والإدارة والرقابة بشكل ديمقراطي.
ويسهم نهج الصين في الديمقراطية في الحفاظ على الوحدة والاستقرار وتحقيق النمو الاقتصادي، على النقيض من الانقسامات السياسية والاجتماعية في بعض الدول الغربية.
ووفقا لاستطلاع أجرته مجموعة ايبسوس الاستشارية، ومقرها فرنسا، العام الماضي، فإن ما يقرب من واحد من كل شخصين في بلدان تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا غير راضين عن الطريقة التي تعمل بها الديمقراطية في بلدانهم.
فلا يوجد نموذج ديمقراطي كوني أو مثالي، ولا يمكن للديمقراطية أن تكون قضية واحدة مناسبة للجميع. إن النظام السياسي الذي يناسب دولة ما على أفضل وجه هو النظام الأنسب. وإن إنشاء الصين لنظامها الديمقراطي الخاص ساهم في اكتشاف طريق جديد لتطوير الديمقراطية البشرية.
ومع تلاشي أسطورة التفوق الديمقراطي الغربي، تقدم الديمقراطية الشعبية كاملة العملية في الصين منظوراً متميزاً بشأن الحوكمة ورؤى بديلة للتنمية العالمية.