مقالة خاصة: فنانة سورية تصنع الأمل بالرسم على الفخار والخزف

مقالة خاصة: فنانة سورية تصنع الأمل بالرسم على الفخار والخزف

2024-03-10 04:00:30|xhnews

دمشق 9 مارس 2024 (شينخوا) في ورشتها الصغيرة بدمشق، تقضي الفنانة السورية الشابة راما السمان يومها في العمل بالرسم على الفخار والخزف، لتنجز تحفة فنية من خلال عملية إبداعية تجد فيها شكلا من أشكال العلاج بالفن وصناعة الأمل.

وتستخدم راما ألوانا زجاجية خاصة تزين بها أشكالا صنعتها سابقا من الفخار والخزف بعد عملية تضمنت عدة خطوات، بدأت أولا بتحضير عجينة الفخار، وبعدها تشكيل القطعة التي تريدها قبل أن يتم وضعها بالفرن.

وبالنسبة للشابة الثلاثينية، فإن العمل في الرسم على الخزف والفخار هي عملية إبداعية، تسمح لها بالتعبير عن نفسها من خلال أعمال متوسطة متعددة الاستخدامات ومتينة.

وقالت راما لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن صنع القطع الخزفية يتطلب الصبر والاهتمام بالتفاصيل، لأن العملية معقدة وتستغرق وقتا طويلا.

وأكدت أن أي قطعة تقوم بتنفيذها تصبح قريبة من روحها، لأن الفنان يضع جملة أحاسيسه في تلك القطعة.

وتخرجت الفنانة السورية الشابة في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، وهي تنحدر من عائلة ارتبطت بالفن، حيث كان والدها رساما، ووالدتها وشقيقتها تبدعان أيضا أعمالًا فنية خزفية.

وخلال السنوات الأولى من الحرب التي اندلعت في سوريا قبل أكثر من عشر سنوات، وجدت راما عزاءها في ابتكار التصاميم الفنية، واختارت العيش في عالمها الخاص المليء بالجمال والإبداع وسط الاضطرابات المحيطة بها.

وتصنع راما فناجين القهوة الصغيرة والكبيرة، وعليها الزخارف التي رسمتها، والمرايا، وبعض التحف المنزلية، وتعرض المنتجات التي تنفذها في ركن صغير بورشتها بدمشق.

وتجلس راما عدة ساعات أمام القطعة المراد تنفيذها، وتشعر بكثير من السعادة عندما تنجز التحفة الفنية، لأنها حسب قولها "تمثل روحها".

وتعمل الفنانة السورية حاليا في مكان يسمى "الحضانة للمهن والحرف اليدوية" في منطقة دمر بدمشق شمالا، وبدأت العمل منذ عام 2012، واستمرت به حتى الآن، موضحة أنها شاركت بعدة معارض داخل سوريا.

وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها، مثل نقص الكهرباء وعدم اليقين بشأن المستقبل في سوريا، فضلاً عن قلة السياح الذين كانوا يشترون مثل هذه الأعمال الفنية، تظل راما السمان متفائلة وشغوفة بمهنتها، وتعمل باستمرار كي تحقق ذاتها.

وترى راما أن العمل بالطين ليس مجرد منفذ إبداعي فقط، بل هو شكل من أشكال التأمل والهروب من ضغوط الحياة اليومية.

وقالت إن "العمل بيديك يزيل في الواقع كل التوتر الذي تعاني منه، وخاصة في صناعة الفخار والخزف، فهي بالنسبة لي وسيلة للهروب وكذلك وسيلة لفهم العالم".

كما ترى في الفخار والخزف وسيلة للتواصل مع العالم وفهم العناصر التي تشكل الحياة نفسها: الماء والنار والطين والهواء، وتأمل من خلال فنها أن تخلق إحساسا بالارتباط بالأرض.

وتشرح قائلة إنها "طريقة لفهم ربما الحياة نفسها، الطين الذي يأتي من التراب وأيضا الهواء الذي نتنفسه، لذلك فهي تجمع كل شيء في وقت واحد، وهذا في الحقيقة يخلق لي بعض التأمل بطريقة ما، هذا المزيج يجعلك أكثر ارتباطًا بالآخرين".

وبالنظر إلى المستقبل، تهتم السمان باستخدام الفخار كشكل من أشكال العلاج بالفن، وتعتقد أنه من خلال دمج الفوائد العلاجية للعمل بالطين، يمكنها مساعدة الآخرين في العثور على الشفاء والسلام في حياتهم الخاصة.

وفي الوقت الحاضر، تقدم دورات تدريبية للطلاب والأشخاص المهتمين بتعلم هذا النوع من الفن، قائلة إنها عملية أخرى مرضية لتعريف الناس بطريقة صحية للتخلص من التوتر وصنع شيء إبداعي.

وتابعت "أنا مهتمة جدًا بتطوير ذلك كعلاج بالفن، وهذا ما آمله في المستقبل، وأدرسه حاليا، أود أن أرى كيف يمكننا إنشاء برنامج يشبه هذا العلاج بالفن من خلال العمل في الفخار والخزف".

وعلى الرغم من كل التحديات التي تواجهها، نتيجة للحرب والصعوبات الاقتصادية في البلاد، فإن راما السمان مصممة على مواصلة استكشاف الأساليب والتقنيات المختلفة في عملها، وإلهام الآخرين للعثور على الأمل والجمال.

الصور