(وسائط متعددة) مقالة خاصة: بنك الطعام المصري يجهز كراتين طعام مجانية للمحتاجين في مصر وغزة خلال شهر رمضان

أشخاص يتسوقون من سوق خلال شهر رمضان وسط قطاع غزة، في 11 مارس 2024. (شينخوا)

القاهرة 11 مارس 2024 (شينخوا) يعمل العمال والمتطوعون في بنك الطعام المصري، وهو مؤسسة خيرية غير ربحية، دون توقف لتجهيز كراتين طعام مجانية للمحتاجين في مصر وقطاع غزة المجاور والمحاصر مع حلول شهر رمضان الذي بدأ يوم الاثنين.

ويحاط المبنى الرئيسي لبنك الطعام في القاهرة المكون من خمسة طوابق بالشاحنات والرافعات لتحميل ونقل كراتين المواد الغذائية، إذ يعد شهر رمضان من أعلى مواسم عمل بنك الطعام على مدار العشرين عاما الماضية.

ويرفع بنك الطعام المصري شعار "الغذاء أساس الحياة".

وقال رئيس قطاع سلسلة الإمداد ببنك الطعام المصري إبراهيم شاهين لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نحن نوفر إمدادات لحوالي 3700 جمعية خيرية شريكة في جميع محافظات مصر، وهذه الجمعيات لديها قاعدة بيانات تحتوي على ما يقرب من 5 ملايين محتاج".

وواجهت مصر في الآونة الأخيرة أزمة اقتصادية تجسدت خصوصا في شح الدولار وفي ارتفاعات في أسعار السلع والمنتجات بشكل غير مسبوق.

وتابع شاهين أن بنك الطعام المصري يقوم حاليا بتجهيز كراتين "فرحة رمضان"، وهي صناديق من الكرتون تحتوي على منتجات غذائية متنوعة، منها الفول والأرز والسكر والمعكرونة معبئة داخل البنك، أما بقية المواد مثل الجبن والحليب وزيت الطبخ وغيرها فیتم شراؤها مباشرة من الشركات المختلفة.

ولتجهيز هذه الكراتين يعمل الآلاف من المتطوعين لدى بنك الطعام المصري سنويا، إذ بلغ عدد المتطوعين خلال موسم رمضان في العام الماضي نحو أربعة آلاف شخص، بينما كان إجمالي عدد المتطوعين على مدار العام حوالي عشرة آلاف شخص.

ومن بين المتطوعين الشاب محمد جمال طه، البالغ من العمر (25 عاما)، الذي يقوم بالتطوع مع بنك الطعام المصري منذ عام 2019 حتى أنه شكل فريقه الخاص المكون من حوالي 150 متطوعا.

وقال الشاب المصري، وهو مدير مخازن في إحدى شركات الطاقة، "لقد رأيت ذات مرة كراتين بنك الطعام التي شاركت في إعدادها يتم توزيعها في الحي الذي أعيش فيه. وأسعدني أن أرى وصول الكراتين التي أجهزها بيدي إلى الناس، وهذا شجعني على توسيع فريقي من المتطوعين".

وأضاف طه "نحن نعمل بحب، ونبذل مجهودا أكبر حتى تصل هذه الكراتين إلى قطاع غزة".

أما أنجي الفايد، وهي طالبة في كلية الطب بإحدى الجامعات الخاصة، فقالت أنها تحرص على التطوع لدى بنك الطعام سنويا مع زملائها وزميلاتها منذ أن التحقت بالجامعة قبل ثلاثة أعوام.

وتابعت "نحن كأطباء في المستقبل هدفنا في الحياة هو مساعدة الناس. لذلك فإن مثل هذا العمل التطوعي مهم جدا بالنسبة لنا".

وأضافت الطالبة المصرية "نحن نحب مساعدة المحتاجين في مصر بشكل عام، ويسعدنا أيضا أن تصل هذه الكراتين التي نجهزها إلى سكان غزة الذين يحتاجون إلى مساعدتنا".

وبجانب المتطوعين، يعمل لدى بنك الطعام المصري نحو 120 عاملا مباشرا في التشغيل والمخازن، في حين أن إجمالي عدد الموظفين يقارب الألف، وفق شاهين.

ويعد بنك الطعام المصري عضوا هاما في التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي الذي يعتبر المزود المصري الرئيسي للمساعدات الإنسانية التي يتم تسليمها إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي.

وكانت بعض الشاحنات خارج مبنى بنك الطعام المصري مغطاة بلافتات خضراء كبيرة كتب عليها عبارة "مسافة السكة لأهالينا في فلسطين".

وقال الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري محسن سرحان لـ ((شينخوا))،إن بنك الطعام "أرسل إلى غزة حتى الآن أكثر من 7000 طن من المواد الغذائية، وهي مجرد قطرة في المحيط مقارنة بما يحتاجه الفلسطينيون".

وأوضح سرحان أن التبرعات هي المصدر الرئيسي لتمويل بنك الطعام المصري، وأن "أكثر من 95 بالمائة من تبرعاتنا تأتي من زكاة مال أفراد مصريين".

وقال كبير مسؤولي بنك الطعام "نحن ننتج ما بين 50 ألف إلى 60 ألف طرد غذائي يوميا"، مضيفا أن بنك الطعام يستطيع "الموازنة بين عملنا الأساسي في دعم المواطنين المصريين، وهي مهمتنا الرئيسية، وواجبنا في دعم  جيراننا (في غزة) الذين يعانون قدرا كبيرا جدا من العدوان والأسى".

وتشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي عقب تنفيذ حماس هجوما مباغتا على البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي وأسر آخرين.

ومنذ ذلك الوقت، تواصل إسرائيل شن هجماتها البرية والجوية والبحرية على القطاع، الذي يعاني أصلا من تبعيات الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ عام 2007، ما أدى، بحسب وزارة الصحة في غزة، إلى مقتل أكثر من 31 ألف فلسطيني، وأزمة إنسانية صعبة، وسط تحذيرات منّ مؤسسات دولية وأممية من حدوث مجاعة.■