مقالة خاصة: مدينة عراقية تنفرد بتوزيع وجبات إفطار للصائمين القادمين اليها

مقالة خاصة: مدينة عراقية تنفرد بتوزيع وجبات إفطار للصائمين القادمين اليها

2024-03-14 19:21:00|xhnews

الفلوجة، العراق 14 مارس 2024 (شينخوا) يتسابق مجموعة من الشباب عند المدخل الشرقي لمدينة الفلوجة مع انطلاق مدفع الإفطار وأذان المغرب على تقديم وجبات الإفطار للصائمين الداخلين إلى مدينتهم في خطوة تنفرد بها عن باقي مدن العراق.

وتستمر هذه الفعالية التي تقوم بها إحدى المنظمات الخيرية المشكلة من شباب مدينة الفلوجة (50 كم) غرب العاصمة بغداد، طيلة أيام شهر رمضان المبارك فضلا عن تقديم وجبات طعام جاهزة للعديد من العوائل الفقيرة، ومواد غذائية.

وحظيت مدينة الفلوجة بشهرة عالمية في العام 2004 عندما حطمت اسطورة الجيش الأمريكي ومنعته من الدخول اليها لكنه ارتكب أبشع الجرائم بحق أهلها من خلال قصفها بالأسلحة المحرمة دوليا.

وجاءت فكرة تشكل مطبخ الخيرات التي نفذها الصديقان حسام العزاوي وطارق الدليمي بعد أن اتفقا مع مجموعة من أصحاب المطاعم على توزيع الأطعمة الزائدة على العوائل المحتاجة منذ العام 2018.

وبعد أن لقيت هذه الفكرة نجاحا كبيرا شكلا مطبخا صغيرا في محل تجاري ونتيجة للدعم من قبل المتبرعين تطور العمل واستأجروا منزلا للطبخ وتوزيع الأطعمة ثم حصلوا على قطعة أرض من الحكومة وبنوا فيها بناية تحتوي على المطبخ ومخازن وقاعات، وفقا لحسام العزاوي، المدير التنفيذي لمنظمة بوابة الوطن الخيرية التي يتبع لها مطبخ الخيرات.

وقال العزاوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أثناء مشاركته بترتب وتقسيم وجبات الطعام "تولدت الفكرة لدينا انا وصديقي طارق الدليمي عندما لاحظنا أن الطعام الزائد يلقى في الشارع ومن دون أن يستفاد منه أحد، فشكلنا مشروع حفظ النعمة بالاتفاق مع بعض أصحاب المطاعم وبعدها، شكلنا مطبخ الخيرات".

وأضاف "بدأ المشرع بتأجير محل صغير ثم تطور إلى تأجير منزل ونتيجة لدعم المتبرعين شكلنا أكبر مطبخ خيري في العراق يقوم بتوزيع الأطعمة المطبوخة للمحتاجين والعوائل المتعففة".

ويستهدف المشروع خلال شهر رمضان تقديم وجبات ساخنة للأيتام والفقراء والعمال في المساطر والعمال الأجانب من خارج العراق الموجودين كايدي عاملة في الفلوجة، وفقا للعزاوي.

وأوضح العزاوي أنه تم اختيار موقع بناء المطبخ في حي الشهداء كونه يقع في منطقة تحيط بها أحياء فقيرة تسكن فيها عوائل بحاجة ماسة للمساعدة والدعم.

وأكد أنه سيتم بناء دار للمشردين قريبا وسيتم تقديم الطعام والسكن وكل ما يحتاجونه، بدعم المتبرعين من داخل العراق وخارجه.

بدوره، قال طارق الدليمي أحد مؤسسي مطبخ الخيرات لـ((شينخوا)) "مطبخ الخيرات هو أكبر المشاريع لإفطار الصائمين في العراق، حيث يجهز وجبات طعام على حجمين حجم كبير عائلي يكفي لخمسة أشخاص وحجم صغير لشخص واحد".

ويتم توزيع 150 وجبة من النوع الكبير على العوائل المحتاجة والفقيرة جنوبي الفلوجة، اما الوجبات الصغيرة أيضا يبلغ عددها 150 وجبة وتوزع على طلبة الأقسام الداخلية الوافدين من محافظات أخرى والعمالة الأجنبية الموجودة في مدينة الفلوجة بالإضافة للداخلين إلى المدينة وقت الإفطار.

ويقدم مع وجبة الطعام، العصائر والألبان والتمور، كما يقوم المطبخ بإعداد وجبات سحور وتوزيعها على العوائل المحتاجة، وفقا للدليمي.

ولا يقتصر عمل المطبخ على طبخ الوجبات بل يتم توزيع 200 سلة غذائية على العوائل المحتاجة كل ثلاثة أيام، وكل سلة تحتوي على 12 مادة غذائية، حسب الدليمي.

وأضاف "اخترنا موقع المطبخ وسط حي الشهداء وهو أفقر أحياء الفلوجة لخدمة المحتاجين، وهناك عوائل تعتمد اعتمادا كليا على الوجبات التي يقدمها مطبخنا وبعض العوائل تخبرنا بأنهم لم يأكلوا اللحم الا في رمضان عندما تقومون بالتوزيع".

وتابع الدليمي "لدينا كفالات أيتام وبناء دور للأرامل لكن في شهر رمضان يتم التركيز على وجبات الإفطار والسلات الغذائية"، مبينا أن انه يتم دعم 600 يتيم في الفلوجة وأطرافها شهريا بمبلغ 100 دولار لكل يتيم.

بدوره، قال احمد اسماعيل من كادر مطبخ الخيرات أثناء توزيع وجبات الطعام في الشارع "كل شهر رمضان نقيم مؤدبة مجانية للمارة القادمين إلى مدينة الفلوجة عند المدخل الشرقي للمدينة ونقدم لهم افطارا مجانيا".

وأعرب إسماعيل عن سعادته وهو يقدم الطعام والشراب للعابرين والداخلين إلى المدينة، مضيفا "نحن نقوم بهذا العمل كل سنة ويشاركنا مجموعة من الشباب متطوعين في اعداد الوجبات وطبخها وتوزيعها".

وفي قاعة الانتظار لاستلام وجبات الطعام، قالت سيدة تعدت الـ 60 من عمرها وهي ترتدي عباءة سوداء وزيا تقليديا يدل على فقر حالها "هذا المطبخ يقدم لنا الطعام في رمضان، كما يقوم بتوزيع مواد غذائية ومساعدات للعوائل المحتاجة وانا واحدة من هذه العوائل".

واختتم "نشكر المتبرعين والذين يطبخون الطعام والذين يوزعونه، فعلا أصبحوا عونا لنا في هذا الزمن الصعب".

أما سائق سيارة الأجرة محمد خليل فقال لـ((شينخوا)) بعد حصوله على وجبة طعام وعصير ولبن وماء "هذه المبادرة تنفرد بها مدينة الفلوجة عن باقي مدن العراق، فشكرا لأهالي الفلوجة على كرمهم".

الصور