تقرير إخباري: الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية عسكرية بمجمع الشفاء الطبي في غزة تسفر عن قتلي وجرحي واعتقال 80 مشبوها

تقرير إخباري: الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية عسكرية بمجمع الشفاء الطبي في غزة تسفر عن قتلي وجرحي واعتقال 80 مشبوها

2024-03-18 19:16:30|xhnews

غزة 18 مارس 2024 (شينخوا) ينفذ الجيش الإسرائيلي اليوم (الاثنين) عملية واسعة في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ما أسفر عن مقتل عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرين واعتقال 80 مشبوها، فيما حملت أوساط فلسطينية الجيش الإسرائيلي مسؤولية ما يجري داخل المجمع.

وقال شهود عيان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن قوات إسرائيلية بزي مدني دخلت المجمع الذي يضم مئات النازحين والجرحى والمرضى والطواقم الطبية تزامنا مع تحضيرهم لوجبة السحور فجر يوم الثامن من رمضان.

وذكر الشهود أن دوي اشتباكات اندلعت بين مسلحين فلسطينيين والقوات والآليات الإسرائيلية التي حاصرت المجمع من عدة جهات لبعض الوقت ومن ثم دخلته.

وأضافوا أن الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية استهدفت بشكل مكثف محيط المجمع الطبي تزامنا مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية.

وأشاروا إلى أن الجيش طالب عبر مكبرات الصوت النازحين بمغادرة المجمع الطبي تزامنا مع هجومه وسط حالة من الخوف والذعر لاسيما في صفوف النساء والأطفال.

ويأوي المجمع الطبي الذي يتعرض لهجوم واسع من كافة جهاته نحو 10 آلاف نازح و3 آلاف مريض، وفق مصادر طبية فلسطينية.

وتابع الشهود أن الجيش يسمح فقط للنساء والأطفال بمغادرة مستشفى الشفاء وأحياء مدينة غزة إلى مواصي دير البلح وسط قطاع غزة، مشيرة إلى أنه اعتقال الرجال النازحين مع عائلاتهم.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن سقوط قتلي وجرحى إثر اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء.

وقالت الوزارة في بيان إن طواقمها "غير قادرين على إنقاذ أحد من المصابين بسبب كثافة النيران واستهداف كل من يقترب من النوافذ في جريمة ضد المؤسسات الصحية".

وأفاد البيان بنشوب حريق على بوابة مجمع الشفاء ووقوع حالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين بالمستشفى وقطع الاتصالات والنازحون محاصرون داخل عدد من المباني والأقسام في المجمع.

ولم يشر بيان الوزارة لأعداد القتلى والإصابات أو طبيعية ما يجري داخل المجمع الطبي الذي يعد الأكثر في القطاع.

وأظهرت مقاطع مصورة نشرها نشطاء على موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) مبنى في المجمع يحترق وآخر للنازحين وهم يفرون من المجمع في ظلام دامس نظرا لانقطاع التيار الكهربائي.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته تنفذ عملية عسكرية مستهدفة مجمع الشفاء في أعقاب معلومات استخباراتية حول وجود قيادات كبار في حماس في المنطقة يستخدمون المستشفى لتنفيذ عمليات.

وذكر الجيش في بيان أنه تم تدريب القوات العاملة في المنطقة على هذه المهمة وإطلاعها مسبقاً على أهمية منع الأذى عن المدنيين والمرضى والفرق الطبية والمعدات الطبية.

وتابع البيان أن الجيش سيواصل الجهود الإنسانية وتوفير الغذاء والماء والإمدادات الأخرى للمرضى والمدنيين في المجمع في إطار استمرار العملية.

وقالت الإذاعة العبرية العامة إن الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) استولوا بعد نحو سبع ساعات من القتال على مجمع الشفاء من جديد بعد أن عاد إليه "إرهابيون".

وذكرت الإذاعة العبرية أن عددا من "الإرهابيين" قتلوا وأصيب أخرون بجروح، واعتقل 80 مشبوها بينهم "مخربون"، لافتة إلى تعرض القوات لاطلاق النار وإلقاء عبوات ناسفة من المجمع ما أدى لإصابة جندي بصورة طفيفة.

وقالت مصادر فلسطينية إن بين المعتقلين كوادر طبية ونازحين وصحفيين ونشطاء فلسطينيين داخل المجمع.

وأشارت الإذاعة إلى أن الجيش يستعد لتزويد المجمع بغذاء ومياه وعتاد طبي وأخذ بالحسبان أيضا شهر رمضان المبارك وساعات الصوم أثناء التخطيط للعملية.

ونقلت الإذاعة عن مصادر عسكرية قولها إن الجيش لاحظ خلال الأسابيع الأخيرة "مخربين" يصلون إلى المجمع في محاولة لاستعادة السيطرة عليه، ظنا منهم أن إسرائيل لن تعود إلى المكان.

ودعا الجيش في بيانات أسقطها على المجمع النازحين والسكان المقيمين في المناطق القريبة منه إلى إخلاء منازلهم فورا من أجل سلامتهم والتوجه إلى منطقة المواصي جنوب قطاع غزة.

في المقابل، حملت وزارة الصحة في قطاع غزة، الجيش الإسرائيلي مسؤولية حياة الطواقم الطبية والمرضى والنازحين داخل مجمع الشفاء.

واعتبرت في بيان منفصل أن ما تقوم به قوات الجيش الإسرائيلي ضد المجمع يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الانسانية واتفاقية حنيف الرابعة.

وتابع البيان أن الجيش مازال يستخدم رواياته "المفبركة في خداع العالم ولتبرير اقتحام المجمع"، لافتا إلى أن الهجوم العسكري هدفه تدمير المنظومة الصحية.

وطالب البيان المجتمع الدولي برفض ممارسات الجيش الإسرائيلي ضد المجمع وتوجه المؤسسات الأممية بالتوجه فورا للمجمع لحمايته وحماية من بداخله ومنع الاستهداف الإسرائيلي له.

من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن "جريمة جديدة يرتكبها الجيش في عدوانه على مجمع الشفاء الطبي والمنطقة المحيطة به باستهداف المباني بشكل مباشر دون اكتراث بمن فيه من مرضى وأطقم طبية ونازحين".

واعتبرت الحركة في بيان أن "حرب الإبادة المتواصلة ضد مكونات الحياة في غزة، لن تصنع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجيشه أي صورة انتصار، وهي تعبير عن حالة التخبط والارتباك وفقدان الأمل بتحقيق أي إنجاز عسكري غير استهداف المدنيين العزل".

وأشار البيان إلى أن "فشل" المجتمع الدولي والأمم المتحدة في اتخاذ إجراءات ضد الجيش الإسرائيلي كان بمثابة "الضوء الأخضر للاستمرار في حرب الإبادة والتي أحد أركانها تدمير المنشآت الطبية في القطاع".

بدورها، حملت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حياة الطواقم الطبية وطواقم الاسعاف والمرضى والنازحين المتواجدين في مجمع الشفاء ومحيطه.

وقال البيان إن إسرائيل تمعن في "تدمير أي بنية صحية متبقية في القطاع لاخراجها تماما عن اية خدمة"، مشيرا إلى أن المدنيين الفلسطينيين "ما زالوا ضحايا لعدم اكتراث الجيش بحياتهم بمن فيهم الاطفال والنساء والمرضى وكبار السن".

وهذه هي المرة الثانية التي يقتحم فيها الجيش الإسرائيلي المجمع الطبي منذ بداية الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي، حيث كانت الأولى في 16 نوفمبر الماضي واستمرت نحو 8 أيام دمر خلالها أجزاء من مبانيه وساحاته.

يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم ارتفاع عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية على القطاع إلى 31 ألفا و726 فلسطينيا منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وقالت الوزارة في بيان إن الجيش الإسرائيلي ارتكب 8 "مجازر" ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 81 قتيلا و116 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وارتفع بذلك إجمالي عدد القتلى إلى 31 ألفا و726 فلسطينيا، فيما وصل عدد المصابين إلى 73 ألفا و792 شخصا منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي، وفق البيان.

وتخوض إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي حربا ضد حركة حماس في قطاع غزة أسفرت عن دمار واسع وأزمة إنسانية وجاءت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما مباغتا على عدد من القواعد العسكرية والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع القطاع أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي.

الصور