مقابلة: تعاون مبادرة الحزام والطريق مع الصين يساهم في تحسين حياة الإثيوبيين
أديس أبابا 25 مارس 2024 (شينخوا) قال خبراء إثيوبيون إن التعاون مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق ساهم بشكل كبير في تحسين حياة الإثيوبيين العاديين.
وذكر ميلاكو مولواليم، وهو كبير الباحثين في مجال العلاقات الدولية والدبلوماسية بمعهد الشؤون الخارجية الإثيوبي، أن إثيوبيا، باعتبارها واحدة من قائمة الدول المتزايدة التي تتعاون مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق، قد كانت شاهدة على المساهمة الكبيرة للمبادرة من حيث تحويل حياة الملايين من الإثيوبيين إلى الأفضل.
وأفاد مولواليم أن "المبادرة حسنت حياة العديد من الإثيوبيين. يعمل العديد من الإثيوبيين في مشاريع مختلفة للمبادرة، بما في ذلك المجمعات الصناعية ومحطات السكك الحديدية وإنشاءات الطرق السريعة والممرات السريعة وقطاعات الشبكات الرقمية وغيرها الكثير. كما تساهم هذه المشاريع بشكل كبير في اقتصادنا".
وأوضح مولواليم أن التعاون مع الصين في تنفيذ مبادرة الحزام والطريق على مدار العقد الماضي قد ساهم في تحقيق العديد من مشاريع البنية التحتية في إثيوبيا مع ضخ قوة دافعة تشتد الحاجة إليها لتطوير قطاع التصنيع، ما ساهم في نهاية المطاف في النمو الاقتصادي للبلاد وخلق فرص عمل وفيرة للشباب الإثيوبي.
وقال إن "مبادرة الحزام والطريق هي عبارة عن ترابط من خلال تطوير البنية التحتية والعلاقات الشعبية. ومن خلال هذه المبادرة العالمية، حصل العديد من الإثيوبيين على فرص عمل".
واستشهد مولواليم بالقول الصيني المأثور "إذا كنت تريد أن تصبح ثريا، فعليك بناء الطرق أولا"، مضيفا أن مشاريع البنية التحتية واسعة النطاق التي بنتها شركات صينية وتم الانتهاء منها تعمل حاليا على تعزيز التكامل المحلي والإقليمي لإثيوبيا، مشيرا إلى أن مشاريع البنية التحتية هذه "سهلت النقل السريع للإثيوبيين العاديين ورجال الأعمال وكذلك المستوردين والمصدرين عبر الموانئ في جيبوتي".
وخص بالذكر خط السكك الحديدية الواصل بين إثيوبيا وجيبوتي الذي يبلغ طوله 752.7 كيلومترا، وبناء عشرات المجمعات الصناعية في مناطق مختلفة من إثيوبيا، بالاضافة إلى فرص المنح الدراسية الوفيرة التي يستفيد منها آلاف الطلاب الإثيوبيين كجزء من مسعى أوسع لنقل المعرفة والمهارات في إطار المبادرة، مشيرا إلى أن نجاح هذه المشاريع يبين بوضوح الفوائد متعددة الأوجه للبناء المشترك لمشاريع مبادرة الحزام والطريق عالية الجودة.
كما تدعم البيانات الأخيرة من الحكومة الإثيوبية تصريحاته. إذ منذ التشغيل التجاري الرسمي للسكك الحديدية بين إثيوبيا وجيبوتي التي بنتها شركات صينية في يناير 2018، قامت السكك الحديدية بتسيير 1824 قطار ركاب مع قرابة 530900 راكب، و6133 قطار بضائع مع حوالي 7328500 طن من البضائع حتى يونيو 2023.
كما حافظ إجمالي الإيرادات التشغيلية للسكك الحديدية، التي غالبا ما توصف بأنها أول سكة حديد حديثة مكهربة عابرة للحدود في أفريقيا، على متوسط معدل نمو سنوي يزيد عن 35 في المائة.
كما أن التعاون مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق يدفع أيضا طموح ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان إلى أن تصبح مركزا للتصنيع واقتصادا من الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط قريبا من خلال تطوير واسع النطاق للمجمعات الصناعية في جميع أنحاء البلاد. وتلعب المجمعات الصناعية التي بنتها شركات صينية حاليا دورا مهما في جذب المستثمرين الدوليين إلى الدولة الواقعة في شرق أفريقيا.
ومع استذكاره لسنوات خبرته في الصين، لفت أسنيك جيتي أسماري، وهو خريج إثيوبي من جامعة بكين للمعلمين في الصين، ويشارك حاليا في مبادرات التطوير الواسع النطاق للبنية التحتية للاتصالات في إثيوبيا، إلى أن مبادرة الحزام والطريق تعمل كمنصة لإثيوبيا والدول الأعضاء الأخرى في المبادرة للاستفادة من التقدم التنموي الهائل في الصين.
وأفاد أسماري أن تعاون مبادرة الحزام والطريق "يدعم بشكل كبير النمو الاقتصادي لإثيوبيا من خلال تطوير البنية التحتية، من قبيل الطرق والسكك الحديدية والمجمعات الصناعية وقطاع الطاقة والاتصالات، من بين أمور أخرى".
وبيّن أن تعاون مبادرة الحزام والطريق مع الصين سهل تكامل إثيوبيا وترابطها مع دول جوارها، كما أدى إلى زيادة فرص العمل والتعليم للأعداد المتزايدة من سكان البلاد الشباب ونقل التكنولوجيا والمعرفة الذي تشتد الحاجة إليه والتبادلات الثقافية.
منذ طرحها في 2013، حازت مبادرة الحزام والطريق، التي تغطي مجموعة واسعة من قطاعات التنمية، على استحسان الخبراء وصانعي السياسات، الذين يدعون إلى زيادة تعزيز التعاون مع دخول تنفيذ المبادرة عقده الثاني.
وقال أسماري "أتوقع أن التعاون بين الصين وإثيوبيا في إطار المبادرة سيتقدم في مجالات التنمية المتبادلة والعلاقات الشعبية والتعاون في القضايا العالمية ذات الاهتمام المشترك".
وبالإضافة إلى الاستمرار في توسيع نهج التعاون متبادل المنفعة في الاستثمارات واسعة النطاق ومساعي تطوير البنية التحتية، ذكر أسماري أن البلدين الصديقين بحاجة أيضا إلى توسيع تعاونهما الخاص بالمبادرة في مختلف المجالات التي شهدت بالفعل نتائج جديرة بالثناء، مثل التعليم والصحة والتبادل الثقافي والعلاقات الدبلوماسية المتنامية.
كما أكد مولواليم على الحاجة إلى زيادة التعاون في تعزيز العلاقات الشعبية وكذلك نقل المعرفة والمهارات باعتبارها الدعامة الأساسية لتعزيز التعاون الصيني الإثيوبي الأوسع في إطار المبادرة.
وقال إنه "من أجل جعل تعاون مبادرة الحزام والطريق أكثر إثمارا، أعتقد أن هناك حاجة للعمل بشكل أكبر على العلاقة بين الشعبين الإثيوبي والصيني. والتدريب ونقل المهارات مهمان جدا لجعل الإثيوبيين أكثر قدرة على التعامل مع المشاريع المنجزة وتشغيلها. وهذا سيجعل تنفيذ مشاريع مبادرة الحزام والطريق أكثر استدامة".