(وسائط متعددة) تقرير إخباري: مقتل مستشارين عسكريين وضباط إيرانيين في هجوم إسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق
أشخاص متجمعون عند موقع هجوم صاروخي إسرائيلي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق في الأول من أبريل 2024. (شينخوا)
دمشق أول أبريل 2024 (شينخوا) قتل سبعة مستشارين عسكريين وضباط إيرانيين على الأقل اليوم (الاثنين) في هجوم جوي إسرائيلي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، وسط تنديد سوري وتوعد إيراني بـ"رد قاس".
-- تدمير مبنى القنصلية الإيرانية
في بادئ الأمر سمع دوي انفجارين كبيرين تصاعد على إثرهما دخان أسود في العاصمة السورية قبل أن يتحدث الإعلام الرسمي السوري عن هجوم إسرائيلي على "مبنى في حي المزة بدمشق" تبين بعدها أنه مقر القنصلية الإيرانية.
وأفاد مراسلا وكالة أنباء ((شينخوا)) القريبان من الموقع أن انفجارين وقعا في مبنى بجانب السفارة الإيرانية في حي المزة غربي دمشق، وقالا إنه تم إغلاق الطريق إلى الموقع وتمكنا من رؤية سيارات تحمل عسكريين تتجه إلى مكان الحادث.
فيما أفادت إذاعة ((شام أف أم)) المقربة من الحكومة السورية بسماع أصوات الانفجارات الناجمة عن استهداف مبنى ملاصق للسفارة الإيرانية على أوتستراد المزة.
ولاحقا، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إنه "حوالي الساعة 00 : 17 مساء اليوم شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها".
وأضاف المصدر "أن العدوان أدى إلى تدمير البناء بكامله واستشهاد وإصابة كل من بداخله، ويجري العمل على انتشال جثامين الشهداء وإسعاف الجرحى وإزالة الأنقاض".
من جانبه، أفاد مصدر في المكتب الإعلامي للسفارة الإيرانية لدى سوريا بتواجد مستشارين عسكريين إيرانيين في مبنى القنصلية كضيوف على مأدبة إفطار وقت حدوث الهجوم.
وأظهرت صور نشرتها ((شينخوا)) مبنى مدمرا داخل مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، فيما أظهرت أخرى أفراد إنقاذ يعملون عند مبنى القنصلية الإيرانية المدمر.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "صواريخ إسرائيلية استهدفت لليوم الثاني على التوالي الأراضي السورية، حيث دمرت بناء ملحقا بالسفارة الإيرانية على أوتستراد المزة بالعاصمة دمشق".
والأحد أصيب مدنيان بجروح في هجوم جوي إسرائيلي استهدف عدة نقاط في محيط دمشق، بحسب الإعلام الرسمي السوري.
ووثق المرصد حصيلة أولية للضربات الإسرائيلية شملت ثمانية قتلى هم "قيادي رفيع المستوى شغل منصب قائد قوة القدس في سوريا ولبنان ومستشارين إيرانيين و5 من الحرس الثوري الإيراني".
-- توعد إيراني وتنديد سوري
وإثر الهجوم الإسرائيلي أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل سبعة مستشارين عسكريين وضباط إيرانيين، بينهم ضابطان كبيران.
وقال الحرس الثوري في بيان نشرته وكالة ((تسنيم)) للأنباء الإيرانية إن طائرات إسرائيلية "شنت هجوماً صاروخياً على مبنى قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق".
وتابع أنه "على أثر هذه الجريمة استشهد الجنرالان القائدان والمستشاران العسكريان الإيرانيان في سوريا العميد محمد رضا زاهدي، والعميد محمد هادي حاجي رحيمي و5 من مرافقيهم المستشارين والضباط".
وأدان الحرس الثوري الإيراني بشدة "هذه الجريمة"، وقال إنه سيتم الإعلان لاحقاً عن موعد نقل وتشييع ودفن جثامين القتلى.
بدوره، أعلن السفير الإيراني في سوريا حسين أكبري سقوط خمسة قتلى على الأقل في الهجوم الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، وتوعد برد قاس على الهجوم.
وقال السفير في تصريحات للصحفيين إن الهجوم تم باستخدام ستة صواريخ أطلقتها طائرات مقاتلات إف-35 من اتجاه هضبة الجولان المحتلة، منددا بالاعتداء الإسرائيلي.
وتابع "أن الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية يعكس حقيقة الكيان الصهيوني الذي لا يعترف بأي قوانين دولية ويقوم بكل شيء مناف للإنسانية لتحقيق ما يريد".
وشدد أكبري "على استمرار وقوف إيران إلى جانب الشعوب المقاومة وعدم خشيتها من جرائم واعتداءات الكيان الصهيوني الغاصب"، معتبرا "أن هناك مسؤولية على المؤسسات والمنظمات الدولية لوقف الجرائم الصهيونية التي تنتهك القانون الدولي".
بدوره، ندد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بـ"العدوان الإسرائيلي الإرهابي" على مبنى القنصلية الإيرانية بالعاصمة السورية، وذلك خلال زيارة إلى مقر السفارة الإيرانية بدمشق، وفق الإعلام الرسمي السوري.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم "أن المقداد زار مع وفد من وزارة الخارجية السورية مقر سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق للاطمئنان على سلامة العاملين فيها في أعقاب العدوان الإسرائيلي الإرهابي الغاشم الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق".
ونقلت الوكالة عن المقداد قوله في تصريح للصحفيين في ختام الزيارة "نحن في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لنؤكد مرة أخرى أن إسرائيل لا يمكنها أن تؤثر على العلاقة التي تربط بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية".
ووصف المقداد الهجوم الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية بأنه "عمل إرهابي شنيع"، موضحا "أن استهداف السفارات في القانون الدولي ممنوع، ونحن ندين بقوة هذا العمل الإجرامي".
وخلال الزيارة أجرى وزير الخارجية السوري اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أعرب فيه عن "وقوف سوريا إلى جانب إيران إزاء ما تتعرض له من اعتداءات تعبر عن حالة الهستيريا التي يمر بها الكيان الصهيوني جراء فشله الذريع في حربه على الشعب الفلسطيني في غزة".
وأكد "أن الهمجية الإسرائيلية باتت لا تميز حتى الأعيان المدنية أو الدبلوماسية المحمية بموجب القانون الدولي".
من جانبه، أشاد الوزير الإيراني بمبادرة المقداد السريعة في الوقوف إلى جانب إخوته في السفارة الإيرانية بدمشق، معتبرا أنها "تمثل رسالة دعم قوية وتؤكد مرة أخرى وقوف سوريا وإيران معاً في وجه الهمجية الإسرائيلية التي تجاوزت كل الحدود"، وفق الوكالة.
وفي السياق، أدانت وزارة الخارجية الروسية بشدة الهجوم الإسرائيلي، ووصفته بأنه "غير مقبول".
وقالت الوزارة في بيان "نعد أي اعتداءات على المنشآت الدبلوماسية والقنصلية، التي تكفل اتفاقيات فيينا ذات الصلة حصانتها، غير مقبولة على الإطلاق".
وفي معرض إشارتها إلى أن الهجوم نُفذ في منطقة حضرية مكتظة بالسكان مع وجود مخاطر كبيرة لخسائر جماعية في صفوف المدنيين، قالت الوزارة إن مثل هذه الأعمال "العدوانية" التي تنفذها إسرائيل "غير مقبولة على الإطلاق ويجب وقفها".
وأضافت الوزارة أن روسيا تحث القيادة الإسرائيلية بشدة على التخلي عن ممارسة الأعمال العسكرية الاستفزازية في سوريا والدول المجاورة الأخرى.
ووفق المرصد السوري، يعد الهجوم الإسرائيلي اليوم هو الـ30 على الأراضي السورية منذ مطلع العام الجاري.
وعلى مدار سنوات النزاع الذي اندلع في سوريا عام 2011، شنت إسرائيل هجمات داخل الأراضي السورية بحجة وجود مستودعات أسلحة تابعة لإيران وحزب الله اللبناني، وتكثفت هذه الهجمات في الآونة الأخيرة مع اندلاع الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.■








