مقالة خاصة: تفاؤل أجنبي إزاء النمو الاقتصادي للصين بعد بيانات صناعية
بكين 3 أبريل 2024 (شينخوا) كشف مركز مسح صناعة الخدمات التابع للمكتب الوطني للإحصاء والاتحاد الصيني للخدمات اللوجستية والمشتريات النقاب يوم الأحد عن أرقام أثارت حالة من التفاؤل وسط المستثمرين والمؤسسات الأجنبية.
وسجل مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية في البلاد، ومؤشر مديري المشتريات غير الصناعي، ومؤشر الإنتاج الشامل لمديري المشتريات، 50.8 في المائة و53.0 في المائة و52.7 في المائة على الترتيب، ارتفاعا بمعدلات 1.7 و1.6 و1.8 نقطة.
وقال العديد من الخبراء والمؤسسات في الخارج إن الارتفاع المتزامن للمؤشرات الثلاثة الرئيسة في مارس يشير إلى تسارع العمليات التجارية في الصين، ما يزيد من ازدهار الصناعات التحويلية، مؤمنين بأن آفاق التنمية الاقتصادية في الصين سوف تستمر في التحسن.
وقال بريندان أهيرن، وهو مستثمر أمريكي مخضرم، في مقابلة حديثة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن مؤشر مديري المشتريات للصناعة التحويلية الصيني، والذي تجاوز التوقعات في مارس، يشير إلى تسارع النمو الاقتصادي بعد عيد الربيع. وأضاف أن مختلف سياسات الاقتصاد الكلي أثبتت فعاليتها، معتقدا أن هذا الأمر يعتبر "علامة إيجابية" لكل من الاقتصادين الصيني والعالمي على حد سواء.
وسلط أهيرن، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "كرين فاندس أدفيزرز" لإدارة الأصول ومقرها بالولايات المتحدة، وهي شركة متخصصة في إدارة الاستثمارات تركز على الصين والمناخ والأصول الأخرى غير المترابطة، سلط الضوء على الأداء القوي لقطاع السيارات في الصين، وخاصة السيارات الكهربائية في مارس، ما يشير إلى الآثار الإيجابية لدعم السياسات.
وقال مقال نشر على موقع ((فوريكس لايف)) إن الاقتصاد الصيني بدأ عام 2024 "بإشارة قوية إلى حد معقول"، حيث فاق مؤشر مديري المشتريات للصناعة التحويلية في شهر مارس التوقعات، كما أثارت البيانات في يناير وفبراير مفاجأة بـ"اتجاهها الصعودي".
وأضاف المقال أن مؤسسات مثل "سيتي" والعديد من المحللين "رفعوا توقعاتهم لنمو" الاقتصاد الصيني صعودا.
وتشير وكالة ((رويترز)) إلى أن مسحا للقطاع الخاص كُشف النقاب عنه يوم الأربعاء أشار إلى "انتعاش مبدئي" في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقد دفع هذا التطور المحللين أيضا إلى مراجعة توقعاتهم للنمو الاقتصادي الصيني هذا العام بشكل صعودي.
وكشفت شبكة ((سي أن بي سي)) أن مؤشر مديري المشتريات للصناعة التحويلية الرسمي في الصين سجل 50.8 في المائة في مارس، وهي "أقوى قراءة له منذ مارس العام الماضي".
وأضافت أن مسح النشاط غير الصناعي الرسمي في الصين سجل أقوى قراءة له أيضا منذ يونيو، وهو الأمر الذي أسهم في بيانات مبيعات التصدير والتجزئة الإيجابية الأخيرة.
وتبعث البيانات الاقتصادية الأخيرة القادمة من الصين مرة أخرى بإشارة إيجابية، لا سيما في قطاع الصناعة التحويلية. وبفضل سياسات الدعم القوية التي تقود النشاط الصناعي، يستمر الاقتصاد الصيني في إظهار الحيوية. كما يعني نمو وانتعاش المؤشرات الاقتصادية في أنشطة الصناعة التحويلية أيضا ارتفاعا في معدل التوظيف، حسبما قال سيباستيان شولتز، الباحث في جامعة لا بلاتا الوطنية في الأرجنتين، لوكالة أنباء ((شينخوا)).
ومن جانبها، أشارت كريستين سوزانا تجهين، مديرة الاتصالات الاستراتيجية والبحوث في معهد جنتالا، إلى أن الاقتصاد الصيني يظهر مرونة كبيرة، حيث يشير ارتفاع مؤشر مديري المشتريات للصناعة التحويلية إلى علامات إيجابية على انتعاش الاقتصاد الصيني.
وأشارت إلى أن التطور السريع للصين في صناعات التكنولوجيا الفائقة والتعزيز المستمر للقدرات الابتكارية الشاملة خلقا ظروفا مواتية لنمو اقتصادي مستدام وصحي ومطرد.
وقال بارا كوكوه ماميا، كبير خبراء الاقتصاد الكلي في بنك بي تي سنترال آسيا، إن الصين حاليا "تولي أهمية أكبر للابتكار والتقنيات المتطورة، وتتحرك باستمرار نحو دولة موجهة نحو الابتكار" بعدد من الصناعات الرفيعة.
وأضاف "على المدى الطويل، سيكون للاستثمار في هذه الصناعات عالية التقنية تأثير كبير على التنمية الاقتصادية. وأعتقد أن ذلك من شأنه أن يحسن بشكل كبير من مستويات الإنتاجية في الصين".