شي جين بينغ يلتقي ما يينغ-جيو والوفد المرافق له
بكين 12 أبريل 2024 (شينخوا) التقى شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ما يينغ-جيو والوفد المرافق له في بكين بعد ظهر يوم 10 أبريل.
وقال شي إن الأهالي على جانبي مضيق تايوان ينتمون جميعاً إلى الأمة الصينية، مضيفاً أن الأمة الصينية هي أمة عظيمة في العالم خلقت الحضارة الصينية، وهي حضارة عريقة طويلة الأمد ورائعة لا مثيل لها ويفتخر بها جميع الأبناء الصينيين. وشهد تاريخ الأمة الصينية الذي يتجاوز الـ5000 عام انتقال أجيال متتالية من الأسلاف واستقرارهم في تايوان، وتضامن الأهالي عبر المضيق جنباً إلى جنب للدفاع ضد الغزاة الأجانب واستعادة تايوان. وشهد تاريخ الأمة الصينية مصيراً مشتركاً لا يتجزأ لجانبي المضيق وشرياناً واحداً للأهالي على جانبي المضيق.
وأضاف شي أن الأهالي على جانبي مضيق تايوان هم جميعاً من الصينيين، لا توجد عُقَد لا يمكن حلّها، ولا قضايا لا تُمكن مناقشتها، ولا قوة تستطيع أن تُفرقنا. وذكر أن مسافة المضيق لا يمكنها أن تقطع صلة القرابة بين الأهالي عبر المضيق، وأن الاختلاف بين النظامين لا يُغير الحقيقة بأن جانبي المضيق ينتميان إلى دولة واحدة وأمة واحدة، وأن التدخل الخارجي لا يستطيع أن يُعيق الاتجاه التاريخي المتمثل في إعادة التوحيد الوطني، وأن الأهالي على جانبي مضيق تايوان ظلوا ينتمون إلى أصل واحد مع مرور السنين حيث يمشون يداً بيد إلى الأمام ويحافظون على التآزر والتعاضد.
وقال شي إن الشباب هم أمل البلاد ومستقبل الأمة، وإن مستقبل جانبي المضيق سيكون مزدهرا طالما يكون لدى الشباب من جانبي المضيق تطلعات عالية. فعلى الشباب من جانبي المضيق التطلع إلى أن يصبحوا أكثر فخراً بهويتهم كمواطنين صينيين وأكثر ثقةً وإيماناً بهذه الهوية، والعمل معاً من أجل الازدهار طويل المدى للأمة الصينية، ومواصلة خلق مجد جديد للأمة.
وشدد شي على تشارك الأهالي على جانبي المضيق روابط الدم نفسها وأيضاً الثقافة والتاريخ فضلاً عن المسؤولية ذاتها عن الأمة والتطلع ذاته إلى المستقبل، ما يوجب علينا فهم الوضع عبر المضيق من منظور المصالح العامة والتنمية طويلة الأجل للأمة الصينية.
أولاً؛ يجب حماية الوطن المشترك للأمة الصينية بحزم. تزدهر وتستمر الأمة الصينية والحضارة الصينية رغم آلاف السنين من العواصف والمعاناة، والمفتاح هو أن الأمة الصينية تحمل دائما اعتقادا مشتركا بأن أرض البلاد لا يجوز أن تتجزأ وأن الوطن لا يجوز أن يضطرب وأن الأمة لا يجوز أن تنقسم وأن الحضارة لا يجوز أن تنقطع. إن البلد القوي والموحد كان دائماً مصير جميع أبناء وبنات الصين، بمن فيهم أهالي تايوان. يجب على الأهالي على جانبي المضيق أن يعارضوا بحزم الأنشطة الانفصالية لـ"استقلال تايوان" وتدخل القوى الخارجية، وأن يحافظوا بحزم على الوطن المشترك للأمة الصينية، وأن يسعوا معاً إلى مستقبل مشرق من إعادة التوحيد السلمي، وأن يمسكوا بحزم مصير الأمة الصينية ليكون في أيدي الصينيين أنفسهم.
يتطلع الأهالي على جانبي المضيق إلى السلام والهدوء في وطنهم والتعايش المتناغم في أسرهم. ولهذا السبب؛ فإن من الضروري تعزيز التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق، والمفتاح يكمن في التمسك بـ"توافق 1992"، الذي يجسد مبدأ "الصين الواحدة"، والجوهر يتمثل في أن يكون هناك فهم مشترك للحقيقة الأساسية المتمثلة في أن جانبي المضيق ينتميان إلى نفس البلد والأمة الواحدة. وطالما أن البلاد ليست منقسمة، وطالما أن من المُسَّلم به أن كلا جانبي المضيق هم من الصينيين وذات العائلة الواحدة، يمكن للأهالي على جانبي المضيق الجلوس وتبادل وجهات النظر حول أعمال أفراد الأسرة، وتعزيز التفاهم وتجميع الثقة المتبادلة وحلّ التناقضات والسعي إلى تحقيق التوافق في الآراء.
ثانياً؛ يجب أن نعمل معاً بحزم لخلق رفاهية طويلة الأجل للأمة الصينية. إن السعي إلى تحقيق رفاه الأهالي على جانبي المضيق هو نقطة البداية والهدف النهائي لتطويرنا للعلاقات عبر المضيق. وإن الهدف المتمثل في تحقيق الرفاهية طويلة الأمد للأمة الصينية هو هدف طَموح وفي الوقت نفسه بسيط أيضاً. وخلاصة القول هو هدف تحقيق تطلعات الأهالي على جانبي مضيق تايوان إلى حياة أفضل، ما يُمكّن جميع أبناء الشعب الصيني بما فيهم أهالي تايوان من عيش حياة أفضل وتحقيق الحلم الصيني المتمثل في إحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية بشكل مشترك. نحن قادرون على قيادة أكثر من 1.4 مليار مواطن في بر الصين الرئيسي ليعيشوا حياة سعيدة، ونحن قادرون بحق على فتح مستقبل مشرق مع أهالي تايوان أيضاً.
نأخذ دائماً رفاهية أهالي تايوان في اعتبارنا واهتمامنا، ونشارك أهالي تايوان فرص تنمية التحديث الصيني النمط في أول وقت، ما يحقق مشاركة إنجازات تقدم التنمية للبر الرئيسي، ونقوم بنشاط بالأعمال العملية والأشغال الصالحة وحل المشاكل الصعبة لأهالي تايوان، حتى يتمكن أهالي تايوان من الحصول على فوائد أكثر ورفاهية أكبر مستقبل أكثر إشراقاً.
ثالثاً؛ يجب بناء وعي قوي بحتمية المصير المشترك للأمة الصينية. على مدى التاريخ الطويل للأمة الصينية، تم بشكل مشترك بناء أرض الصين بما فيها تايوان، وكتابة التاريخ الصيني وخلق الثقافة الصينية، وتنمية الروح الوطنية بشكل مشترك. لطالما كان الأهالي على جانبي المضيق من عائلة واحدة. وينبغي عليهم الاستمرار في القيام بالزيارات المتبادلة بشكل متكرر، وأن يقتربوا أكثر فأكثر، وأن يصبحوا أعزَّ فأعز. وسوف نتخذ إجراءات أكثر فعالية لتعزيز التبادلات والتكامل بين المضيق بشكل إيجابياً، ما يُمكّن الأهالي على جانبي المضيق من إجراء محادثات من القلب إلى القلب من خلال التبادلات. وزيادة الثقة في التبادلات، وتعزيز التناغم الروحي. نحن ندعو بإخلاص أهالي تايوان إلى زيارة البر الرئيسي بشكل أكثر، كما يسعدنا أن نرى سكان البر الرئيسي يزورون جزيرة الكنز للوطن الأم بشكل أكبر.
إن الثقافة الصينية هي شريان الحياة للأمة الصينية والأصل الروحي المشترك للأهالي على جانبي مضيق تايوان. ويجب على الأهالي تعزيز ثقتهم في الثقافة الصينية، وأن يكونوا بوعي حُرّاساً وورثة ومروجين للثقافة الصينية، وتعزيز الشعور بالانتماء والهوية، والشرف للأمة الصينية، وأن يعززوا المشاعر القوية حول المجتمع المشترك للأمة الصينية.
رابعاً؛ يجب علينا أن نحقق بقوة إحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية. وبعد قرن من النضال، نجحنا في السير على طريق التحديث على الطريقة الصينية، وفتحنا آفاقاً مشرقة للنهضة الوطنية. ولم نحقق المخطط الذي رسمه الدكتور صن يات صن في ذلك الوقت فحسب، بل حققنا أيضاً العديد من الإنجازات. وهذا يتجاوز بكثير خيال الدكتور صن يات صن. تتقدم باستمرار عجلات التاريخ لإحياء نهضة الأمة الصينية قدماً، لتُبلور كفاح وعرق المواطنين عبر المضيق، ما يدعو إلى الاستمرار بالأعمال المشتركة والإرادة الموحدة والجهود المطردة والمتتالية من المواطنين عبر المضيق، وسوف يتم تحقيق ذلك من خلال الجهود المتتابعة من المواطنين عبر المضيق. لا بد أن يواجه الشباب عبر المضيق إمكانات كبيرة لإطلاق أعمالهم في المستقبل، وسيؤدون بكل تأكيد أدوارهم الكبيرة. نرحب بالشباب في تايوان للسعي وراء تحقيق أحلامهم وبنائها وتحقيقها في البر الرئيسي للوطن الأم، وسنواصل خلق ظروف مثالية وتوفير فرص أكثر للشباب عبر المضيق، لكي ينموا ويطوروا كفاءاتهم ويحققوا النجاح. نتمنى أن يتبادل الشباب عبر المضيق التعلم من بعضهم البعض وأن يصاحبوا بعضهم البعض ويوحدوا إرادتهم وأن يمشوا في طريق واحد، ليواصلوا مسؤولية الاضطلاع بكتابة التاريخ، ويقدموا مساهماتهم الشبابية لإحياء نهضة الأمة الصينية.
وقال شي جين بينغ إنه في يوم 3 أبريل، ضرب زلزال بقوة 7.3 درجة على مقياس ريختر المنطقة البحرية قبالة محافظة هوالين في تايوان، ملحقاً خسائر في الأرواح والممتلكات. أعبّر عن حزني على المواطنين المتوفيين جراء الزلزال، وتعاطفي مع المتضررين في المناطق المنكوبة.
وبدوره؛ قال ما يينغ-جيو إن التمسك بـ"توافق 1992"، ومعارضة ما يسمى بـ"استقلال تايوان" هما الأساس السياسي المشترك للتنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق، مضيفاً أن الشعب عبر المضيق ينتمي للأمة الصينية ذاتها، ما يوجب عليه تعميق التبادلات والتعاون، والاستمرار بتوارث الثقافة الصينية بشكل مشترك، وتحسين رفاهية المواطنين عبر المضيق، والعمل معاً وإلى الأمام، سعياً نحو إحياء نهضة الأمة الصينية.
وألقى ممثلون عن شباب تايوان الحاضرين للقاء كلمات.
وشارك وانغ هو نينغ و تساي تشي وغيرهما في اللقاء.