تقرير إخباري: مستوطنون يهاجمون عدة قرى وبلدات في الضفة الغربية بعد العثور على جثة فتى إسرائيلي مقتولا

تقرير إخباري: مستوطنون يهاجمون عدة قرى وبلدات في الضفة الغربية بعد العثور على جثة فتى إسرائيلي مقتولا

2024-04-14 01:46:30|xhnews

رام الله 13 أبريل 2024 (شينخوا) هاجم مستوطنون إسرائيليون اليوم (السبت) عدة قرى وبلدات في الضفة الغربية ما أدى لوقوع إصابات وأضرار مادية، حسب ما أفادت مصادر فلسطينية.

وجاءت هجمات المستوطنين بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي العثور على جثة فتى فقدت آثاره منذ ظهر أمس الجمعة قرب رام الله مقتولا في عملية قومية.

وقالت مصادر طبية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن 6 أشخاص أصيبوا بالرصاص الحي في هجوم شنه مستوطنون على قرية المغير شرق مدينة رام الله.

وأوضحت المصادر أن أحد المصابين جروحه حرجة جراء إصابته في الرأس، فيما أصيب خمسة آخرون بالرصاص في الأطراف السفلية، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وأفادت مصادر محلية وشهود عيان لـ ((شينخوا)) أن المستوطنين أضرموا النار في منزل مأهول، ما أدى لحرقه بالكامل دون وقوع إصابات، كما أحرقوا مركبة إطفاء كانت متوجهة لإطفاء النيران.

ووفق ذات المصادر هاجم مستوطنون آخرون مركبات فلسطينية بالحجارة والزجاجات الفارغة قرب دوار "عين سينيا" شمال رام الله، ما أدى إلى تضرر عدد منها.

وفي قرية بيتين شرق رام الله أصيب فتى فلسطيني (14 عاما) برصاص مستوطن وجرى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، حسب مصادر أمنية فلسطينية.

وقالت المصادر إن عددا من المستوطنين أطلقوا الرصاص الحي تجاه المنازل السكنية القريبة من مدخل القرية، ما أدى إلى إصابة الطفل بالرصاص الحي في القدم.

كما أغلقت مجموعات من المستوطنين بحماية قوات الجيش الإسرائيلي مداخل عدد من البلدات على أطراف مدينة رام الله ومنعوا المركبات الفلسطينية من الدخول أو الخروج قبل أن يتم مهاجمتها بالحجارة دون وقوع إصابات.

وفي مدينة نابلس هاجم مستوطنون إسرائيليون قريتي السارية ودوما وبلدة قصرة جنوب المدينة، حسب ما أفاد مسؤولون محليون.

وقال محمود حسن رئيس مجلس قروي الساوية لـ ((شينخوا)) إن عشرات المستوطنين هاجموا المنازل في المنطقة الشرقية من القرية وأطلقوا الرصاص الحي وقذفوا بالحجارة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وتداول نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قيام مستوطنين مسلحين بالهجوم على الجهة الجنوبية والشرقية من بلدة قصرة.

وقال نشطاء في البلدة لـ ((شينخوا)) إن المستوطنين أطلقوا النار صوب المنازل وأحرقوا محلا تجاريا وعدة منازل، فهب أهالي البلدة للتصدي للهجوم، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، وسط إطلاق كثيف للرصاص.

وفي السياق أصيب عدد من الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، فيما تعرضت عشرات المنازل للحرق، في هجوم للمستوطنين، على قرية دوما جنوب نابلس.

وقال سليمان دوابشة رئيس مجلس قروي دوما لـ ((شينخوا)) إن مواجهات اندلعت في القرية خلال تصدي الأهالي لهجوم المستوطنين الذين أحرقوا العديد من المنازل في القرية.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب بأن "أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين (20-60 عاما) أصيبوا بالرصاص الحي، وآخر يبلغ من (57 عاما) أصيب برضوض، جراء تعرضه للضرب".

وأوضح البيان أن قوات الجيش والمستوطنين منعوا مركبات الإسعاف من الدخول إلى القرية لعدة ساعات من أجل نقل المصابين.

ودعت القوى الوطنية والإسلامية في رام الله في بيان إلى إفشال محاولات المستوطنين الهادفة لترويع القرى والبلدات الفلسطينية بأبشع أشكال الإرهاب والوحشية.

واعتبر البيان أن هجمات المستوطنين واستباحة الأرض يأتي ضمن مخطط "تكريس الأمر الواقع، واجبار المواطنين الفلسطينيين على مغادرة أرضهم".

وشدد البيان على ضرورة الحفاظ على حالة "استنفار، ويقظة دائمة ومتواصلة، لإفشال المخططات الخبيثة، والعمل بكل قنوات التعاون، والتنسيق، والتكاتف الداخلي الملحمي للشعب الفلسطيني".

وأكد على ضرورة تفعيل لجان الحراسة والحماية الشعبية وإشعال الإطارات على مداخل القرى والبلدات المتاخمة للمستوطنات، والشوارع الالتفافية على مدار الساعة، واستخدام مكبرات المساجد، ودعوة القرى المجاورة، لأي منطقة يجري "الاعتداء عليها، ليهب الجميع في وحدة ميدانية واحدة، لمنع تنفيذ مجازر".

من جهته قال محافظ نابلس في السلطة الفلسطينية غسان دغلس إن ريف نابلس خاصة الجنوبي يشهد "اعتداءات وهجمات متصاعدة من قبل المستوطنين في ظل تنفيذ سياسة حكومة اليمين المتطرفة".

وشدد دغلس في تصريح لـ ((شينخوا)) على ضرورة تفعيل القرارات الدولية وتوفير حماية للفلسطينيين في ظل الممارسات التي تجري أمام بصر وسمع العالم.

وفي الصدد قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان إن "الاعتداءات المجرمة التي يرتكبها المستوطنون بتحريض حكومي وبحماية المؤسسة العسكرية في الضفة الغربية على أراضيهم وبيوتهم تأتي في سياق المخططات لتهجير الشعب الفلسطيني من الضفة".

وحذرت الحركة في بيان من أن "مشاهد المستوطنين المدججين بالسلاح وهم يعتدون على الفلسطينيين ويرتكبون الجرائم تعكس عقلية العصابات التي نشأ عليها الكيان ومساعيه للزج بالضفة في أتون حرب شوارع".

وحمل البيان المجتمع الدولي مسؤولية "تفلت عصابات المستوطنين جراء سكوتهم المستمر تجاه جرائمهم وحرمان الشعب الفلسطيني من أبسط الوسائل التي يدافع بها عن أرضه ووطنه وحياة أبنائه".

وجاءت الهجمات بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي في وقت سابق العثور على جثة فتى فقدت آثاره مقتولا في عملية في الضفة الغربية.

وقال الناطق باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان عبر منصة ((إكس)) إن قوات الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) وشرطة إسرائيل عثروا على جثة بنيامين اخيمئير (14 عاما) والذي فقدت آثاره منذ صباح أمس (الجمعة) و"قتل في عملية إرهابية".

وأضاف البيان أن التحقيق في الحادث لا يزال مستمرا، مشيرا إلى أن قوات الجيش تواصل ملاحقة المشتبه فيهم في تنفيذ العملية.

وعمل الجيش جوًا وبرا بما فيها قوات خاصة مع شرطة إسرائيل خلال الساعات الماضية في أعمال البحث عن الفتى في منطقة "ملاخي شالوم" قرب رام الله.

من جهتها قالت الإذاعة العبرية العامة إن جثة المستوطن وجدت بمساعدة طائرة مسيرة بالقرب من المزرعة التي خرج منها، وعملية القتل حدثت بالأمس ما بين ساعات الصباح والظهر ولم يقتل بإطلاق رصاص.

وتعقيبا على ذلك اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن عملية القتل "الشنيعة لبنيامين أخيمئير هي جريمة خطيرة".

وقال إن قوات الجيش والشاباك "تقوم بمطاردة واسعة النطاق للقتلة وكل من تعاون معهم، وسنصل إليهم كما نفعل مع كل من يمس بمواطني إسرائيل".

ودعا نتنياهو مواطني إسرائيل إلى السماح للقوات بالقيام "بعملها دون عوائق، حتى نتمكن من تصفية الحساب مع القتلة ومساعديهم قريبا".

في المقابل أدان رئيس المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وقال لابيد في منشور على حسابه عبر منصة ((إكس)) "تشكل أعمال الشغب العنيفة التي يقوم بها المستوطنون انتهاكا خطيرا للقانون".

وأضاف لابيد أن هذه الأعمال "تتداخل" مع عمل القوات الإسرائيلية العاملة في المنطقة.

من جهتها ذكرت الإذاعة العبرية العامة أن رئيس فرقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية) في الجيش عقد جلسة لتقييم الأوضاع لبحث سبل توطيد الحراسة حول التجمعات السكانية اليهودية في المنطقة.

وقالت الإذاعة إن كبار قادة الجيش شرعوا في حوار مع رؤساء تلك التجمعات تحسبا لأعمال شغب يقوم بها أشخاص يهود ضد فلسطينيين انتقاما للجريمة.

وبدوره حث وزير الدفاع يؤاف غالانت، حسب الإذاعة، الجمهور اليهودي على عدم استيفاء الحق المدعى به بالذات.

وقال إن الأعمال الانتقامية تعرقل مساعي قوات الأمن في أعمال التمشيط بحثا عن القتلة.

ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن الحادث.

ويأتي الحادث في ظل ما تشهده الضفة الغربية من توتر متصاعد ومواجهات مسلحة في مختلف المدن والقرى والمخيمات منذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

وقتلت إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي أكثر من 460 فلسطينيا بالقصف والرصاص في أنحاء الضفة الغربية وشرق القدس، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.

ويقطن ما يزيد على 700 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية وشرق القدس، وسيطرت إسرائيل على الضفة الغربية في العام 1967 وأقامت عليها المستوطنات، التي تُعتبر مخالفة للقانون الدولي.

الصور