تحليل إخباري: مراقبون إسرائيليون وعرب يرون أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني آت لا محالة ولكنه فى حدود عدم جر المنطقة للتصعيد

تحليل إخباري: مراقبون إسرائيليون وعرب يرون أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني آت لا محالة ولكنه فى حدود عدم جر المنطقة للتصعيد

2024-04-17 05:34:15|xhnews

القدس 16 أبريل 2024 (شينخوا) رأى مراقبون إسرائيليون وعرب اليوم (الثلاثاء) أن الرد الإسرائيلي ضد الضربة الإيرانية، آت لا محالة، ولكنه سيكون محدودا وبطريقة لا تجر المنطقة بأكملها إلى التصعيد، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن الرد الإسرائيلي حال حدوثه سيكون له تداعيات إقليمية ممكن تدفع جماعات مسلحة موالية لايران للدخول في الحرب وإغلاق المطارات والموانىء وتأثر حركة الملاحة بالمنطقة.

وفي هذا الصدد، قال رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق الإسرائيلي يعكوف إنجل، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الرد الإسرائيلي آت لا محالة على الهجوم الذي شنته إيران على الأراضي الإسرائيلية يوم السبت الماضي.

وأضاف إنجل أنه يتحتم على إسرائيل مهاجمة إيران داخل أراضيها، واستهداف القواعد التي انطلقت منها الصواريخ والمسيرات، وضرب المنشآت النووية، ومرافق الطاقة الإيرانية بطريقة مهنية ومدروسة وموجعة لإيران، من دون أن يسبّب ذلك ارتفاع أسعار الطاقة في السوق الدولي أو مواجهة رد إيراني مضاد.

وتوقع إنجل أن يكون رد إسرائيل محدودا بفعل الضغوط الأمريكية، إلا أنه وجه تحذيرا للمستوى السياسي في إسرائيل من الخضوع لمطالب واشنطن بعدم الرد على الهجوم الإيراني، لافتا إلى أنه يجب أن يكون الرد جديا على الأراضي الإيرانية على الأقل بثلاثة أوجه مختلفة.

وأوضح أنه يجب مهاجمة البنية التحتية التي هاجمت إسرائيل (أماكن إطلاق الصواريخ) والمخازن وغيرها، وضرب مصافي البترول دون التأثير على أسعارالنفط، وضرب المنشآت النووية والمؤسسات الحكومية ورموز الدولة.

وأطلقت إيران ليلة (السبت - الأحد) الماضية نحو 350 صاروخا وطائرة مسيّرة تجاه إسرائيل، وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض 99 % منها، في وقت قالت فيه طهران إن نصف الصواريخ أصابت أهدافا إسرائيلية بنجاح.

ويعد هذا أول هجوم مباشر تشنه إيران على إسرائيل عبر أراضيها وليس من خلال جماعات موالية لها، ردا على هجوم استهدف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أبريل الجاري.

وتتهم إيران، إسرائيل بشن هجوم صاروخي على قنصليتها في دمشق، الذي أسفر عن مقتل 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي، فيما لم تعترف إسرائيل أو تنفي رسميا مسؤوليتها عن الهجوم المذكور.

من جانبه، قال يوسي كوبرفاسر الذي سبق أن قاد شعبة الأبحاث في لواء الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ، لـ((شينخوا)) إنه "يجب إفشال سعي إيران لتغيير قواعد الاشتباك مع إسرائيل"، مشدداً على وجوب أن تكون إسرائيل الطرف المؤثر في تحديد هذه القواعد.

وأضاف "يتحتم علينا حالياً التركيز على استكمال الحرب في غزة والحفاظ على علاقاتنا بالولايات المتحدة"، مؤكدا أن القرار بالرد على الهجوم الإيراني يجب أن ينظر اليه من "منظور استراتيجي"، بحيث لا يوسع الصراع في المنطقة، أو يجرها إلى أتون الحرب، أو يدفع بأطراف أخري مثل حزب الله اللبناني بالدخول في حرب مباشرة مع إسرائيل على غرار حرب 2006، أو الانكماش الاقتصادي حال إغلاق الموانىء والمطارات وتأثر حركة الملاحة في البحر الأحمر.

ورأى كوبرفاسر أنه على العالم أجمع واجب أن "يتجند لضربة تصفي المشروع النووي الإيراني، وتفكك المحور الذي بنته وتغير النظام في إيران"، على حد تعبيره.

وكانت تقارير إسرائيلية وأمريكية، أفادت بأن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول الضغط على إسرائيل من أجل عدم الرد على الهجوم الإيراني، واعتبار نجاح صد الهجوم "بالانتصار" لإسرائيل.

في وقت تعهد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، مساء أمس (الاثنين) في كلمة أمام جنوده بقاعدة نيفاتيم الجوية جنوب البلاد والتى أصيبت خلال الهجوم الإيراني، بالرد على هجوم إيران غير المسبوق على إسرائيل.

وقال الجنرال هاليفي خلال زيارته قاعدة نيفاتيم إن إسرائيل "سترد على إطلاق هذا العدد الكبير جدا من الصواريخ والمسيرات على أراضي دولة إسرائيل".

وأكد هاليفي في كلمته على أن إيران فشلت في ضرب قدرات إسرائيل الاستراتيجية، بفضل الاستعداد المسبق والتفوق الجوي الإسرائيلي لها من خلال عملية "الدرع الحديدي" (الاسم الذي أطلقته إسرائيل على عملية التصدي للهجمة الصاروخية الإيرانية).

وفي السياق ذاته، رأي مئير بن شابات رئيس مجلس الأمن القومي السابق، أنه يتوجب على إسرائيل الإستجابة لطلب إدارة بايدن بعدم الرد على الهجوم الإيراني، مقابل التزام من واشنطن بالقضاء على المشروع النووي الإيراني، وفق جدول زمني.

ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية فأن القيادة السياسية الأمنية في إسرائيل قررت الرد بشكل واضح وحاسم على الهجوم الإيراني.

ونقلت القناة عن مصادر إسرائيلية مطلعة أن إسرائيل لم تحتوى الضربة الإيرانية، ولن تسمح لهم بإيجاد معادلة جديدة مثل تلك التي حاولوا فرضها خلال الأيام الأخيرة.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الأردني ماهر أبو طير أن إسرائيل بطبيعة الحال سترد على الهجوم الايراني ولكن ردها سيكون محكوما بعوامل تتعلق بدول الإقليم وعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف أبو طير لـ((شينخوا)) "سيكون الرد محدودا وقد يتوزع هذا الرد على أكثر من بلد مثل العمليات في سوريا ولبنان وربما تقوم بتنفيذ عمليات أمنية داخل إيران دون إرسال صواريخ أو طائرات بشكل مباشر إلى إيران".

وتابع "إن طبيعة الرد الإسرائيلي هنا ستكون انتقامية ثأرية ولكن تشبه تلك المعهودة منذ عشر سنوات في سوريا ولبنان، ومن خلال عمليات القتل والاغتيال والتفجير التي تحدث في إيران وتكون عادة مجهولة الفاعل ولكن استنتاجات الرأي العام سترتبط لاحقا بأن إسرائيل هي الفاعل دون أن يكون هناك إعلان مباشر من إسرائيل عن ذلك".

وذكرت قناة ((كان)) الإخبارية التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أن المسؤولين في إسرائيل "يرون ضرورة الرد لأن الحديث يدور عن تجاوز إيران الخط الأحمر، بإطلاقها لأول مرة صواريخ وطائرات مسيرة من أراضيها مباشرة تجاه إسرائيل".

ولم تتطرق القناة لملامح الهجوم الإسرائيلي المحتمل، لكنها لم تستبعد تنفيذ تل أبيب عمليات اغتيال في إيران، أو هجوم إلكتروني واسع النطاق، فيما نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تسمه قوله "سيكون هناك رد على الهجوم الإيراني (لكن) السؤال يتعلق فقط بمتى وأين".

وبدوره، قال الخبير الأمني المصري العميد سمير راغب رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية عضو جمعية المحاربين القدماء إن "الرد الإسرائيلي سوف يكون في العمق الإيراني لكن سيكون ردا محدودا، كما ستقوم إسرائيل باستهداف وكلاء إيران مثل حزب الله اللبناني ضمن قواعد الاشتباك بين الجانبين".

ورأي راغب، فى تصريح لـ((شينخوا))، أن التداعيات الإقليمية والدولية للرد الإسرائيلي على إيران لن تكون كبيرة لأن الرد الإسرائيلي سوف يكون محدودا، لكن "في حال قيام إسرائيل بالرد العسكري ستكون إيران مطالبة برد جديد أكثر قوة وتأثيرا".

وأعرب عن اعتقاده بأن أمريكا تتحمل جزءا كبيرا من المسئولية عما يحدث في المنطقة لأنها لم تردع إسرائيل رغم طبيعة العلاقة بين البلدين في الفترة الأخيرة.

وأشار إلى أن السياسة الإسرائيلية أصبحت منفلتة ورغم ذلك استمرت ازدواجية المعايير الأمريكية، حيث تنحاز واشنطن بشكل صارخ لإسرائيل ولم تشجب المواقف الإسرائيلية بما فيها الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في سوريا، في الوقت الذي سارعت فيه بإدانة رد الفعل الإيراني، على الرغم من أن الأمرين مرفوضان تماما إلا أنه لا يمكن قبول عدم إدانة الفعل وإدانة رد الفعل عليه.

وكان مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي قد ناقش يومي الأحد والاثنين الماضيين واليوم (الثلاثاء) عدة خيارات لشن هجوم مضاد ضد إيران في أعقاب الرد الذي شنته إيران، ولكن لم يصدر عنه أى قرار حتى الآن.

ووفقا لتقرير صادر عن وسائل الإعلام الإسرائيلية ناقش الوزراء خيارات الرد بمستويات مختلفة من الشدة، تتراوح من الطفيفة إلى الشديدة، وفي أوقات متعددة، بما في ذلك إمكانية الرد الفوري، كما ذكرت قناة (N12) التليفزيونية الإخبارية الإسرائيلية.

وأشارت القناة إلى أن إسرائيل تجري حاليا مشاورات وتنسيقا مع الولايات المتحدة، بهدف شن هجمات مضادة ضد إيران دون توسيع نطاق الصراع معها.

وفي المقابل، حذرت إيران قادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من دعم إسرائيل حال شنت الأخيرة هجوم عليها، وتوعدت بالرد بقوة على إسرائيل وداعميها بقطع أرجلهم، مؤكدة أن أقل عمل ضد مصالح طهران سيقابل برد هائل وواسع النطاق ومؤلم ضد جميع مرتكبيه.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي إننا نذكر قادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بالكف عن دعم إسرائيل، مشيرا إلى إيران أثبتت أنها ليست دولة تبحث وراء إثارة الحروب ولا تسعى لنشر الحرب، حسبما أفادت وكالة ((تسنيم)) الدولية للأنباء الإيرانية اليوم (الثلاثاء). 

الصور