تحليل إخباري: ضربة إسرائيلية محدودة على إيران تؤشر على تراجع التصعيد وتجنب الانزلاق نحو حافة الحرب

تحليل إخباري: ضربة إسرائيلية محدودة على إيران تؤشر على تراجع التصعيد وتجنب الانزلاق نحو حافة الحرب

2024-04-20 01:38:00|xhnews

القاهرة 19 أبريل 2024 (شينخوا) رأي محللون صينيون وإسرائيليون اليوم (الجمعة) أن الضربة الإسرائيلية المحدودة على إيران، ودون اعتراف رسمي بها، ربما توفر إشارة مبكرة على أن إسرائيل وإيران تسعيان إلى التراجع عن التصعيد وتجنب الانزلاق نحو حافة الحرب.

وأجمع المحللون على إن الجانبين الإيراني والإسرائيلي يحافظان على ضبط النفس ولا يريدان تحويل الوضع إلى صراع واسع النطاق، مؤكدين في الوقت نفسه أن إسرائيل نفذت هجوما محدودا على إيران، دون إعلان رسمي من الجانبين أو اتهام جانب لأخر حتى الآن، واستهدفت قاعدة جوية إيرانية في أصفهان، بدون استهداف المنشآت النووية، وذلك من أجل تقديم تحذير وردع لإيران فقط، ما يدل على أن إسرائيل ما تزال تحافظ على ضبط النفس لتجنب تصعيد الصراع.

وأعلن القائد العام للجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي في وقت سابق اليوم (الجمعة) استهداف "عدد من الأجسام الطائرة" في أصفهان عقب سماع دوي انفجارات في المدينة.

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (ارنا) عن موسوي قوله إن "الانفجار الذي سُمع صباح اليوم في سماء أصفهان كان ناجما عن تصدي أنظمة الدفاعات الجوية واستهدافها لجسم مشبوه والذي لم يتسبب في أي أضرار أو خسائر".

هجوم إسرائيلي محدود على إيران دون اعتراف رسمي

رأي الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية الصينية دينغ لونغ، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن إسرائيل تعرف أنها إذا أقدمت على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، فإن الهجوم قد يؤدي إلى انتشار الإشعاع النووي، وهذا يجعل الوضع أكثر خطورة، وقد يؤدي إلى هجوم إيراني مضاد على محطة نووية إسرائيلية، ما يدفع الوضع الإقليمي نحو صراع مسلح واسع النطاق أو حتى الحرب الشاملة، والتى كانت الولايات المتحدة قد رسمت خطا أحمر لإسرائيل في هذا الشأن سابقا.

من جانبه، أعرب الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية ليو تشونغ مين، في تصريح لـ((شينخوا))، عن اعتقاده بأن المواجهة بين إسرائيل وإيران لن تتطور إلى حرب إقليمية واسعة النطاق، بل ربما تبقي عند مستويات منخفضة، فعل ورد فعل مضاد، بما لها من معني رمزي أكبر من معني عملي.

ورأي ليو أن سبب هجمات إسرائيل في وقت سابق اليوم ضد إيران، هو هجوم الأخيرة على الأراضي الإسرائيلية ليلة (السبت - الأحد) الماضية، الأمر الذي يعتبر استراتيجية إسرائيلية للرد على أى عمل ضدها.

وشاطرهما في الرأي رئيس مكتب تحليل شبكات الشرق الأوسط في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب الإسرائيلي هاريل تشوريف، في تصريح لـ((شينخوا))، مؤكدا على الطبيعة المحدودة للضربة الإسرائيلية على إيران، والتي لم يتم الاعتراف الرسمي بها أو اتهام جانب للأخر حتى الآن بالوقف وراءها.

وأعلن قائد القوات البرية الإيرانية العميد كيومرث حيدري أن الدفاعات الجوية تصدت اليوم (الجمعة) لمسيرات صغيرة جدا هاجمت الأجواء في مدينة أصفهان وسط إيران، في حين نقلت وكالة ((مهر)) للأنباء الإيرانية عن القائد العام للجيش الإيراني اللواء عبدالرحيم موسوي قوله اليوم إن "صوت الانفجار في سماء مدينة أصفهان كان مرتبطا بإطلاق أنظمة الدفاع الجوي النار على جسم مشبوه، ولم يسبب أي حادث أو ضرر".

الهجمات والهجمات المضادة

رأي دينغ أن إيران قد ترد على هجوم إسرائيل الأخير، متوقعا أن تدخل إيران وإسرائيل في دائرة من العنف والعنف المضاد، أو "لعبة شد الحبل".

ومع ذلك، أكد دينغ أن الهجمات والهجمات المضادة من قبل الجانبين ستظهر بشكل عام بصورة مخففة، أي أنه لا يوجد تصعيد في الشدة والكثافة.

وتابع فمن ناحية، يريد الطرفان القتال؛ ومن ناحية أخرى، يحافظان على ضبط النفس ولا يريدان تحويل الوضع إلى صراع واسع النطاق، وهذا ما يدفع إيران وإسرائيل على المحافظة على دائرة منخفضة من العنف، وهو أمر رمزي أكثر منه عملي.

وأشار ليو إلى أنه من منظور طويل المدى في حال رد إيراني، فإن هذا الأمر يتحدد أيضا من خلال فلسفة الوجود الإسرائيلية وثقافتها الإستراتيجية، وانطلاقا من هذه السياسة الخارجية، وستعتبر إسرائيل أي تحدي لإسرائيل بمثابة تهديد لوجودها وأمنها.

وأضاف أنه عندما تتعرض مصالح الأمن القومي الإسرائيلي للتهديد، فسوف ترد إسرائيل بحزم وبلا هوادة، ودون ترك أي أوهام لأي قوة معادية لها.

ورأى ليو أن إسرائيل وإيران انخرطتا دائما في حروب باستخدام الوكلاء، ولكن أصبحت الجولة الأخيرة من الصراع بينهما مفتوحة، مع هجمات مباشرة على أهداف محلية وهجمات مضادة، وهذا تصعيد للصراع بين الطرفين ولكنه سيبقي محدودا.

وبدوره، قال رئيس مكتب تحليل شبكات الشرق الأوسط في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب هاريل تشوريف إن الضربة الإسرائيلية على إيران، دون الاعتراف بها رسميا حتى الآن، من المرجح أن تمنح إيران الإنكار الاستراتيجي اللازم للتملص من تهديداتها بمهاجمة إسرائيل مرة أخرى، مما يوفر إشارة مبكرة إلى أن إسرائيل وإيران ربما تسعيان إلى التراجع عن التصعيد وتجنب الانزلاق إلى حافة الحرب.

وشنت إيران ليلة (السبت - الأحد) الماضية هجوما، هو الأول من نوعه، على إسرائيل بإطلاق عدد كبير من المسيرات والصواريخ باتجاه أراضيها أطلقت عليه اسم عملية "الوعد الصادق".

ويأتي الهجوم ردا على القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل الجاري، والذي أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري الإيراني بينهم مسؤول الحرس في سوريا ولبنان الجنرال محمد رضا زاهدي.

وكانت إسرائيل توعدت بالرد على الهجوم إلايراني.

تداعيات إقليمية متوقعة

أشار دينغ إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تحاول إقناع إسرائيل أخيرا بعدم الرد على إيران، فإن السياسة الراسخة لإسرائيل هي الرد على أي عمل عسكري يهدد أمنها القومي، لافتا إلى أن هذه المرة، بدون استثناء، نفذت إسرائيل سياسة "العين بالعين" ضد إيران، وهذا الأمر مرتبط بكرامة الحكومة الإسرائيلية التي تحتاج إلى تقديم تفسير للرأي العام الإسرائيلي.

وأضاف أن لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو منطق خاص في ذلك، وهو تمديد الهجوم على قطاع غزة واستخدام القوة ضد إيران، لأنه إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فمن المرجح أن يتنحى نتنياهو نفسه وحكومة الحرب له، وقد تنتهي حياة نتنياهو السياسية.

وأوضح أن هناك تأثيرا على الوضع الإقليمي، يتمثل في انخفاض حدة الصراع في غزة خلال الأيام القليلة الماضية، كما قامت إسرائيل بسحب قواتها من غزة على نطاق واسع، ولكن إذا كانت هناك جولات لاحقة من المواجهة بين إيران وإسرائيل بعد الانتقام من بعضهما البعض، فإن هناك تأثيرات غير مباشرة للصراع في غزة وستكون أكثر خطورة، وقد تتجاوز التأثيرات غير المباشرة الصراع في غزة نفسه؛ وقد تظهر جبهة جديدة للصراع بين إسرائيل ودول عربية وإسلامية.

من جانبه، قال ليو إنه فيما يتعلق بالتأثير على الأمن الإقليمي، فإن امتداد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في السابق كان على طول شرق البحر الأبيض المتوسط، وخاصة في لبنان والبحر الأحمر، أما الآن، فإن هجوم إسرائيل على إيران تسبب في امتداد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى منطقة الخليج، وهذا سوف يؤدي إلى الصراعات بين إيران وبعض الدول العربية.

ولفت إلى أن الوضع السلمي نسبياً في منطقة الخليج خلال السنوات القليلة الماضية سوف يتضرر إلى حد ما، مضيفا أن امتداد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكذلك المواجهة بين إسرائيل وإيران، سوف يزيد من اختلال البيئة الأمنية في منطقة الخليج وحتى منطقة الشرق الأوسط برمتها.

ورأي تشوريف أن أهم نتيجة لما حدث اليوم يتمثل في أن إسرائيل استخدمت طائرات حربية للقيام بهذه الهجمات التي كانت محدودة النطاق، على حد قوله.

وأضاف أن التحليق فوق المعالم الرئيسية للمشروع النووي الإيراني، وعدم إطلاق صواريخ، وإرسال الطيارين الإسرائيليين يؤكد ويظهر للإيرانيين أن إسرائيل أولاً وقبل كل شيء، ليست خائفة مثلهم، فإسرائيل وجهت رسالة قوية لإيران لها تداعيات كبيرة عن طريق الطيارين الذين قاموا بالعملية وعادوا بسلام، وحلقوا فوق تلك المواقع النووية.

وأوضح أنه من المؤكد أن إسرائيل أرادت إبقاء الأمر ضمن هذا الإطار، ليس من أجل التصعيد ولكن لكي تظهر للإيرانيين أنها قادرة تمامًا على إلحاق الضرر بهم بشكل كبير وعلى وجه التحديد فيما يتعلق بمشروعهم النووي.

على صعيد متصل، قال الباحث في مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية الإسرائيلي (بيسا) إيال بينكو، في تصريح لـ((شينخوا)) إنه حتى الآن، لا يوجد تأكيد على أن إسرائيل هي التي نفذت الهجوم في إيران، معربا عن أعتقاده أن إيران تجري تحقيقات الآن حول الحادث.

وتتهم إيران، إسرائيل بشن هجوم صاروخي على قنصليتها في دمشق، فيما لم تعترف إسرائيل أو تنفي رسميا مسؤوليتها عن الهجوم المذكور.

الصور