تعليق ((شينخوا)): تحت ستار المثل العليا المعلنة يكمن سعي واشنطن إلى الهيمنة

تعليق ((شينخوا)): تحت ستار المثل العليا المعلنة يكمن سعي واشنطن إلى الهيمنة

2024-04-20 11:32:15|xhnews

بكين 19 أبريل 2024 (شينخوا) تحت قناع واشنطن الزائف الداعم للمثُل السامية والعبارات الجليلة التي تناصر العولمة الاقتصادية ومبادئ السوق الحرة تكمن حقيقة صارخة مفادها: إن هذه المثل المعلنة لا تعمل سوى كغطاء مريح لها من أجل سعيها الدؤوب إلى الهيمنة.

ففي الوقت الذي تتصاعد فيه المخاوف إزاء تدخل الحكومة الأمريكية في الأعمال التجارية، مثل محاولة البيع القسري لـ((تيك توك)) ومنع عرض تقدمت شركة يابانية للاستحواذ على شركة ((يو إس ستيل))، فإن أي شخص على دراية بتاريخ الولايات المتحدة يعلم أن سياسات واشنطن الخارجية والاقتصادية غالبا ما تُصاغ لخدمة مصالحها الخاصة على حساب الآخرين.

وقد نددت النخبة السياسية في واشنطن بالسنوات الأربع التي قضاها دونالد ترامب في منصبه ووصفتها بأنها خروج عن الدور الذي نسبته الولايات المتحدة لنفسها وهو "قيادة العالم". وعلى الرغم من رفضهم لشعاره "أمريكا أولا" وكأنه وباء، إلا أنه (الشعار) يُجسد النهج الذي تبنته واشنطن في إدارة الأعمال.

ومن الأمثلة على ذلك مبدأ مونرو لعام 1823، الذي هدف إلى منع القوى الأوروبية من التدخل في شؤون نصف الكرة الغربي. ورغم أنه صيغ كسياسة لحماية سيادة دول أمريكا اللاتينية المستقلة حديثا، إلا أنه لم يعمل سوى على تعزيز هيمنة الولايات المتحدة في المنطقة.

وفيما يتعلق بالتجارة، فقد تم استخدام إجراءات حمائية مثل التعريفات الجمركية والحواجز التجارية طوال تاريخ الولايات المتحدة لحماية الصناعات المحلية وتعزيز النمو الاقتصادي. فعلى سبيل المثال، زاد قانون تعريفة سموت-هاولي لعام 1930 من التعريفات الجمركية الأمريكية على الواردات الزراعية وأكثر من 20 ألف سلعة مستوردة وخنق التجارة العالمية.

وبينما عبرت إدارة ترامب بلا خجل في موقفها الحمائي، اعتمدت الإدارة الأمريكية الحالية نهجا أكثر سرية ولكنه مماثل في الأساس، حيث استخدمت مفهوم الأمن القومي لخدمة أجندتها.

كما أن سعي إدارة بايدن الحثيث إلى تسليح التكنولوجيا والمسائل الاقتصادية ضد الصين، مقرونا بالحملات الأمريكية الرامية إلى "إزالة المخاطر" و"فك الارتباط" مع الصين، يكشف أيضا عن نفاق واشطن الصارخ من أجل الحفاظ على هيمنتها.

فعلى الرغم من الخطاب الذي تتشدق به منذ أمد بعيد ويدعو إلى "التجارة الحرة" في القطاعات التي تتمتع فيها الولايات المتحدة بالهيمنة، فإن واشنطن تتخذ كما يحلو لها إجراءات حمائية تحت ستار الأمن القومي في المجالات التي يواجه فيها تفوقها تحديا.

فمن استخدام تكتيكات قسرية مثل اتفاقية بلازا لمواجهة النفوذ الاقتصادي لليابان وصولا إلى تنفيذ إجراءات مثل الولاية القضائية خارج الحدود الإقليمية لتفكيك شركة التصنيع الفرنسية الشهيرة (ألستوم) علاوة على البحث المستمر عن ذرائع لإلحاق الضرر بالشركات الصينية القادرة على المنافسة في مجال التكنولوجيا الفائقة، انغمست واشنطن منذ فترة طويلة في "حمائية مستترة"، وسرعان ما تخلت عن مبادئ السوق الحرة التي أعلنت أنها تتمسك بها.

تكشف هذه المناورات الأمريكية عن براعة واشنطن في استغلال ما يسمى بالنظام العالمي القائم على القواعد، الذي ساعدت في تأسيسه، لخدمة مصالحها بينما تدافع بوقاحة عن شريعة الغابة التي يتم فيها التغاضي عن أعمال من قبيل النهب والخداع والإكراه والابتزاز بل وحتى الغزو العنيف.

إن الولايات المتحدة باستخدامها تكتيكات تُذكرنا بعصر غابر من الاستعمار والإمبريالية الجامحة، إنما تقوض أسس النظام العالمي الذي تدعي أنها تناصره. ولا يمكن للعالم أن يتحمل تجاهل هذه الحقيقة القبيحة بشأن واشنطن.

الصور