مقالة خاصة: (المائدة المستديرة الاقتصادية الصينية) الاستهلاك النشط خلال الربع الأول يعكس قوة الاقتصاد الصيني

بكين 26 أبريل 2024 (شينخوا) لا تزال التوقعات الاقتصادية للصين إيجابية حيث ارتفع إنفاق المستهلكين في البلاد خلال الربع الأول من عام 2024، مما يشير إلى مساهمة قوية في الطلب المحلي والنمو الاقتصادي العام.

وارتفعت مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية في الصين، وهي مؤشر رئيسي لقوة الاستهلاك في البلاد، بنسبة 4.7 في المائة على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2024، وفقا لبيانات الهيئة الوطنية للإحصاء.

ويرى المحللون أن النمو المستدام في إنفاق المستهلكين هو شهادة على مرونة الاقتصاد الصيني وفعالية التدابير السياسية التي تهدف إلى تحفيز الطلب المحلي.

ووفقا لمذكرة بحثية صادرة عن شركة تشونغتاي للأوراق المالية، بلغ نصيب الفرد من الدخل المتاح للسكان الصينيين 11539 يوانا (حوالي 1625 دولارا أمريكيا) في الربع الأول، وبلغ نصيب الفرد من الإنفاق الاستهلاكي 7299 يوانا.

وبلغ الميل الهامشي للاستهلاك، والذي يتم قياسه بنسبة الإنفاق الاستهلاكي إلى الدخل المتاح، 63.3 في المائة، مسجلا رقما قياسيا جديدا منذ عام 2020.

ورددت شركة يويهكاي للأوراق المالية هذا التفاؤل، مشيرة إلى أن الاقتصاد الصيني واصل إظهار علامات الانتعاش، مدعوما بالتحسينات في العرض والطلب. وأظهر مؤشر توقعات الأعمال ضمن بيانات مؤشر مديري المشتريات ارتفاعا، مما يعكس استعادة تدريجية للثقة بين كيانات الاقتصاد الجزئي.

وكشف هيكل الطلب أن استهلاك الخدمات والاستثمار في الصناعات التحويلية المتطورة والاستثمار في البنية التحتية كانت الدوافع الرئيسية، حسبما ذكرت شركة يويهكاي للأوراق المالية في مذكرة بحثية.

وقالت المذكرة إن إجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية شهد معدل نمو شهري قدره 0.03 في المائة و0.01 في المائة و 0.26 في المائة لشهر يناير وفبراير ومارس على التوالي، مع تسارع كبير في مارس.

ويعزى الانتعاش الاقتصادي للصين في المقام الأول إلى ثلاثة عوامل: مرونة الاقتصاد الكبير والسلسلة الصناعية الطويلة والمزايا البارزة لاقتصاديات الحجم، وفقا لشركة يويهكاي للأوراق المالية.

هذا وبرز استهلاك الخدمات كأحد النقاط البارزة في بيانات الربع الأول.

وهذا الصدد، قال شنغ لاي يون، نائب رئيس الهيئة الوطنية للإحصاء، في مؤتمر صحفي، إن استهلاك الخدمات ساهم بنسبة 55.7 في المائة في النمو الاقتصادي في الربع الأول.

وقفز عدد الرحلات التي تمت خلال عطلة عيد الربيع الماضية بنسبة 34.3 في المائة على أساس سنوي، متجاوزا الفترة نفسها من عام 2019. كما تجاوز الاستهلاك السياحي خلال العطلة المستوى الذي شوهد في نفس الفترة من عام 2019، حسبما أظهرت البيانات الرسمية.

وأشار جيانغ في، المحلل في شركة جريت وول للأوراق المالية، إلى أنه في الربع الأول، أظهر قطاع الصناعات التحويلية قوة نسبية في الاستثمار، وأظهر الاستثمار في البنية التحتية مرونة. وعلى صعيد المستهلكين، أدى الحماس للسفر والسياحة بين السكان إلى زيادة الاستهلاك في الصناعات ذات الصلة.

وتشير توقعات حديثة من قبل "تريب.كوم"، وهي وكالة سفر بارزة عبر الإنترنت، إلى زيادة مطردة في حماس السفر خلال عطلة عيد العمال القادمة مقارنة بالمستويات الأساسية المرتفعة في العام الماضي.

وأكد وانغ قوان هوا، المتحدث باسم الهيئة الوطنية للإحصاء، أهمية الاستهلاك في تحفيز وتوسيع الطلب المحلي.

وقال وانغ إن "الصين لديها سوق استهلاكية كبيرة للغاية ويبلغ عدد سكانها أكثر من 1.4 مليار نسمة وإن إمكانات الاستهلاك هائلة ومرونتها هي أعظم نقاط قوتنا ومصدر ثقتنا".