مسؤولون من العراق يتعرفون على تجارب التنمية الزراعية في الصين
ينتشوان 28 أبريل 2024 (شينخوا) اختُتمت في مدينة ينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين اليوم الأحد، دورة تدريبية استمرت 14 يوماً حول تغير المناخ والتنمية الزراعية المستدامة في العراق.
واكتسب 34 مسؤولاً حكومياً من 16 إدارة عراقية، بما في ذلك وزارة التخطيط ووزارة الزراعة ووزارة الموارد المائية العراقية، من خلال المحاضرات والزيارات والمناقشات والتبادلات، اكتسبوا فهماً متعمقاً لسياسات وتدابير ونماذج وتكنولوجيات التنمية الزراعية في الصين، وتعلموا من تجربة البلاد في مجال التصدي لتغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة في مجال الزراعة.
واستضافت الدورة التدريبية وزارة التجارة الصينية، ونظّمها مركز التعاون الاقتصادي الخارجي بوزارة الزراعة والشؤون الريفية، بينما شاركت في تنظيمها مديرية الزراعة والشؤون الريفية في نينغشيا، واستمرت لمدة أسبوعين قُسّما بواقع: أسبوع واحد في بكين تضمن محاضرات ومناقشات معنية، وأسبوع واحد في نينغشيا للقيام بزيارات ميدانية.
وفي هذا السياق؛ قال بنغ بوه ون، نائب مدير قسم التربية بمركز التعاون الاقتصادي الخارجي: "من خلال الجمع بين النظرية والممارسة، ساعدت الدورة التدريبية المشاركين على تشكيل فهم أكثر شمولاً لإجراءات الصين ومحاولاتها لمواجهة تغير المناخ وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة، وكذلك لمساعدتهم على تطوير طرق مناسبة للاستفادة من الخبرات الصينية في بلدانهم".
وأثناء زيارتهم في منطقة نينغشيا، زار المتدربون 12 موقعاً في مدينتي ينتشوان وشيتسويشان وغيرهما، للتعرف على الخبرات والممارسات النموذجية للمنطقة في تحسين الأراضي المالحة والقلوية والوقاية من التصحر والسيطرة عليه والري الموفر للمياه والزراعة الذكية والتخفيف من حدة الفقر، كما أجروا تبادلات معمقة مع مسؤولين وخبراء في الزراعة والتقنيين ورجال الأعمال وغيرهم من الجانب الصيني.
وزارت الدكتورة نور مهدي نقي، كبيرة الفيزيائيين في وزارة الموارد المائية في العراق، الصين للمرة الأولى، وفي حديقة صناعية زراعية ذكية في بلدة ميننينغ في منطقة نينغشيا، أعربت نقي عن الرغبة الشديدة باستخدام أنظمة المعدات الذكية في الحديقة للتحكم بدقة في عناصر النمو وتوفير موارد المياه والأسمدة إلى حد أقصى.
وقالت نقي: "نعاني في العراق من نقص المياه والتصحر، لكننا رأينا في نينغشيا هذه الطرق الجيدة لإدارة الأراضي وتوفير المياه. نحن بحاجة ملحة إلى كل قطرة من المياه والري الذكي"، مضيفة أن تجربة تخفيف الفقر وتحفيز النهوض الريفي في بلدة ميننينغ تعتبر تجربة تستحق الدراسة.
وفي بلدة تونغفو بمدينة شيتسويشان في منطقة نينغشيا، أعرب أحمد علوي قاطع، كبير المهندسين الزراعيين في وزارة الزراعة العراقية، عن إعجابه الشديد بطرق الفنيين الزراعيين الصينيين في تحويل الأراضي المالحة والقلوية إلى حقول عالية الغلة من خلال الابتكار التكنولوجي.
وقال قاطع: "إن العلوم المبتكرة تتمكن من القضاء على القلوية والتركيز العالي للملح. إنه مشروع مثير للاهتمام للغاية. لقد رأيت تقنيات جيدة جداً يستخدمونها هنا. ولذلك؛ أعتقد أنه يمكن نقل مثل هذه التقنيات إلى العراق ليتم تطبيقها خاصة في زراعة المحاصيل الزراعية وأنواع مختلفة من الفواكه."
وأضاف أن الصين تقوم بعمل رائع في تقنيات الابتكار الزراعي، معرباً عن أمله بنقل المزيد من التقنيات إلى العراق في المستقبل.
ومن المتوقع أن يقيم مركز التعاون الاقتصادي الخارجي بوزارة الزراعة والشؤون الريفية سلسلة من الدورات التدريبية تحت موضوعات الزراعة الذكية وتغير المناخ والتنمية الزراعية وإدارة المراكز الزراعية النموذجية وغيرها، تشمل الدول المشاركة في بناء الحزام والطريق ودول وسط آسيا والدول الأفريقية وغيرها، سعياً إلى دفع التعاون العميق ومتعدد المجالات بين الصين والدول الأخرى.