(وسائط متعددة) تعليق شينخوا: مهمة "تشانغ آه-6" تظهر إصرار الصين على التعاون الفضائي الدولي
بكين 7 يونيو 2024 (شينخوا) يدور المسبار الصيني "تشانغ آه-6"، الذي يحمل توقعات العلماء في جميع أنحاء العالم، في مدار حول القمر حاليا، في انتظار اللحظة المثالية لرحلة عودته.
وإذا سارت الأمور على ما يرام، سيُمكن برنامج "تشانغ آه-6" الصين من استعادة العينات الأولى على الإطلاق من الجانب البعيد من القمر في تاريخ البشرية. وقبل عودته، تعهدت الصين بإتاحة العينات للباحثين الدوليين، وهو التزام تثبته أفعالها ووعودها.
ومن خلال العينات الثمينة، سيوفر "تشانغ آه-6" للعلماء نافذة فريدة على التاريخ التطوري للقمر وربما حتى أصول نظامنا الشمسي.
ونظرا لندرة هذه الفرصة، فإن الصين تشعر بالتزام أكبر في تقاسمها مع الغير، حيث يرى الصينيون أننا إذا قدمنا الورود لأيدي الآخرين، سيبقى العطر عالقا في أيدينا أيضا.
ويعد "تشانغ آه-6" دليلا على مواصلة البلاد تعزيز التعاون الدولي في مجال استكشاف الفضاء.
وحملت المركبة الفضائية أربع حمولات دولية. وأعرب العلماء الأجانب، المدعوون لمشاهدة عملية إطلاق أدواتهم وهبوطها على سطح القمر على متن "تشانغ آه-6"، عن امتنانهم العميق للصين. كما أعرب جوزيف أشباخر، المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية، عن شكره في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" (المعروف سابقا باسم تويتر)، مشيرا إلى أن الوكالة فخورة بأن يكون لها دور في المهمة.
وظلت الصين داعما ثابتا للتعاون الفضائي مع أوروبا، بما في ذلك مشاريع من البعثات القمرية إلى التطوير المشترك للأقمار الاصطناعية العلمية وتدريب رواد الفضاء. ومع ذلك، فإن المسؤولين والعلماء الأوروبيين يشعرون بقلق متزايد من أن يكبح تصاعد التوترات الجيوسياسية مثل هذا التعاون.
ووفقا لكارل بيرجكويست، مدير العلاقات الأوروبية والخارجية بوكالة الفضاء الأوروبية، تواجه الوكالة قيودا متزايدة في تعاونها الفضائي مع الصين، إذ تستخدم الكثير من المكونات الأمريكية ولكن لا يمكنها تصديرها بسبب الحظر الأمريكي.
ومن الواضح أنه من المستحيل على الدول الأوروبية تجنب استخدام المكونات الأمريكية بشكل كامل. وفي الواقع، يكمن جوهر التعاون في حشد حكمة الدول المختلفة لاستكشاف الفضاء بشكل مشترك.
ومن المؤسف أن الولايات المتحدة، التي كانت متورطة سابقا في سباق فضائي شرس مع الاتحاد السوفيتي، لا تزال تعتبر الفضاء الخارجي بمثابة مسرح لاستعراض عضلاتها. وقد فرضت قيودا على التعاون مع الصين في مجال تكنولوجيات الفضاء واستكشافه، ووسعت نطاق الحظر ليشمل حلفائها أيضا.
ونتيجة لذلك، فإن الصين تتبنى نهجا يعمل على الاعتماد على الذات والتطور ذاتيا في مساعيها الفضائية، الأمر الذي حقق تقدما هائلا على هذا الصعيد. ومع ذلك، حتى في ظل أصعب التحديات، تؤمن الصين دائما بأن استكشاف الفضاء ليس منافسة محصلتها صفرية، بل يحتاج إلى حكمة جماعية وجهود تتجاوز الحدود على الأرض.
وستواصل الصين، التي تعتبر الآن أحد الشركاء الأكثر موثوقية من قبل العلماء الأوروبيين المشاركين في مهمة "تشانغ آه-6"، بناء جسور التعاون وتمكين المزيد من الدول من احتضان الحدود الجديدة للقمر والفضاء.
وذكرت الصين مرارا وتكرارا أنها لا تزال مستعدة للتعاون في مجال الفضاء مع الولايات المتحدة. ويظل السؤال المطروح هو ما إذا كانت السلطات الأمريكية ستستجيب لدعوات علمائها والمجتمع العلمي العالمي لوقف إعاقة السعي النبيل للتقدم الجماعي في العلوم والمعرفة أم لا.
وكما قال نيل ميلفيل كيني، القائد الفني لأدوات وكالة الفضاء الأوروبية على متن "تشانغ آه-6"، إن استكشاف الفضاء يشجعنا على اعتبار كوكبنا واحدا وشعبنا واحدا، وكلما عملنا معا عن كثب، كلما تمكننا من تحقيق أشياء أعظم.■








