مقالة خاصة: الفلسطينيون يستقبلون عيد الأضحى بحزن وأمنيات بوقف الحرب في غزة

مقالة خاصة: الفلسطينيون يستقبلون عيد الأضحى بحزن وأمنيات بوقف الحرب في غزة

2024-06-16 00:41:45|xhnews

غزة 15 يونيو 2024 (شينخوا) تخيم أجواء الحزن على مدن ومناطق قطاع غزة قبيل استقبال عيد الأضحى، الذي يحل الأحد وسط تواصل القتال بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل للشهر الثامن.

وخلت أسواق القطاع من المارة والباعة، كما شحت البضائع بسبب استمرار إغلاق المعابر من قبل إسرائيل.

ويقول سامر عوض (45 عاما) وهو يسير في أحد الأسواق داخل مدينة غزة "الأسواق خالية بشكل شبه تام، هناك فقط بعض الباعة، لا يوجد بضاعة، لا ملابس ولا طعام ولا حلويات، لا شيء سوى بعض المعلبات التي تبلغ أسعارها عشرة أضعاف".

ويضيف عوض، وهو أب لخمسة أبناء لوكالة أنباء ((شينخوا)) "في مثل هذا اليوم (يوم وقفة عرفة) من الأعوام السابقة كانت الأسواق عامرة بألذ المأكولات والكعك والحلويات والملابس، أما اليوم فلا يوجد شيء".

وعن أمنياته في عيد الأضحى، يقول عوض "لو سألت أي شخص في غزة ما هي أمنيتك ستكون بلا أدنى تفكير هي وقف الحرب وعودة الحياة إلى ما كانت عليه، نحن شعب بسيط نحب الحياة مثلنا مثل أي شعب آخر".

واعتاد الفلسطينيون تزيين شوارعهم وأزقتهم قبيل عيد الأضحى، الذي يقومون فيه بنحر الأضاحي.

كما اعتاد الفلسطينيون تبادل الزيارات في العيد لتقديم التهاني وارتياد الأطفال والفتية مع عائلاتهم المتنزهات وساحات الألعاب في القطاع في مسعى للتعبير عن بهجة العيد والبحث عن وسائل الترفيه.

ولم يختلف حال أحمد منصور الذي نزح من بيته بعد هجوم السابع من أكتوبر إلى جنوب قطاع غزة كثيرا عن حال عوض.

ويقطن منصور حاليا في خيمة مع عائلته المكونة من أربعة أفراد في منطقة مواصي خانيونس جنوب القطاع.

ويقول منصور "جاءني ابني الصغير يريد أن اشتري له ملابس جديدة بمناسبة العيد، كما سألتني أخته الكبرى لماذا لم نقوم بصنع الكعك كما نفعل كل عيد؟".

ويضيف "لم أعرف بما أجيبهم، حتى هنا في الجنوب التي قال عنها اليهود منطقة إنسانية لا يوجد في الأسواق أي شيء من مظاهر العيد، لا زينة ولا ملابس ولا حتى حلويات".

وتابع بنبرة حزينة "باختصار هذا العيد جاء بلا بهجة"، وأنه كان يتمنى أن يأتي العيد وهو في منزله والحرب قد انتهت وعم السلام والهدوء في غزة.

وعن طقوسه في الأعياد السابقة، يقول منصور "كنت قبل يوم من العيد أخذ عائلتي وأطفالي إلى السوق واشتري الحلويات والملابس لهم، وفي اليوم الثاني نحضر صلاة العيد وننحر أضحيتنا ومن ثم نقوم بتوزيعها على الأقارب والجيران".

ويضيف والدموع في عينيه "هذا العيد لن أستطيع فعل شيء من ذلك".

ووسط خيام النازحين التي تكدست في منطقة المواصي، يسير ثلاثة فتية لم يتجاوز عمر أكبرهم 16 عاما يحملون مكبرا للصوت متصل ببطارية خارجية ويرددون بصوت عال تكبيرات العيد.

ويقول عبد الرحيم الخالدي أحد الفتية الثلاثة أنه أصر أن يسير ويردد تكبيرات العيد في الأسواق والشوارع وبين الخيام من أجل إدخال البهجة والسرور على قلوب العائلات الفلسطينية والأطفال.

ويركض مجموعة من الأطفال يهللون ويرددون التكبيرات خلف الفتية والإبتسامة لا تغادر وجوههم.

ويضيف الخالدي (16 عاما) ل((شينخوا)) "بالتأكيد نشعر بالحزن على جميع الأشخاص الذين قتلوا جراء العدوان الإسرائيلي، ولكن ولأننا شعب يحب الحياة فما المانع من القيام بأعمال تعيد للناس البهجة والسرور بعد ما عانوه من ويلات الحرب".

ويحل العيد مع نهاية طقوس الحج في مكة بالسعودية، حيث يذبح المسلمون الخراف والماعز والجمال أو العجول كوسيلة للتقرب من الله.

في المقابل، تعج أسواق الضفة الغربية بالباعة والمشترين والبضائع قبل يوم واحد من عيد الأضحى على الرغم من استمرار اقتحامات الجيش الإسرائيلي لمدنها وقراها.

وبشكل شبه يومي، يشن الجيش الإسرائيلي عمليات اقتحام لمدن ومخيمات وقرى في الضفة الغربية بحجة اعتقال "مطلوبين".

وعلى الرغم من ذلك، يصر الفلسطينيون على الاحتفال بعيد الأضحى، فبدت مظاهر الأعياد العامة واضحة في الأسواق من خلال محلات الحلويات والشوكولاتة والدمى على شكل خراف، ومحلات الملابس.

ويقول عثمان حسن (47 عاما) وهو يتسوق في مدينة رام الله "على الرغم من أن الأسواق مليئة بكل شيء إلا أننا لا نشعر بأي بهجة للعيد وأخوتنا في غزة يقتلون".

ويضيف حسن "كنت رافضا في البداية شراء أي شيء جديد خلال العيد ولكن بسبب أطفالي اضطررت إلى النزول للسوق وشراء بعض الحلويات والملابس لهم، في النهاية هم صغار".

ويتابع "أشعر بالإحراج الشديد لأننا سنحتفل بالعيد وأهل غزة ما زالوا يعانون، أتمنى أن تتوقف الحرب اليوم قبل الغد".

أما زكريا أيوب فيقول أنه سيحتفل بالعيد على الرغم من كل ما تشهده الأراضي الفلسطينية من "اعتداءات" إسرائيلية متكررة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويضيف أيوب ل(شينخوا) "إصرارنا على الاحتفال بعيد الأضحى من ضمن المشاهد التي تؤكد هويتنا الإسلامية في هذا المكان، نحن نعلم أن العيد يأتي هذا العام في ظروف صعبة ولكن شعبنا يستحق الاحتفال والحياة".

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" أودت بحياة أكثر من 37 ألف فلسطيني وأدت إلى أزمة إنسانية ودمار هائل في المنازل والبنية التحتية.

وجاء ذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن، وفق السلطات الإسرائيلية.

فيما قتل أكثر من 500 فلسطيني برصاص إسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ السابع من أكتوبر الماضي.

الصور