انضمام بيلاروس إلى منظمة شانغهاي للتعاون يبرز الجاذبية المتزايدة للكتلة
أستانا 4 يوليو 2020 (شينخوا) في تطور كبير لمنظمة شانغهاي للتعاون، تم قبول بيلاروس رسميا كعضو كامل العضوية في المنظمة الحكومية الدولية يوم الخميس.
ويعزز التوسع الأخير قدرة المنظمة للتعاون الإقليمي ويوسع تأثيرها على الساحة العالمية، ما يؤكد على دورها كمنصة حيوية لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المعاصرة.
وتم قبول بيلاروس رسميا باعتبارها العضو العاشر في المنظمة في الاجتماع الـ24 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون.
وقال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو هنا يوم الخميس إن "بيلاروس فخورة جدا لكونها أصبحت عضوا كامل العضوية في منظمة شانغهاي للتعاون"، متعهدا بـ"تعزيز روح شانغهاي للمنظمة على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والتضامن".
ومنذ إنشائها في مدينة شانغهاي الصينية في عام 2001، توسعت منظمة شانغهاي للتعاون حتى الآن من منظمة إقليمية تضم ستة أعضاء إلى منظمة عابرة للأقاليم تضم 10 أعضاء كاملي العضوية، ودولتين مراقبتين، و14 شريكا في الحوار.
ومن المتوقع أن تستفيد بيلاروس من مزاياها الفريدة لتنشيط المنظمة بطاقة جديدة، كما قال يوري يارمولينسكي، المحلل في المعهد البيلاروسي للدراسات الاستراتيجية.
وقال إن بيلاروس تنظر إلى منظمة شانغهاي للتعاون على أنها منصة رئيسة توسع فرص التعاون عبر القارة الأوراسية، مشيرا إلى أنه في عالم مضطرب، ترى بيلاروس منظمة شانغهاي للتعاون كركيزة أساسية للدعم.
وتحتفظ بيلاروس حاليا بعلاقات تجارية قوية مع روسيا والصين، وكلاهما عضو في منظمة شانغهاي للتعاون.
وفي الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، بلغ حجم التجارة بين بيلاروس وروسيا 2.9 تريليون روبل (حوالي 33.62 مليار دولار أمريكي)، وفقا للبيانات الروسية الرسمية.
وتحتل الصين المرتبة الثانية كأكبر شريك تجاري لبيلاروس، فيما تعد بيلاروس من بين أسرع الشركاء التجاريين نموا للصين في المنطقة الأوراسية.
ومن الممكن أن تؤدي عضوية بيلاروس في منظمة شانغهاي للتعاون إلى زيادة حجم تجارتها مع الدول الأعضاء الأخرى بشكل كبير، والاستفادة من السوق الاستهلاكية التي تضم قرابة نصف سكان العالم.
كما يمكن لعضويتها في منظمة شانغهاي للتعاون أن تعزز من جاذبيتها كوجهة استثمارية. وباعتبارها مشاركا رئيسا في مبادرة الحزام والطريق، تستفيد بيلاروس من استثمارات إضافية في البنية التحتية، مثل شبكات السكك الحديدية والطرق وخطوط أنابيب الطاقة والمجمعات الصناعية.
وانجذبت بيلاروس وغيرها من الطامحين إلى منظمة شانغهاي للتعاون لأسباب تتجاوز المصالح الاقتصادية المجردة. فمنذ إنشائها في عام 2001، أصبحت هذه الهيئة المتعددة الأطراف منبرا أساسيا لتعزيز العدالة والمساواة، فضلا عن الأمن والتنمية الشاملين في العلاقات الدولية.
وفي معرض إشارته إلى أن منظمة شانغهاي للتعاون تأسست في مطلع القرن في وقت لم يكن فيه تم حل المواجهات والانقسامات التي خلفتها الحرب الباردة، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ هنا يوم الخميس إن الأعضاء المؤسسين لمنظمة شانغهاي للتعاون اتخذوا قرارا تاريخيا بالسعي لتحقيق التنمية السلمية والالتزام بحسن الجوار والصداقة وبناء نمط جديد من العلاقات الدولية.
وأكد شي خلال حضوره القمة الـ24 لمنظمة شانغهاي للتعاون أن المنظمة صمدت أمام اختبار المشهد الدولي المتغير، والذي يكمن السبب الجذري له في حقيقة أن أعضاء المنظمة لا يزالوا ملتزمين بالتقليد الجيد المتمثل في التضامن والتنسيق، وطريقة التعاون التي تتسم بالمساواة والمنفعة المتبادلة والسعي وراء قيمة النزاهة والعدالة وسعة الأفق فيما يتعلق بالشمول والتعلم المتبادل.
وقال الأمين العام السابق لمنظمة شانغهاي للتعاون بولات نورغالييف إنه عندما يتعلق الأمر بمنظمة شانغهاي للتعاون، فمن الواضح أن المنظمة "لا تزال وفية لمهمتها الأصلية، التي لا يزال يتم تنفيذها بنجاح".
وأشار نورغالييف إلى النموذج الفريد للتفاعل الذي تقدمه منظمة شانغهاي للتعاون، والذي يتميز بالتعاون المتساوي ومتبادل المنفعة.
وقال إن هذا النهج يقوم على فهم مشترك لمختلف التحديات والتهديدات بين الدول الأعضاء، مضيفا أن منظمة شانغهاي للتعاون تؤكد على أهمية تطوير نهج تعاونية واستجابات مشتركة للأوضاع المعقدة عند ظهورها.
ويواجه النظام الدولي الذي تشكل الأمم المتحدة القلب منه تهديدات وتحديات متعددة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، وفقا لمبادرة تدعو إلى التضامن بين الدول لتعزيز العدالة والوئام والتنمية في العالم صدرت يوم الخميس في قمة منظمة شانغهاي للتعاون في أستانا.
وقالت إن منظمة شانغهاي للتعاون ملتزمة التزاما راسخا بإفساح المجال كاملا للدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة، ودعم معايير القانون الدولي المعترف بها عالميا وبناء نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر تمثيلا وعدلا وديمقراطية تتمتع فيه جميع البلدان، بغض النظر عن موقعها الجغرافي وحجمها الإقليمي وهيكلها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بفرص متساوية في الحصول على التنمية.
وجاء تعهد منظمة شانغهاي للتعاون بتعزيز التعددية القطبية في وقت تحاول فيه بعض الدول في الغرب الترويج لرواية "النظام العالمي القائم على القواعد".
وقال نورغالييف "نرى أن عدد الراغبين في أن يصبحوا أعضاء ومراقبين وشركاء حوار يتزايد باستمرار. هذا دليل على أن منظمة شانغهاي للتعاون هي هيكل شعبي وفعال للغاية وجد مكانته في نظام الأمن والتعاون الدوليين".
من الصعب المبالغة في تقدير أهمية منظمة شانغهاي للتعاون بالنسبة لجميع الدول الأعضاء، لأنها تسهم في تعزيز أمنها القومي وتنميتها الاقتصادية وتبادلها الثقافي، كما قال سيريك كورزومباييف، رئيس تحرير صحيفة ((ديلوفوي كازاخستان)).
وقال إنه في مواجهة التحديات الدولية الحديثة، تزداد أهمية منظمة شانغهاي للتعاون، مما يوفر للدول الأعضاء منصة للتعاون والتفاعل لصالح التنمية المستدامة والتعايش السلمي.