(وسائط متعددة) مقالة خاصة: الروبوتات الصناعية تساعد على تحديث قطاع التصنيع الصيني

جينان 8 يوليو 2024 (شينخوا) في قاعدة تصنيع المحركات العاملة بالطاقة الخضراء التابعة لشركة ويتشاي باور المحدودة للطاقة في مقاطعة شاندونغ شرقي الصين، تسير مركبات موجهة آليا لوضع قطع غيار المحركات عبر رموز الاستجابة السريعة، لضمان وصولها إلى مواقعها المحددة على خط الإنتاج.

يذكر أن شركة ويتشاي باور، وهي شركة صينية رائدة في صناعة أنظمة المحركات مقرها في ويفانغ في مقاطعة شاندونغ، استفادت بشكل شامل من استخدام روبوتات صناعية في مصانعها الذكية، حيث تكاد تختفي العمليات اليدوية في خط الإنتاج بالكامل.

بفضل التطوير السريع لقدرة الإنتاج، شكلت السعة المركبة للروبوتات الصناعية بالصين أكثر من 50 في المائة من الإجمالي العالمي. وتمكنت مزيد من الشركات من رفع كفاءتها من خلال استخدام الروبوتات الصناعية. كما ساعدت الروبوتات المصنوعة في الصين في عملية تحديث الصناعة التحويلية في داخل البلاد وخارجها.

يذكر أن نسبة أتمتة المعدات في شركة ويتشاي تبلغ 99 في المائة. فمن خلال التكنولوجيات المتنوعة، بما فيها الروبوتات الصناعية، تخلصت عمليات الإنتاج في المصنع من الاعتماد على الأيدي العاملة والخبرات الفردية، حيث يستطيع خط الإنتاج إجراء تعديلات ذكية بسرعة، بحسب الشركة. في الوقت نفسه، لا يحتاج خط إنتاج المحركات العاملة بالطاقة الخضراء إلا خمس الأيدي العاملة مقارنة بما كان عليه قبل تنفيذ التغييرات.

وكانت الصين أكبر سوق للروبوتات الصناعية في العالم في عام 2022، حيث بلغت كثافة الروبوتات 392 وحدة لكل عشرة آلاف عامل في الصناعة التحويلية. وأظهرت الأرقام الواردة من وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات أن حجم إنتاج الصين من الروبوتات الصناعية تجاوز 443 ألفا في عام 2022، بزيادة أكثر من 20 في المائة على أساس سنوي.

كما كشفت الإحصاءات أن هناك ما يزيد عن 1.5 مليون روبوت يستخدم في مصانع في شتى أنحاء الصين، حيث يمثل الرقم ضعفي ما سجل في أوروبا. وفي عام 2023، قامت الصين بتركيب أكثر من نصف عدد الروبوتات الصناعية الجديدة في العالم، بحسب بيانات واردة من الاتحاد الدولي للروبوتات.

ويرى المصنعون أن استخدام الروبوتات لا يساعد على تحسين الفعالية الإنتاجية فحسب، بل يسرع عملية تحديث المنتجات. قبل عقد، كانت ويتشاي تحتاج إلى 5 أعوام لتطوير منتج جديد، أما الآن فتستغرق العملية 18 شهرا باستخدام النظام الذكي.

تأسست شركة فير المحدودة لابتكار تكنولوجيا الروبوت (تسيبوه) في مقاطعة شاندونغ شرقي الصين في عام 2019، وتنتج حاليا ستة أنواع من الروبوتات ذات قدرة تحميل تتراوح بين 3 كيلوغرامات إلى 30 كيلوغراما، والتي تستخدم على نطاق واسع في اللحام والرش والمعالجة الدقيقة والمطاعم.

قال وانغ مين، المدير العام للشركة، "نولي أهمية كبيرة للاستثمار في البحث والتطوير. إذ ننتج ونطور بشكل مستقل المكونات الأساسية للروبوتات، مثل أجهزة التحكم والمحركات".

أصبحت تكنولوجيا تصنيع الروبوتات الصناعية في الصين تتمتع بالتنوع والمرونة، مع مجموعة متنوعة من الروبوتات الصناعية تتميز بنطاق تطبيقات أوسع.

على سبيل المثال، تقوم شركة ورويكا بريسيسيون المحدودة لهندسة المعلومات، بتطوير روبوتات لفحص المناجم، وتنتج شركة تشنتشن سونوين المحدودة مجموعة متنوعة من روبوتات الفحص الصناعي وتطور بشكل مستقل منصة تشغيل وصيانة الفحص التي يمكن استخدامها في سيناريوهات التطبيقات الصناعية المختلفة والتي يمكن أن تلغي الحاجة إلى مهام الفحص اليدوي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تسارع تطور التجارة الإلكترونية يعني أن الروبوتات اللوجستية لديها أيضا المزيد من التطبيقات والإمكانات.

في هذا الصدد، قال يي لي، البروفيسور المساعد في معهد علوم المعلومات متعددة التخصصات بجامعة تسينغهوا، "نأمل في ترقية الروبوتات من الروبوتات المتخصصة إلى الروبوتات للأغراض العامة. في الوقت الحالي، تؤدي الروبوتات مهام محددة في سيناريوهات محددة. رغم أن الروبوتات قامت بعمل جيد فيما يتعلق بهذه المهام، إلا أن بعضها لا يزال لديه تحديات بسبب عدم اليقين في العالم الحقيقي". مضيفا أن الروبوتات العامة ستكون قادرة على أداء مهام متنوعة في بيئة مفتوحة".

بمجرد أن يصبح الروبوت للأغراض العامة، سيكون لديه مساحة تطبيق ضخمة. قال تشانغ جيان وي، أكاديمي أجنبي بالأكاديمية الصينية للهندسة، إنه في سيناريوهات مثل الإنقاذ والقيادة الذاتية والزراعة الحديثة والخدمات المنزلية، سيكون لدى الروبوتات الأذكى مساحة أكبر للتطبيقات.

في مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي 2024 المنعقد مؤخرا في بلدية شانغهاي شرقي الصين، لفت 18 روبوتا على شكل إنسان أنظار الناس. بفضل التكامل بين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والروبوتات، أصبحت هذه الروبوتات قوة ثورية في مجالات متعددة مثل التصنيع الذكي والصحة والخدمات المنزلية، وفقا لما قال ماو مينغ، أكاديمي من الأكاديمية الصينية للعلوم.

وباعتبارها إحدى العناصر البارزة في القوى الإنتاجية الحديثة النوعية، من المؤكد أن الروبوتات الصناعية ستساهم في تعزيز تطوير قطاع التصنيع الصيني في المستقبل.■