تقرير إخباري: موجة نزوح كبيرة وجديدة لسكان مدينة غزة على وقع هجمات إسرائيلية مكثفة وأوامر الإخلاء

تقرير إخباري: موجة نزوح كبيرة وجديدة لسكان مدينة غزة على وقع هجمات إسرائيلية مكثفة وأوامر الإخلاء

2024-07-08 23:46:18|xhnews

غزة 8 يوليو 2024 (شينخوا) اضطرت مئات العائلات الفلسطينية إلى النزوح من جديد بشكل جماعي من مدينة غزة التي استهدفتها هجمات إسرائيلية مكثفة الساعات الماضية بعد أمر الإخلاء الذي أصدره الجيش الإسرائيلي.

واكتظت الشوارع الرئيسية التي تصل شرق المدينة بغربها والتي أصبحت طرق وعرة جراء الهجمات الإسرائيلية منذ بدء الحرب بالأشخاص من الرجال والنساء والأطفال الذين تركوا منازلهم خوفا على حياتهم وبحثا عن مكان آمن.

وشوهدت بعض العائلات تنزح عبر مركباتها الخاصة التي استغلوها لحمل الأمتعة عليها، وأخرون يسيرون على الأقدام بينهم مرضى وجرحى، فيما تحمل بعض النسوة صغارا على أكتافهن وحقائب فيها بعض الأوراق الثبوتية.

وقالت الحاجة علياء رزق (62 عاما) التي تهم على مغادرة عيادة الرمال غرب المدينة التي نزحت إليها برفقة عائلتها لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الوضع لا يطاق منذ 9 أشهر ونحن مشردين بين المناطق كل يوم".

وعلياء رزق وصلت عصر يوم أمس (الأحد) إلى عيادة الرمال بعد أن نزحت إليها من إحدى مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) شرق مدينة غزة خوفا على حياتها وبحثا عن مكان آمن.

وأضافت علياء التي تجلس على كرسي متحرك ولا تقوى على الحركة "أصبحنا تائهين لا نعلم أين نتوجه في ظل القصف والتهديد الإسرائيلي ولا يوجد مكان آمن نحتمي فيه".

وتابعت الحاجة المكلومة التي قتل 3 من بناتها وعدد من أحفادها في غارة إسرائيلية "نتمنى أن تقف الحرب في أسرع وقت حتى نعود إلى بيوتنا ويعاد لم شمل الأحبة".

وجاءت التطورات تزامنا مع توغل الجيش الإسرائيلي فجر اليوم بشكل مفاجئ في مناطق واسعة جنوب غرب مدينة غزة وسط قصف جوي ومدفعي طال مباني سكنية وبنية تحتية، وفق مصادر محلية فلسطينية وسكان محليون.

وقالت المصادر لـ ((شينخوا)) إن آليات عسكرية إسرائيلية توغلت وسط تحليق مكثف للطائرات في أحياء "تل الهوى" ومحيط مقر الأونروا الرئيسي في شارع الصناعة و"الصبرة" و"الرمال" و"الدرج" على وقع قصف عنيف.

وذكرت المصادر أن القصف الإسرائيلي على غزة هو الأعنف منذ عدة أشهر، حيث طال مناطق واسعة شرق ووسط وغرب المدينة، في وقت اعتبر سكان محليون أن دوي الانفجارات التي سمعت أوحت بعودة الحرب من جديد.

وقال الشاب أنس مرعي إن الحرب عادت من جديد في ظل كثافة القصف المدفعي والجوي على مناطق واسعة بالمدينة التي أصبحت جميعها تشهد عمليات عسكرية.

وذكر مرعي (29 عاما) لـ((شينخوا)) أن غالبية أحياء غزة تشهد قصفا وتواجدا عسكريا إسرائيليا ما خلق حالة من الخوف والرعب لدى العائلات ودفعهم إلى مغادرة منازلهم.

وتابع مرعي أن بعض العائلات التي نزحت من بيوتها قضت الساعات الماضية في الطرقات والشوارع العامة بدون مأوى، لافتا إلى وجود عائلات لازالت محاصرة في منازلها في عدة مناطق في أحياء غزة تشهد توغلا للقوات الإسرائيلية.

ووفق مصادر طبية وأمنية فإن القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي استهدف مبان ومنازل سكنية وطرقات ما أدى لمقتل والإصابات العشرات غالبيتهم تحت الأنقاض.

في المقابل تعجز فرق جهاز الدفاع المدني والإسعاف عن التحرك في أحياء المدينة لإنقاذ المصابين وانتشال جثث القتلى بسبب شدة القصف الإسرائيلي المتواصل.

من جهته طالب الجيش الإسرائيلي في بيان للناطق باسمه للإعلام العربي أفيخاي أدرعي السكان في عدد من أحياء غزة بإخلائها فورا إلى مآوي دير البلح في المنطقة الإنسانية.

وقال على حسابه في منصة ((إكس)) "نداء عاجل إلى كل السكان والنازحين المتواجدين في مناطق الصبرة والرمال وتل الهوى والدرج في عدد من البلوكات من أجل أمنكم - عليكم الإخلاء بشكل فوري الى مآوي دير البلح في المنطقة الإنسانية".

وذكر أدرعي في بيان منفصل أن قوات الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) باشرت تحت قيادة الفرقة 99 حملة لإحباط الأنشطة "الإرهابية" في مدينة غزة بما فيها مقر الأونروا الذي يقع في المنطقة.

وقال إن مجمع الأونروا يحتوى على وسائل قتالية وغرف حبس ومباحث وتحقيقات تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فيما لم يصدر أي تعقيب فوري من الحركة والوكالة الأممية.

وتابع أدرعي أن قوات جيش عملت في المنطقة في الماضي وقضت واعتقلت العديد من عناصر حماس ودمرت مسار نفق واسع كان يمر تحت المجمع، لافتا إلى أن الجيش دغا وحذر عبر مكبرات الصوت في بداية النشاط للمدنيين حول العملية في المبنى وأنه سيفتح ممرًا منظمًا لخروج المدنيين غير الضالعين من المنطقة.

وأشار إلى أن الجيش سيواصل العمل في أحكام القانون الدولي ضد منظمتيْ حماس والجهاد العاملتين بشكل "سخيف وممنهج من داخل بنى تحتية مدنية بما فيها مجمعات الأونروا وتستخدمها بغية تخطيط وتنفيذ اعتداءات إرهابية ضد دولة إسرائيل".

وتأتي العملية العسكرية في تلك الأحياء بعد ساعات من مطالبة الجيش الإسرائيلي أمس (الأحد) سكان حيي التفاح والدرج ومناطق أخرى بإخلائها فورا إلى المآوي المعروفة غرب المدينة.

يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة في بيان اليوم مقتل 40 فلسطينيا في هجمات إسرائيلية على القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية ما رفع إجمالي عدد القتلى منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 38193.

وأفاد البيان بأن عددا من الضحايا ما زال تحت الركام وفي الطرقات ويمنع الجيش الإسرائيلي وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.

وتخوض إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي حربا ضد حماس في قطاع غزة، أدت إلى دمار كبير في المنازل والبنية التحتية.

وجاءت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما مباغتا على عدد من القواعد العسكرية والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع القطاع أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.

ويعيش القطاع الساحلي الذي يقطنه نحو 2.35 مليون نسمة ويتعرض لهجمات إسرائيلية مكثفة منذ السابع من أكتوبر الماضي ظروفا إنسانية صعبة، في ظل تحذيرات دولية وأممية وعربية من حدوث مجاعة.

الصور