تحقيق إخباري: مزارعو القمح في شمال شرق سوريا يواجهون تحديات وصعوبات في بيع منتجاتهم بسبب وجود القوات الأمريكية والكردية

تحقيق إخباري: مزارعو القمح في شمال شرق سوريا يواجهون تحديات وصعوبات في بيع منتجاتهم بسبب وجود القوات الأمريكية والكردية

2024-07-19 14:23:01|xhnews

الحسكة، سوريا 19 يوليو 2024 (شينخوا) يواجه مزارعو القمح بمحافظة الحسكة الواقعة شمال شرقي سوريا والمشهورة بزراعة القمح والقطن تحديات وصعوبات كثيرة في بيع إنتاجهم من القمح بسبب وجود القوات الأمريكية ونقص الوقود اللازم للزراعة، على الرغم من أن الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال فترة الشتاء كانت تبشر بحصاد وفير. وقد أضعفت تلك التحديات الآمال في بيع منتجاتهم بشكل جيد.

وتحدث طارق العلي، وهو مزارع سوري من ريف عامودا بريف محافظة الحسكة، لوكالة أنباء ((شينخوا))، عن التحديات اللوجستية التي واجهها، معربا عن خيبة أمله وإحباطه إزاء انخفاض الأسعار التي يحصل عليها مقابل محصول القمح الخاص به على الرغم من موسم الأمطار الغزير الذي أثار الآمال في حصاد جيد.

وعزا انخفاض أسعار القمح إلى النقص الحاصل في وقود الديزل المقدم من قبل قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على المنطقة، من أجل تشغيل المعدات والآلات الزراعية اللازمة لموسم الحصاد. وقد أدى هذا النقص في الدعم إلى عدم القدرة على إجراء عملية حصاد ناجحة بالإضافة إلى انخفاض الأسعار التي تقدمها قوات سوريا الديمقراطية.

وقال العلي إن معظم الناس يتمسكون بمحصولهم من القمح على أمل أن يرتفع السعر لاحقا.

وتحدث إبراهيم جوهر، وهو مزارع آخر من نفس المنطقة، عن تفضيل المزارعين بيع محصولهم للحكومة السورية بسبب الأسعار الجيدة والتسهيلات التي تقدمها، رغم المخاطر والقيود التي تفرضها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على المزارعين الذين يريدون بيع محاصيلهم للحكومة.

وقال جوهر لـ((شينخوا)) إن "السعر الحكومي جيد... (وبالنسبة) للمزارعين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة تكون الإجراءات جيدة، ولا يتعين علينا الانتظار كثيرًا ولا توجد مشاكل".

يبلغ السعر الحكومي للقمح 5500 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، في حين تعرض قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد ما بين 28-30 سنتا أمريكيا للكيلوغرام الواحد، أي ما يعادل نحو 3808 إلى 4080 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد على أساس سعر الصرف الحالي.

ومن جهته، أكد محمد المحمد، عضو اتحاد المزارعين السوريين في الحسكة، على التحديات التي يواجهها المزارعون في نقل محاصيلهم من القمح إلى مراكز الحبوب الحكومية، مشيرا إلى أن هذه العملية محفوفة بالمخاطر والتعقيد بسبب وجود القوات الأمريكية والميليشيات الكردية.

وأضاف أن "موسم هذا العام يتميز بغزارة الإنتاج... لكن هناك صعوبة أمام المزارعين في نقل الحبوب والقمح من أماكن العمل إلى مراكز الحبوب في الدولة بسبب الاحتلال الأمريكي الذي يشكل العائق الأكبر في هذه المنطقة والمحافظة".

قبل الوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا، كانت الحسكة تنتج وحدها ما بين 900 ألف إلى 1.4 مليون طن من القمح سنويا.

وذكر "أينما يتواجد المحتلون الأمريكيون، هناك فوضى وصعوبات يواجهها الناس".

ومن جانبه لفت عمار الأحمد، مدير فرع المؤسسة السورية للحبوب في الحسكة، إلى أن هناك إقبالاً كبيراً هذا العام بسبب السعر الحكومي المربح، وقدم بعض الإحصائيات التي تؤكد الأمر.

وقال لـ((شينخوا)) إنه تم حتى الآن تسويق أكثر من 122 ألف طن إلى المراكز الحكومية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة بمدينة القامشلي بالحسكة، مشيرا إلى أنه "لولا وجود الاحتلال الأمريكي في المحافظة لتضاعفت هذه الكمية".

تتمتع الحسكة بأهمية إستراتيجية بسبب احتياطياتها من النفط والغاز الطبيعي. وتعد المحافظة أيضا مركزا زراعيا رئيسيا، وتشتهر بإنتاج القمح والقطن. وتسيطر الحكومة السورية على منطقة أمنية في الحسكة، فيما تسيطر الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة أيضا على مناطق واسعة. 

الصور