مقابلة خاصة: وزير الصحة السوداني: الحرب تلحق أضرارا كبيرة بالقطاع الصحي و11 مليار دولار حجم الخسائر

مقابلة خاصة: وزير الصحة السوداني: الحرب تلحق أضرارا كبيرة بالقطاع الصحي و11 مليار دولار حجم الخسائر

2024-07-22 20:41:45|xhnews

الخرطوم 22 يوليو 2024 (شينخوا) أكد وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم أن الحرب المستمرة بالسودان ألحقت أضرارا كبيرة بالقطاع الصحي بالبلاد، وبلغ حجم التخريب والخسائر بالمستشفيات والمراكز الصحية نحو 11 مليار دولار.

وقال وزير الصحة في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الإحصائيات والتقديرات الأولية للخسائر، حسب لجنة مختصة تم تكوينها، وحسب اقتصاديات الصحة تصل إلى 11 مليار دولار".

وأضاف " قامت الميليشيا، ويقصد (قوات الدعم السريع) بعمليات تخريب متعمدة للمؤسسات الصحية في الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة، وأخيرا ولاية سنار".

وتابع " هناك تعمد مباشر في اتخاذ المؤسسات الصحية ثكنات عسكرية، وتسبب ذلك في خروج العديد من المستشفيات الرئيسية علي مستوي ولاية الخرطوم، وعلي مستوي بعض الولايات الأخري من الخدمة".

وأشار وزير الصحة إلى أن تلك الاعتداءات أثرت علي القطاع الصحي الذي كان يعاني حتي قبل اندلاع الحرب في السودان في منتصف أبريل 2023.

وقال إنه رغم الجهود التي تقودها وزارة الصحة بالسودان مع الشركاء الدوليين وأبرزهم منظمة الصحة العالمية في سبيل تحسين استجابة القطاع للاحتياجات الصحية للمواطنين، إلا أن حجم الضرر يبدو أكبر من تلك الجهود.

وأضاف أنه "من المؤكد أن حجم الاعتداءات المنظمة علي القطاع الصحي كانت كبيرة، وكنا نعلم أنها ستتسبب في إشكالات وكوارث كبيرة في النظام الصحي، لعلمنا التام بشكل النظام الصحي وما يحدث في السودان، ولعلمنا التام أيضا بخارطة الأوبئة المعروفة في السودان".

وقال إننا "نكافح من أجل إزالة تلك التأثيرات وإعادة الخدمة الطبية إلى مستوي معقول".

وأشار إلى تعرض الإمداد المركزي للدواء إلى نهب كامل ، موضحا أنه "تم نهب كامل للإمداد المركزي في الإمدادات الطبية بما يتجاوز 500 مليون دولار، وتم تخريب مخازن الأدوية في دارفور، وكذلك سلاسل إمدادات التبريد الخاصة بأدوية الأطفال وغيرها".

وأوضح أنه " تم نهب أكثر من 200 عربة إسعاف و79 عربة نقل أدوية للإمدادات الطبية، كما فقدنا الكثير من الكوادر الطبية التي فقدت أرواحها وهي تقدم الخدمة الطبية داخل المؤسسات الصحية وتجاوز عددهم 50 قتيلا في ولايات السودان المختلفة".

وأشار إلى أن هذه الإحصائية تغطي الفترة من منتصف أبريل 2023 وحتي نهاية ديسمبر من العام الماضي.

وأعلن وزير الصحة السوداني عن خطة للتدخل من أجل تحسين أداء القطاع الصحي رغم الصعوبات التي يفرضها استمرار القتال.

وقال " للوزارة خطة واضحة للتدخل خلال المرحلة القادمة تتمثل في 4 محاور أساسية هي: الإمداد الدوائي، وتشغيل المؤسسات الصحية، وصحة الأمومة والطفل، ومكافحة الأوبئة والطوارئ الصحية".

وأشار وزير الصحة السوداني إلى أن نحو 26 مصنع دواء بالخرطوم تعرضت للتخريب والدمار.

فيما بلغ عدد المستشفيات التي تعرضت للتخريب بولاية الخرطوم نحو 150 مستشفي، وفقا لوزير الصحة السوداني.

وأكد الوزير السوداني علي أن وضع القطاع الصحي الراهن يجعل من شريحة النساء والأطفال أكثر الشرائح تأثرا وبحاجة ملحة للرعاية الصحية الأولية.

وفيما يتصل بمكافحة الأوبئة ولاسيما الموسمية ، أعلن وزير الصحة السوداني عن خطة للاستجابة لأمراض الخريف الذي بدأ في بعض مناطق السودان في يونيو الماضي.

وقال " بالنسبة للأوبئة فمعظمها أوبئة فصلية موسمية وخاصة في فصل الخريف، مثل الكوليرا، وحمي الضنك".

وأضاف " لدينا إحصائيات تشير إلى انحسار هذه الأوبئة في الفترة الماضية، وعلي الرغم من ذلك توجد تحضيرات للاستجابة لأوبئة الخريف الحالي، ولدينا خطة متكاملة بميزانية تقدر بنحو 17 مليار جنيه".

ووفقا لوزارة الصحة السودانية فإن 9 من ولايات السودان البالغة 18 ولاية، تعاني من صعوبات كبيرة في تلقي الخدمات الصحية نتيجة للتوترات الأمنية وانعدام الأمن في تلك الولايات.

وتعاني أجزاء كبيرة من ولاية الخرطوم وولايات دارفور الخمس وولاية غرب كردفان، وولاية الجزيرة وسنار من صعوبات تلقي الخدمات الصحية وإيصال الأدوية إليها كونها مناطق صراع مسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ويعاني السودان من ندرة الأدوية وارتفاع أسعارها، ووفقا لتقارير سابقة، فإن الحرب أجبرت أكثر من 2800 صيدلية مسجلة بالعاصمة الخرطوم على إغلاق أبوابها، وتعمل فقط أقل من 50 صيدلية في ظل ظروف أمنية معقدة.

كما توقفت 41 من شركات الأدوية وأكثر من 90 في المئة من مصانع الأدوية (وكلها بالخرطوم) عن العمل تماما منذ اندلاع الحرب.

ويشهد السودان في فصل الخريف، والذي يبدأ في بعض المناطق في الفترة ما بين شهري يونيو وأكتوبر، انتشارا ملحوظا للأمراض، وخاصة الملاريا وحمى الضنك والكوليرا.

وكانت وزارة الصحة السودانية قد أعلنت في وقت سابق عن وفاة 391 شخصا العام الماضي بسبب الإصابة بمرضي الكوليرا وحمي الضنك .

وبلغت الإصابات بمرض الكوليرا حوالي 11 ألف حالة و325 حالة وفاة في 12 ولاية، بينما بلغت حالات حمى الضنك 9 آلاف حالة إصابة و66 حالة وفاة.

وتنتشر الكوليرا في 10 ولايات بالبلاد وهي (البحر الأحمر، والخرطوم، والجزيرة، والقضارف، وسنار، وكسلا، والنيل الأبيض، والنيل الأزرق، ونهر النيل، والشمالية).

كما تم الابلاغ في العام 2023 عن أكثر من مليون حالة إصابة بالملاريا في 11 ولاية من أصل 18 ولاية في السودان، وفقا لتقارير صحية.

وقالت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، مؤخرا، إن ما يقارب من 15 مليون سوداني بحاجة إلى رعاية صحية عاجلة ومنقذة للحياة.

وأشارت المنظمة إلى أن شركاءها في مجموعة الصحة يستهدفون الوصول إلى 4.9 مليون شخص، حيث أن القيام بذلك يتطلب تمويلا مقداره 178 مليون دولار أمريكي، جرت تغطية 26% منه فقط.

ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلفت نحو 13 ألفا و 100 قتيل، حسب الأمم المتحدة.

ووفقا للأمم المتحدة، فقد بلغ العدد الإجمالي للنازحين في السودان منذ اندلاع القتال منتصف أبريل 2023 إلى نحو نحو 7.3 مليون شخص.

كما أدت الحرب إلى لجوء نحو مليوني شخص إلى دول الجوار، وخاصة مصر وإثيوبيا وتشاد وأريتريا وجنوب السودان، وفقا لتقارير سابقة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ((أوتشا)).

الصور