تحليل إخباري: لماذا نال "إعلان بكين" إشادة كبيرة وترحيبا واسعا في الأوساط الفلسطينية

تحليل إخباري: لماذا نال "إعلان بكين" إشادة كبيرة وترحيبا واسعا في الأوساط الفلسطينية

2024-07-27 16:04:30|xhnews

رام الله 27 يوليو 2024 (شينخوا) برعاية صينية خالصة لخدمة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وبعيدة كل البعد عن المصلحة الذاتية .. نال إعلان المصالحة بين الفصائل الفلسطينية في بكين يوم الثلاثاء الماضي ترحيبا واسعا في الأوساط الفلسطينية الشعبية والرسمية.

وأجرى ممثلون عن 14 فصيلا فلسطينيا حوارا للمصالحة في بكين في الفترة من 21 حتى 23 يوليو الجاري، تلبية لدعوة من الصين، حيث وقعت الفصائل الفلسطينية على إعلان يقضي بإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة ((إعلان بكين)) وتعهدوا فيه بإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة.

وهذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها 14 فصيلا فلسطينيا في بكين لإجراء حوار للمصالحة وهي خطوة تمنح أملا مهما للشعب الفلسطيني الذي يعاني من أوضاع سياسية واقتصادية صعبة.

وجاء توقيع ((إعلان بكين)) في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي والتي أدت إلى مقتل أكثر من 39 ألف فلسطيني واصابة اكثر من ٩٠ ألف فلسطيني بجروح ودمار كبير في المباني والبنية التحتية.

وفي هذا الإطار، شدد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أثناء حضوره المراسم الختامية لحوار المصالحة بين الفصائل الفلسطينية يوم الثلاثاء الماضي، على أن الصين ليست لديها مصلحة ذاتية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيرا الى أن بلاده كانت من أوليات الدول التي تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، وأنها تدعم دائما الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة.

واعتبر ومراقبون ومحللون فلسطينيون في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن أهمية ((إعلان بكين)) بين الفصائل الفلسطينية يأتي في ظل سعي الصين لتعزيز الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، من خلال علاقاتها الدبلوماسية مع دول العالم.

-- الصين تحظى باحترام وثقة الجميع

وقال حسام الدجني الكاتب والمحلل السياسي من قطاع غزة إن "الصين تحظى باحترام وثقة الجميع خاصة وأنها تعتبر القضية الفلسطينية جوهر الصراع والتوتر في المنطقة، وتؤمن بضرورة إيجاد حل سياسي عادل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من خلال حل الدولتين وإرساء السلام في المنطقة".

وأضاف الدجني "حين ترعى الصين جهود المصالحة الفلسطينية بين الجانبين فإن ذلك يعني أنها تعمل وفق خطة استراتيجية لمصلحة الفلسطينيين والمنطقة ككل من خلال توحيد صفوفه وهو ما يعطي أهمية كبيرة للدور الصيني لانجاح المصالحة الفلسطينية".

وأعرب الدجني عن أمله في أن تتولى الصين ودول أخرى في العالم دورا أكبر وأساسيا في هذه القضية، على مبدأ المساواة ونشر السلام والاستقرار.

-- خطوة مهمة لتحقيق الحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط

من جانبه، أعرب الدكتور أيمن يوسف المحاضر بالجامعة العربية الأمريكية في رام الله بالضفة الغربية عن أمله في أن يتحول ((إعلان بكين)) إلى آلية واضحة، مشيرا إلى تفاؤله هذه المرة رغم التجارب السابقة، حيث لعبت العوائق الداخلية الفلسطينية دورا في تعطيل نجاحها.

وأوضح يوسف أن للصين دورا بناء في الحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وهي حريصة على تحقيق السلام في الشرق الأوسط، منوها بنجاح الصين في الوساطة بين السعودية وإيران في 10 مارس 2023.

وأشار إلى أن ما يعطي زخما أكبر لأهمية ((إعلان بكين)) هي كلمة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في الجلسة الختامية لحوار المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية، والتي أكد فيها "استعداد الجانب الصيني لتعزيز التواصل والتنسيق مع كافة الأطراف المعنية وبذل جهود لتنفيذ إعلان بكين الذي تم التوصل إليه ولعب دور بناء في الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".

وقال يوسف إن "نجاح الصين في تسهيل المصالحة بين السعودية وإيران، شكل حافزا لبزوغ فجر جديد من الانفراج في العلاقات بين دول الشرق الأوسط، ونأمل أن يصب ((إعلان بكين)) بين الفصائل الفلسطينية في نفس الاتجاه".

-- المساهمة فى دفع جو الحوار وتعزيز الآمال بإنهاء معاناة الفلسطينيين

وفي مقابلات منفصلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، عبر فلسطينيون عن أملهم في أن يكون ((إعلان بكين)) خطوة مهمة على طريق إنهاء معاناتهم خصوصا في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب واسعة النطاق منذ أكثر من تسعة أشهر.

وقال وسام الناجي، مواطن فلسطيني من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة "طوال الـ17 عاما الماضية، باءت جميع المحاولات للوصول لمصالحة فلسطينية بين فتح وحماس بالفشل بسبب وجود فيتو أمريكي-إسرائيلي".

وأضاف الناجي لـ((شينخوا)) أن رعاية الصين للمصالحة الفلسطينية، ومساعيها لسد الفجوات زاد من تفاؤلهم بنجاح المصالحة وتوحيد الموقف الفلسطيني، مما يساهم في حصول الفلسطينيين على حقوقهم الوطنية والإنسانية والسياسية.

وتعتقد سمية العشي من مدينة غزة التي تعمل مدرسة لمادة التاريخ، لـ((شينخوا)) "معروف أن الصين تربط علاقاتها على أساس المصالح المتبادلة والعدالة وبناء الإنسان واستثمار الموارد البشرية في الدول من أجل بناء مجتمع قوي مترابط بالقيم والمبادئ الوطنية والإنسانية".

وعبر كل من الناجي والعشي عن أملهما أن يكون ((إعلان بكين)) "بداية نهاية معاناتهم الحقيقية خاصة في قطاع غزة وذلك في اليوم التالي للحرب الإسرائيلية والتي سيحتاج سكانه إلى قيادة فلسطينية موحدة من أجل مواجهة التحديات التي سيواجهها الفلسطينيون في إعادة بناء قطاع غزة وتشكيل حكومة فلسطينية تستطيع تجاوز كل الصعوبات في المرحلة المقبلة".

يشار إلى أن ((إعلان بكين)) تضمن اتفاق الفصائل الفلسطينية على الوصول إلى وحدة وطنية فلسطينية شاملة تضم القوى والفصائل الفلسطينية كافة، فى إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطينى، وحقه فى تمثيل نفسه ورفض مصادرة قراره الوطنى المستقل.

كما تضمن الإعلان اتفاق المجتمعين على توحيد الجهود الوطنية لمواجهة ووقف الحرب وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والتمسك بوحدة الأراضى الفلسطينية، بما يشمل الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وتشكيل حكومة وفاق وطنى مؤقتة، على أن تبدأ بتوحيد المؤسسات الفلسطينية كافة فى أراضى الدولة الفلسطينية والمباشرة فى إعادة إعمار قطاع غزة والتمهيد لإجراء انتخابات عامة، بإشراف لجنة الانتخابات الفلسطينية المركزية بأسرع وقت وفقا لقانون الانتخابات المعتمد. 

الصور