مسؤول أممي يقول إنه شهد الإرهاق الجسدي والنفسي المطلق على جميع سكان غزة
الأمم المتحدة أول أغسطس 2024 (شينخوا) قال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة أندريا دي دومينيكو يوم الخميس إنه شهد خلال الأشهر العشرة الماضية إرهاقا جسديا ونفسيا مطلقا أصاب سكان غزة بالكامل.
وأضاف دي دومينيكو للصحفيين خلال مؤتمر عبر الفيديو من القدس الشرقية إنه شهد التجريد المنهجي من الإنسانية ضد المدنيين في كل من قطاع غزة الضفة الغربية. كما أعرب عن قلقه إزاء الغضب المتزايد تجاه إسرائيل وتهديد معاداة السامية.
وقال إن الأمر الخطير بالنسبة له ولزملائه ولمنظمات المجتمع المدني والموظفين المحليين الذين كانوا دائما على الخطوط الأمامية، وبالنسبة للبشرية جمعاء هو "أننا أصبحنا محصنين ضد الرعب"، مشددا "لا يجوز لنا أن نسمح بحدوث هذا"
وقررت السلطات الإسرائيلية عدم تجديد تأشيرة دي دومينيكو، التي انتهت يوم الخميس، حسبما ذكر ستيفان دوجاريك كبير المتحدثين باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الأعمال العدائية وأوامر الإخلاء المتكررة وعوائق الوصول وغيرها من التحديات تعرقل الجهود المبذولة للوصول إلى سكان غزة بالمساعدات المنقذة للحياة.
وأضاف أن برنامج الأغذية العالمي ووكالات أخرى أفادوا بعدم قدرتهم على إدخال ما يكفي من الغذاء إلى غزة وحولها، حيث لا توجد معابر حدودية كافية، ومن الصعب الحصول على تصاريح دخول للقوافل داخل غزة، وغالبا ما تشهد مناطق الاحتجاز تأخيرات طويلة، ولا يزال الافتقار إلى النظام العام والسلامة العامة يعيق التحركات.
وأشار المكتب إلى أن أكثر من 20 نقطة لتوزيع الغذاء تابعة لبرنامج الأغذية العالمي فُقدت بسبب أوامر الإخلاء الأخيرة. واضطرت المطابخ والمخابز إلى الانتقال الى مواقع أخرى. كما أدى تصاعد الأعمال القتالية إلى جعل مستودعين غير صالحين للاستخدام وقطع أجزاء من طريق صلاح الدين، الطريق الرئيس في غزة، مما حد من قدرة برنامج الأغذية العالمي على إيصال المساعدات في جميع أنحاء القطاع.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "استجابة لأمر الإخلاء الصادر الأسبوع الماضي في خان يونس، يقوم برنامج الأغذية العالمي بتوزيع طرد غذائي واحد على كل أسرة لدعم النازحين، ووصل إلى حوالي 8 آلاف أسرة حتى الآن"، مؤكدا أن هذه الكمية "لا تكفي" لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وكشف المكتب أن 12 مخبزا فقط من أصل 18 مخبزا في غزة تعمل: أربعة في مدينة غزة، واثنان في شمال غزة، وستة في دير البلح، مضيفا أن المخابز في المناطق الوسطى لديها ما يكفي من الوقود فقط للعمل لبضعة أيام.
وقال إنه على الرغم من كل هذه التحديات، وصل برنامج الأغذية العالمي إلى ما يقرب من 1.2 مليون شخص بالغذاء أو دقيق القمح أو الوجبات الساخنة الشهر الماضي، على الرغم من انخفاض الحصص الغذائية وعدم انتظامها.
وأفاد المكتب بأن شركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني يعملون على حل مشاكل المياه والصرف الصحي والنظافة. ويساورهم القلق إزاء تدمير الخزان الكندي في رفح. وتم تفجير المنشأة، التي تبلغ طاقتها التخزينية 3 آلاف متر مكعب من المياه، الأسبوع الماضي. وحتى وقت قريب، كان الخزان يخدم آلاف النازحين الذين كانوا يحتمون في رفح.
وأردف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن شركاءه في المجال الإنساني يحذرون من أن تدمير الخزان قد يعيق عودة السكان إلى رفح ويدفع الأسر إلى اللجوء إلى شرب المياه غير الآمنة، مما قد يؤدي إلى الجفاف وسوء التغذية والأمراض.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أطلقت برنامج عودة الأطفال إلى التعلم في غزة. وفي مرحلتها الأولى، ستقوم الأونروا بتوسيع أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي الحالية تركيزا على الفنون والموسيقى والرياضة ورفع مستوى الوعي بمخاطر الذخائر المتفجرة قبل أن تنتقل إلى أنشطة تعليمية غير رسمية مع دروس القراءة والكتابة والرياضيات.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن البرنامج يمثل خطوة أولى على طريق أطول بكثير، حيث يركز على الأنشطة الرامية إلى منح الأطفال ملاذا من الفظائع التي ما زالوا يعيشون فيها وإعادة التواصل مع الطفولة التي سلبها الصراع.