نصرالله يتوعد إسرائيل برد حقيقي على العدوان على ضاحية بيروت الجنوبية
بيروت أول أغسطس 2024 (شينخوا) توعد أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله اليوم (الخميس) إسرائيل بالرد على "العدوان" على ضاحية بيروت الجنوبية، مشددا على "اننا نبحث عن رد حقيقي" وأن جبهات الاسناد لقطاع غزة دخلت في معركة كبرى مفتوحة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها نصر الله عبر الشاشة خلال تشييع القيادي في حزب الله فؤاد شكر والذي كان قتل مساء يوم (الثلاثاء) الماضي في محلة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية في غارة جوية اسرائيلية.
وقال نصر الله إن العدوان طاول مبان مدنية وقتل مدنيين وأدى إلى مقتل 7 أشخاص بينهم 3 سيدات وطفلان وقتيل من الأخوة الإيرانيين والقائد فؤاد شكر وعشرات الجرحى أغلبهم من النساء والأطفال.
وطمأن جمهور المقاومة بأننا "نسارع إلى ملء أي فراغ يحصل بمقتل قائد من قادتنا ولدينا جيل قيادي ممتاز"، كاشفا أن فؤاد شكر أشرف على بناء قدرات تعد من الأهم ضمن قدرات المقاومة وأنه كان قائد المجموعة التي ذهبت إلى البوسنة لنصرة المسلمين في مطلع تسعينيات القرن الماضي.
ورأى أن ما حصل في الغارة على الضاحية الجنوبية هو عدوان وليس فقط اغتيال للقيادي شكر، لافتا إلى أنه جزء من الحرب الإسرائيلية الأمريكية على شعوب المنطقة.
وأكد أن "العدو سارع إلى توجيه الاتهام لحزب الله في حادثة (سقوط قذيفة صاروخية) بلدة مجدل شمس في الجولان السورى المحتل ولم يقدم أي أدلة، ونحن نفينا مسؤوليتنا عما جرى وتحقيقنا الداخلي يؤكد الا علاقة لنا بما جرى (..) ونملك جرأة وشجاعة الاعتراف لو كان ذلك خطأ منا."
وكانت ارتفعت وتيرة التهديدات الإسرائيلية بضرب لبنان خلال الأيام الماضية بعدما اتهمت إسرائيل حزب الله يوم (السبت) الماضي بإطلاق قذيفة صاروخية أصابت ملعبا لكرة قدم في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، ما أوقع 12 قتيلا، وهو ما نفاه حزب الله.
وأوضح نصر الله أن إسرائيل لا يمكنها أن تسلم بفرضية أن ما جرى في مجدل شمس كان سببه صاروخ اعتراضي إسرائيلي، معتبرا أن "اتهامنا بما جرى في مجدل شمس ظالم ومرفوض ويهدف إلى تبرئة جيش العدو مما جرى."
واعتبر أن العدو يقوم بأكبر تضليل وتزوير عبر اتهام فؤاد شكر بأنه قاتل أطفال مجدل شمس.
وأكد أن الهدف من اتهام المقاومة بما جرى في مجدل شمس هو الفتنة الطائفية، لافتا إلى أنه بفضل الوعي والمواقف الحازمة من قيادات طائفة الموحدين الدروز الكريمة تم وأد الفتنة وتعطيلها.
وقال إن العدوان على الضاحية ليس ردا لما حصل في مجدل شمس، بل هو جزء من الحرب، ويأتي في سياق الرد على جبهة الاسناد اللبنانية.
وشدد على "أننا أمام معركة كبرى ومفتوحة تجاوزت فيها الأمور مسألة جبهات الاسناد لقطاع غزة"، مشيرا إلى أن المعركة دخلت مرحلة جديدة.
وعن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، سأل "هل يتصورون بأنهم سيقتلون إسماعيل هنية في طهران وأن إيران ستسكت"، مضيفا "ما سمعناه من كل المسؤولين الإيرانيين، أنهم لا يعتبرون فقط أنه تم المس بسيادتهم، بل يتحدثون عن المس بسيادتهم وأمنهم وهيبتهم وشرفهم".
وتوجه إلى المسؤولين في إسرائيل بالقول "أنتم لا تعرفون أي خطوط حمر تجاوزتم، ونحن في كل جبهات الاسناد لقطاع غزة أمام معركة كبرى مفتوحة ومرحلة جديدة مختلفة عن السابق"، معتبرا أن تصاعدها يتوقف على ردات فعل العدو.
وشدد نصر الله على أن الضغط الحاصل على الجبهات كي تستسلم المقاومة في غزة لن يجدي نفعا، مشيرا إلى أنه إذا كان هناك من يهتم بألا تذهب المنطقة إلى ما هو أسوأ فعليه الضغط لإنهاء الحرب على غزة لأنه لن يكون هناك حل من دون وقف العدوان على غزة.
وأشار إلى أن أكبر مشهد نفاق ودجل شهده العالم كان مشهد التصفيق لخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونجرس الأمريكي.
وشدد على أن المقاومة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ستعاود منذ صباح الغد العمل بشكل طبيعي ضمن جبهة إسناد غزة وأن ذلك لا علاقة له بالرد على مقتل القائد فؤاد شكر.
وأكد أن "ردنا محسوم على الاعتداء على ضاحية بيروت ومقتل شكر والمدنيين والأطفال"، موضحا أنه "على العدو ومن يقف خلفه أن ينتظرا ردنا الآتي حتما ولا نقاش فيه وبيننا وبين العدو الأيام والليالي والميدان."
وشدد نصر الله على أن "القرار الآن في يد الميدان وظروفه وفرصه ونبحث عن رد حقيقي ومدروس جداً وعن فرص حقيقية وليس عن رد شكلي."
ويتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر الماضي على خلفية الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة، وسط مخاوف دولية من تصاعد المواجهات إلى حرب واسعة.