(وسائط متعددة) تقرير إخباري: انتشار الأمراض بالسودان بسبب تأثيرات موسم الخريف الحالي
الخرطوم 18 أغسطس 2024 (شينخوا) يتسبب موسم الخريف الحالي في انتشار الأمراض بالسودان، الذي يعاني حربا أدت إلى انهيار قطاع الصحة بالبلاد.
ومع استمرار الحرب بالسودان وبدء موسم الأمطار، تتزايد معدلات الإصابة بأمراض الكوليرا وحمى الضنك والملاريا والحصبة، وأمراض أخري مثل التهابات العيون.
ويشير خبراء ومختصون إلى أن تصاعد معدلات الإصابة بالأمراض يعود إلى نقص الإجراءات الاحترازية وتراجع حملات التحصين وقلة التدابير المتعلقة بمكافحة أمراض الخريف من قبل الحكومة والمنظمات الدولية بسبب الوضع الأمني جراء الحرب.
-- تفشي الكوليرا
وأعلنت السلطات السودانية رسميا تفشي الكوليرا بالبلاد، بعد أن أثبتت الاختبارات المعملية وجود المرض بعدد من مناطق السودان.
وقال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم في تصريح صحفي اليوم (الأحد) أن عدد حالات الإصابة بالكوليرا بلغت 354 حالة، منها 22 حالة وفاة.
ولكن هذه الأرقام تختلف كليا مع آخر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية التي قالت إنه تم الإبلاغ عن 11327 حالة إصابة بالكوليرا و316 حالة وفاة.
ووفقا لوزارة الصحة السودانية، فان مرض الكوليرا ينتشر الأن بولايات كسلا والقضارف والجزيرة والخرطوم.
وحسب وزارة الصحة فإن انتشار الكوليرا ناتج عن الأوضاع البيئية المتردية بسبب الحرب، واستخدام المياه غير الصالحة للشرب في مواقع عدة.
وتتسبب موجات النزوح بسبب الحرب في السودان في الانتشار الواسع للكوليرا، وذلك أن آلاف النازحين يقطنون في مراكز إيواء تفتقر لأبسط الخدمات ومعينات إصحاح البيئة وعلى رأسها المياه الصالحة للشرب ووسائل التنقية والتعقيم المختلفة.
والكوليرا هي عدوى إسهالية حادة تنتج من تناول طعام أو مياه ملوثة ببكتيريا، ويسبب هذا المرض حالات الإسهال والجفاف الشديد الذي قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات.
-- انتشار واسع لمرض ملتحمة العين
تتزايد حالات الإصابة بمرض ملتحمة العين الحاد، وهو التهاب فيروسي يصيب العيون، وفي آخر تقرير حول الموقف الوبائي بالبلاد، أعلنت وزارة الصحة السودانية بأن عدد الإصابات بمرض ملتحمة العين بلغت 2689 حالة إصابة في 9 ولايات.
وأشارت وزارة الصحة إلى أن أكثر الولايات تأثرا بالمرض هي النيل الأبيض، والشمالية وشمال كردفان.
فيما كشفت اللجنة الفنية لطوارئ الخريف بوزارة الصحة في الولاية الشمالية أمس أن عدد حالات الإصابة بفيروس ملتحمة العين الحاد وصل لأكثر 1410 حالات إصابة.
كما أعلنت وزارة الصحة بولاية البحر الأحمر بشرقي السودان عن تسجيل 107 حالات إصابة بالتهاب ملتحمة العين الفيروسي الحاد .
وقال خبير الوبائيات بالسودان واختصاصي طب المجتمع الدكتور حمزة عوض الله، لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم " إن مرض ملتحمة العين مرتبط بتأثيرات الخريف وتردي الوضع البيئي".
وأضاف أن " هذا المرض عبارة عن التهاب حاد في قرنية وملتحمة العين، وتسببها فيروسات تنتشر غالبا في فصل الخريف".
وأشار إلى أن أبرز أعراض المرض تتمثل في احتقان في ملتحمة العين وإلتهاب في القرنية مصحوبا بإفرازات مائية (دموع)، وتغير لون العين نتيجة الإحمرار الشديد.
وأرجع عوض الله ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض إلى تأثيرات الحرب ونقص الإجراءات الاحترازية وعدم قدرة الحكومة علي تنظيم حملات التحصين بسبب الوضع الأمني في معظم الولايات المتأثرة بالحرب.
-- الأمطار وتداعيات الحرب أبرز أسباب انتشار الأوبئة
وفي أحدث تقرير لها، قالت نقابة أطباء السودان إن تدهور الوضع البيئي ناتج عن تأثيرات الحرب وتراكم مياه الأمطار.
وأضافت " إن تفشي الأمراض ناتج عن تدهور الوضع البيئي خلال موسم الأمطار وبسبب تأثيرات الحرب، كما أن هناك تحديات تواجه القطاع الصحي والنقص الحاد في الأدوية المنقذة للحياة".
ومنذ يونيو الماضي ، تسبب هطول الأمطار الغزيرة على ولايات في شمال وشرق وغرب السودان في وفاة 68 شخصا، وفقا لوزارة الداخلية السودانية.
وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية بالسودان في أحدث تقرير لها أمس هطول أمطار غزيرة بوسط وغرب وشمال البلاد.
ودعت الهيئة المواطنين إلى الابتعاد عن مجاري السيول وضفاف الإنهار.
ووفقا لتقرير صادر عن لجنة الطوارئ الصحية التابعة لوزارة الصحة فقد تم تسجيل أكثر من 1000 حالة إصابة بمرض الحصبة الأسبوع الماضي ليصل إجمالي عدد الحالات في جميع أنحاء السودان إلى 4334 حالة.
فيما بلغ عدد حالات الاشتباه بحمى الضنك 3700 حالة يشتبه في إصابتها، منها 3 وفيات من 4 ولايات بالبلاد.
وبلغ عدد الإصابات بالملاريا أكثر من 700 ألف حالة ملاريا سريرية من 11 ولاية.
فيما تقول تقارير صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية ((أوتشا)) إن 11 ولاية سودانية تضررت من الأمطار، ونزح 12370 من المواطنين بسبب السيول والفيضانات.
وأشارت ((أوتشا)) في تقرير في الثامن من شهر أغسطس الجاري، إلى دمار حوالي 14 ألف منزل وتضرر نحو 73 ألف شخص، أغلبهم من ولايتي جنوب دارفور والبحر الأحمر.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلفت نحو 13 ألفا و 100 قتيل، حسب الأمم المتحدة.
ووفقا لـ ((أوتشا))، فقد بلغ العدد الإجمالي للنازحين في السودان منذ اندلاع القتال منتصف أبريل 2023 إلى نحو نحو 7.9 مليون شخص.
كما أدت الحرب إلى لجوء نحو 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار، وخاصة مصر وإثيوبيا وتشاد وأريتريا وجنوب السودان، وفقا لتقارير ((أوتشا)).■








