مقالة خاصة: أول مخطط لمقايضة العقارات السكنية بين المدن في الصين يهدف إلى تنشيط سوق العقارات
نانجينغ 20 أغسطس 2024 (شينخوا) تشجع أكثر من 100 مدينة في جميع أنحاء الصين الآن أصحاب المنازل على استبدال عقاراتهم القديمة بأخرى جديدة مقابل دفعة إضافية. وقد اتخذ هذا المخطط خطوة جريئة إلى الأمام في منطقة دلتا نهر اليانغتسي، حيث تتوفر الآن لأول مرة مقايضات العقارات السكنية بين المدن.
وفي مدينة ووشي، الرابضة في مقاطعة جيانغسو والتي تجاوز ناتجها المحلي الإجمالي السنوي 1.5 تريليون يوان (حوالي 210 مليار دولار أمريكي) في عام 2023، كشفت مجموعة ليانغشي للتنمية الحضرية، وهي مؤسسة مملوكة للدولة، النقاب عن مخطط رائد للإسكان في وقت سابق من هذا الشهر.
وبموجب المخطط الجديد، يمكن لأصحاب المنازل مقايضة عقاراتهم السكنية المملوكة مسبقا ليس فقط داخل ووشي ولكن أيضا في مدينتي سوتشو وتشانغتشو المجاورتين للحصول على منازل جديدة في حي ليانغشي في ووشي.
وتعد هذه المبادرة الرائدة لمقايضة العقارات السكنية الأولى من نوعها في الصين، حيث تتميز عن غيرها من المخططات العقارية المتمثلة في "عقار قديم مقابل آخر جديد" داخل المدن التي تم تنفيذها بالفعل في أكثر من 100 مدينة، بما في ذلك بكين وشانغهاي وشنتشن.
ويشمل مخطط مقايضة العقارات السكنية في المقام الأول الوكالات المعينة من قبل الحكومة أو الشركات العقارية التي تقوم بشراء أو استبدال العقارات القائمة، والتي تكون مصحوبة غالبا بإعانات مالية، لمساعدة أصحاب المنازل في بيع منازلهم القديمة والارتقاء إلى منازل جديدة.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي توسع فيها الشركات المملوكة للدولة نطاق مخطط المقايضة العقارية منذ إطلاق النسخة الأولية في 2 أبريل، والتي غطت فقط العقارات السكنية في حي ليانغشي.
وتم توسيع مبادرة المقايضة لأول مرة لتشمل العقارات السكنية المستعملة في جميع أنحاء ووشي. وفي وقت لاحق، تم توسيعها لتشمل العقارات التجارية داخل ووشي والعقارات السكنية المستعملة في المدن المجاورة.
ويدعم برنامج المقايضة مجموعة متنوعة من الخيارات، بما في ذلك مقايضة عقار واحد مقابل عقار واحد آخر أو عقار واحد مقابل عدة عقارات أو عدة عقارات مقابل عقار واحد. وهذا يعني أنه يمكن استبدال عقار واحد مملوك مسبقا بمنزل جديد واحد أو أكثر، ويمكن مقايضة العديد من العقارات المملوكة مسبقا مقابل منزل جديد واحد.
ومع ذلك، يشترط ألا تتجاوز القيمة الإجمالية للعقارات المستعملة 60 في المائة من سعر العقار الجديد، مع دفع الـ40 في المائة المتبقية إما نقدا أو من خلال خيارات التمويل.
وينظر العديد من المطلعين على الصناعة إلى تدابير المقايضة العقارية هذه كجزء من إستراتيجية الصين الأوسع نطاقا للحد من مخزون المساكن، وتسهيل المعاملات لكل من المنازل الجديدة والمستعملة، وتحفيز نشاط السوق بشكل عام.
ووفقا لبيانات من أكاديمية مؤشر الصين، بلغ متوسط سعر العقارات السكنية المستعملة في 100 مدينة في جميع أنحاء البلاد 14653 يوانا للمتر المربع في يوليو الماضي، مسجلا انخفاضا بنسبة 0.74 في المائة على أساس شهري مع استمرار انخفاض الأسعار لمدة 27 شهرا متتاليا.
وأفادت الهيئة الوطنية للإحصاء أنه اعتبارا من نهاية يونيو من هذا العام، بلغ المخزون غير المباع من المساكن التجارية المبنية حديثا في الصين 738.94 مليون متر مربع، بزيادة قدرها 15.2 في المائة على أساس سنوي، وسجلت العقارات السكنية غير المباعة زيادة بنسبة 23.5 في المائة.
وعلى خلفية تباطؤ سوق العقارات، حظي المخطط باهتمام أولئك الذين يتطلعون إلى تحسين ظروفهم المعيشية من خلال التصدي بفاعلية لتحدي ركود مبيعات المنازل المستعملة.
وتشير الإحصاءات إلى أنه منذ إبرام أول صفقة داخل المدينة في 25 أبريل من هذا العام، أكملت الشركات المملوكة للدولة التي تتخذ من ووشي مقرا لها بنجاح أكثر من 40 معاملة بحلول منتصف مايو الماضي. وتم إعادة توظيف العقارات القديمة لإعادة بيعها أو لتكون مساكن ميسورة التكلفة أو شققا للأكفاء.
وقال تشانغ بين، نائب رئيس جمعية ووشي العقارية، إن هذا النموذج سيساعد على تنشيط أسواق المساكن الأولى والمستعملة في ووشى، مع جذب مشتري المنازل من سوتشو وتشانغتشو للاستقرار والاستثمار في ووشي.
وأضاف تشانغ "إنها خطوة إستراتيجية لجذب الأكفاء واستبقائهم وتعزيز التنمية الحضرية المنسقة وتسريع تدفق المهنيين داخل منطقة دلتا نهر اليانغتسي النابضة بالحياة اقتصاديا".
ووفقا لما ذكره يان يويه جين، نائب مدير معهد البحث والتطوير لشركة "يي-هاوس تشاينا" في شانغهاي، فإن مخطط ووشي للمقايضة العقارية هو الأكثر ابتكارا حاليا بين السياسات التي نفذتها أكثر من 100 مدينة في جميع أنحاء البلاد، ويستحق المحاكاة.
وقال يان: "يمكن أن تشجع هذه السياسة أصحاب المنازل في سوتشو وتشانغتشو على الاستقرار في ووشي"، مضيفا أنها يمكن أن تكون مصدر إلهام لتنفيذ برامج مماثلة للمقايضة العقارية عبر المناطق في المستقبل وتعزيز حركة الأكفاء الشباب داخل مجموعات المدن.
وفي إشارة إلى أن العديد من الأفراد الذين يعملون في المدن الكبرى مثل بكين وشانغهاي اختاروا شراء منازل مؤقتا في المدن القريبة، قال يان إن مثل هذه السياسات يمكن أن توفر لهم فرصا جديدة لشراء منازل في هذه المناطق الحضرية باهظة الثمن في نهاية المطاف.
وأضاف يان أن إمكانات هذه المقايضات عبر مجموعات المدن والمناطق الحضرية في الصين هائلة.