تحقيق إخباري: رحالة إيطالية تعيد تتبع رحلة ماركو بولو وتشهد تحول طريق الحرير
بايستوم، إيطاليا 25 أغسطس 2024 (شينخوا) متأثرة بماركو بولو، الذي سافر إلى الصين على طول طريق الحرير القديم منذ أكثر من 700 عام، انطلقت الرحالة الإيطالية فيينا كاماروتا من مدينة البندقية مسقط رأس المستكشف الأسطوري في 26 أبريل 2022، لتعيد تتبع خطاه سيرا على الأقدام.
مع حقيبة ظهر بسيطة وعصوين للرحلات، سارت كاماروتا، البالغة من العمر 74 عاما، أكثر من 20 ألف كيلومتر ومرت عبر عشرات البلدان. وقبل دخولها الصين، المحطة الأخيرة في رحلتها إلى الشرق، عادت إلى مسقط رأسها بايستوم في جنوب إيطاليا في أغسطس لقضاء عطلة قصيرة.
وقالت كاماروتا لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معها مؤخرا إن الرحلة هي أكثر من مجرد تحد شخصي، مضيفة أنها مهمة تتمثل في مشاهدة تأثير مبادرة الحزام والطريق الصينية بشكل مباشر وتبادل الخبرات مع العالم.
وبدأ افتتان كاماروتا بالصين منذ أكثر من عقدين عندما أقامت طالبة صينية في منزلها، مما أشعل شرارة اهتمامها بالتراث الثقافي الغني للبلاد.
وخلال رحلتها، ذكرت كاماروتا أنها شهدت تحول الطريق التجاري القديم إلى ممر للتبادل الاقتصادي والثقافي، قائلة "لقد رأيت الجسور والطرق السريعة والسكك الحديدية التي تم بناؤها في إطار مبادرة الحزام والطريق، والتي تربط الدول بطريقة تعكس الدور التاريخي لطريق الحرير في تسهيل التجارة والتبادل الثقافي".
وأفادت كاماروتا ، التي أبدت انبهارها بجسر بيليساك في كرواتيا، وهو مشروع بناه كونسورتيوم صيني بقيادة شركة الطرق والجسور الصينية، إن الجسر لم يربط المناطق الجنوبية والشمالية للبلاد فحسب، بل اختصر أيضا المسافة بين جزيرة كوركولا، حيث عاش ماركو بولو ذات يوم، والبر. ونشرت كاماروتا على موقع التواصل الاجتماعي ((فيسبوك)) واصفة الجسر "يا له من عمل رائع".
في أكتوبر 2023، وصلت كاماروتا إلى طاجيكستان، حيث زارت مشروع الطريق السريع بين الصين وطاجيكستان. ومن المتوقع أن يعزز مشروع البنية التحتية، بمجرد اكتماله، الربط الإقليمي ويجلب فرصا جديدة. وأشارت كاماروتا إلى أنها لاحظت كيف يعبر هذا المشروع عن روح مبادرة الحزام والطريق - "جلب الأمل والتنمية للمجتمعات على طول مسارها".
وقالت كاماروتا إنها تعتزم قضاء عامين في الصين، لزيارة المحطات الرئيسية على طول طريق الحرير القديم، بما في ذلك كاشغر وكوتشا وتوربان في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم؛ ودونهوانغ وتشانغ يه وجيايويغوان في مقاطعة قانسو؛ ومدينة شيآن التاريخية. وهي حريصة بشكل خاص على زيارة سوتشو، "فينيسيا الشرق"، كما وصفها ماركو بولو.
بالنسبة لكاماروتا، هذه الرحلة هي أكثر من مجرد تتبع خطى ماركو بولو، معربة عن أملها في أن تساعد رحلاتها الناس في إيطاليا والغرب على رؤية الجمال والعظمة الحقيقيين للصين.
وقالت في المقابلة إن "الناس في الغرب غالبا ما ينظرون إلى الصين من خلال منظور سياسي، دون أن يفهموا حقا ثراءها الثقافي وإنجازاتها الحديثة"، مضيفة أن "الصين الحقيقية هي أرض مليئة بالعديد من مواقع التراث التابعة لليونسكو، والتكنولوجيا المتطورة، والتوازن المتناغم بين التنمية الحضرية والحفاظ على الطبيعة".
وأشارت إلى أن "مبادرة الحزام والطريق تعكس فكرة أنه لا ينبغي للمرء أن يسعى لتحقيق مكاسب شخصية فحسب، بل يجب أن يعمل أيضا لصالح المجتمع ككل"، وهو مفهوم متجذر بعمق في الثقافة الصينية. وأردفت أن "روح الدعم المتبادل هذه قد نُسيت منذ فترة طويلة في الغرب".
واصفة نفسها بأنها سفيرة التبادل الثقافي وماركو بولو العصر الحديث، قالت كاماروتا "أريد أن يعرف الناس عن ماركو بولو وطريق الحرير، لكنني أريد أيضا أن أرسل رسالة إلى النساء في عمري - لم يفت الأوان بعد للسعي وراء أحلامك".