مقالة خاصة: تجار البلدات الحدودية بجنوب لبنان ينقلون بضائعهم لإنقاذها من القصف الإسرائيلي
مرجعيون، جنوب لبنان 5 سبتمبر 2024 (شينخوا) بهمة عالية وفي سباق مع الوقت نشط تاجر المفروشات اللبناني إبراهيم هزيمة، مع مجموعة من عماله في تحميل ست شاحنات كبيرة من بضائع مستودعات مؤسسته التجارية عند المدخل الشمالي لبلدة ميس الجبل الحدودية لنقلها إلى مناطق أكثر أمنا شمال المنطقة الحدودية بجنوب لبنان.
ويأتي نقل جانب من محتويات المستودعات التجارية في القرى الحدودية بجنوب لبنان وفق خطة، هي الأولى من نوعها، أعدت بناء على رغبة تجار البلدات الحدودية بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني وقوات الطواريء الدولية العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل)، بحسب التجار ومصادر أمنية لبنانية.
وفي نهاية الأسبوع المنصرم دخلت حوالي 60 شاحنة كبيرة في طابور تقدمته قوة من الجيش اللبناني إلى بلدة ميس الجبل لتخرج محملة بكميات كبيرة من مختلف أنواع البضائع باتجاه بلدات منطقتي صيدا والنبطية في عمق جنوب لبنان، وفق نفس المصادر.
وقال التاجر هزيمة من وهو بلدة ميس الجبل الواقعة في القطاع الشرقي من المنطقة الحدودية لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نجحنا بإعداد خطة لنقل ما أمكن من بضائعنا المكدسة في المخازن والمستودعات وسط قرانا الحدودية بمساعدة حثيثة من الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل".
وتابع "أن هذه الخطوة تهدف لإنقاذ البضائع من القصف الإسرائيلي وتسويقها في مناطق النزوح، مما سيؤمن لنا دخلا يقينا شر العوز مع حلول فصل الشتاء، حيث تتضاعف المتطلبات وتكثر المصاريف".
وتستمر عملية نقل البضائع لعدة أيام، بحسب هزيمة، آملا أن يتمكن خلال هذه الأيام "نقل جزء ولو قليل من الكميات الضخمة المكدسة التي يلزم إفراغها من المخازن والمستودعات عدة شهور".
وأضاف "ليس هدفنا إفراغ مخازن مؤسساتنا التجارية في بلداتنا الحدودية، بل همنا الأساسي نقل جزء من بضائعنا التي تسوق عادة مع حلول موسم الشتاء، مثل السجاد والحرامات والفرش والمواد الغذائية والأدوات المنزلية والكهربائية".
ومضى قائلا "ننتظر بفارغ الصبر توصل الأطراف المعنية إلى اتفاق شامل يوقف القتال لنعود عندها إلى بلداتنا ونعيد فتح مؤسساتنا من جديد بشكل عادي وطبيعي".
وينقل تجار ميس الجبل بشكل خاص كميات كبيرة من السجاد، الذي يبدأ موسم بيعه مع حلول فصل الخريف، وفق التاجر اللبناني حسن قبلان.
وتشتهر بلدة ميس الجبل بتجارة السجاد بكافة أنواعه.
ويساعد الجيش اللبناني في عملية نقل البضائع المتنوعة، خاصة المعدات الثقيلة كالمولدات الكهربائية، التي تعطلت وتحتاج إلى تصليح نتيجة للقصف الإسرائيلي، وفق مصدر أمني لبناني.
وقال المصدر لـ((شينخوا)) إن الجيش يعمل أيضا من خلال التنسيق مع اليونيفيل على "مواكبة قوافل الشاحنات ذهابا وإيابا".
وتضم بلدة ميس الجبل 165 مؤسسة تجارية ضخمة و365 مؤسسة صغيرة وورشات صناعية تقدّر قيمة بضائعها المتعددة والمتنوعة بما يفوق 100 مليون دولار، بحسب رئيس بلدية ميس الجبل عبدالمنعم شقير.
وقال شقير لـ((شينخوا)) "إن خطوة نقل البضائع جاءت في أعقاب اتصالات مكثفة مع قيادتي الجيش اللبناني واليونيفيل".
وأردف قائلا "لقد تكللت مساعينا في هذا الاتجاه بالنجاح، حيث تكفل الجيش واليونيفيل بتوفير ضمانات لحماية التجار خلال عملية نقل البضائع".
وتجرى عملية نقل البضائع من بلدة ميس الجبل "عبر لوائح إسمية معدة سابقا وفي أوقات محددة"، بحسب شقير.
ومن المرتقب أن تعمم لاحقا خطوة نقل البضائع، التي انطلقت من بلدة ميس الجبل، على بلدات أخرى في المنطقة الحدودية لتشمل في مرحلة تالية بلدات يارون وعيترون وبليدا وغيرها، وفق المصدر الأمني.
من جهته، قال التاجر اللبناني جمال فياض إن تجربة ميس الجبل الناجحة شجعت معظم البلدات الحدودية لتحذو حذوها، خاصة في التجمعات التجارية الهامة الممتدة من بنت جبيل في القطاع الأوسط حتى أطراف الناقورة في القطاع الغربي، حيث تنتشر عشرات المحال والمؤسسات التجارية والصناعية المهجورة.
وقال اللبناني عدنان طحيني أحد تجار مدينة بنت جبيل، "نجري اتصالات مكثفة مع الجهات المعنية لتنظيم عملية آمنة لإخراج البضائع من بعض القرى في القطاع الأوسط بمواكبة الجيش اللبناني لإنقاذها من الغارات الجوية الإسرائيلية والاستفادة من تسويقها".
وأضاف طحيني أنه "بانتظار وقف الحرب بجنوب لبنان، علينا تحييد وإنقاذ أرزاقنا التي نعتاش منها إلى حين العودة لمنازلنا".
وأشار التاجر إلى أن عشرات النازحين افتتحوا في الأماكن التي نزحوا إليها محالا تجارية من بضائع نقلوها من بلداتهم لتأمين معيشتهم ومواجهة أعباء الحياة بدل انتظار المساعدات.
وبحسب إحصاء أجراه مركز (الهادي) الثقافي في ميس الجبل، وهو جمعية خاصة، بلغ عدد المؤسسات التي يملكها أبناء البلدة وتنتشر في بيروت والضواحي والبقاع والجنوب نحو 400 مؤسسة مختصة ببيع الأدوات المنزلية والمفروشات والسجاد وغيرها.
فيما تقدر الشركة الدولية للمعلومات، وهي مؤسسة خاصة، عدد المؤسسات التجارية والصناعية المدمرة في جنوب لبنان نتيجة للقصف الإسرائيلي بحوالي 220 مؤسسة.
ويتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر الماضي على خلفية الحرب الدائرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة، وسط مخاوف دولية من تصاعد المواجهات إلى حرب واسعة.