(فوكاك) مقابلة: رئيس وزراء إثيوبي سابق: التعاون المتنامي مع الصين يحقق نتائج مربحة للجانبين
أديس أبابا 8 سبتمبر 2024 (شينخوا) قال رئيس الوزراء الإثيوبي السابق هايلي ماريام ديسالين إن "الصين صديقة لنا. وإن الصين حكومة وشعبا وفرت فرصا هائلة في أفريقيا، والقصد من ذلك هو تحقيق نتائج مربحة للجانبين".
وفي مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، أشار ديسالين إلى أن العلاقات التاريخية والمستدامة للصين مع إثيوبيا والقارة الأفريقية بشكل عام تطورت على مر السنين إلى شراكة "في جميع الأحوال" مع تحقيق نتائج مربحة للجانبين.
وذكر أن التفاعل مع القادة الصينيين "علمني الكثير عن كيفية نظر الصينيين إلى الأمور بعناية وحذر وكيفية تعاملهم مع جميع التقلبات".
وأكد ديسالين على أوجه التشابه بين الحضارتين العريقتين، قائلا إن إثيوبيا والصين تربطهما علاقة تاريخية عميقة تتسم بالاحترام المتبادل والتطلعات المشتركة.
وسلط الضوء على أن العلاقات الثنائية شهدت آفاقاً جديدة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك انضمام إثيوبيا إلى مجموعة بريكس لتصبح عضوا فيها إلى جانب الصين ودول أخرى ذات تفكير مماثل، وهو ما يبرز الأهمية المتزايدة للجنوب العالمي.
في أكتوبر 2023، أعلنت الصين وإثيوبيا الارتقاء بعلاقاتهما إلى شراكة إستراتيجية في جميع الأحوال خلال زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى بكين. كما حضر آبي قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي لعام 2024.
وشدد ديسالين على أهمية الانخراط الصيني في التنمية الاجتماعية-الاقتصادية الشاملة لإثيوبيا، التي تشمل تطوير بنية تحتية قوية وبناء قدرات الإثيوبيين، ولا سيما بين جموع الشباب المتزايدة في البلاد.
وذكر أنه "لكي تتقدم أي دولة بسرعة كبيرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فإنها تحتاج إلى بنية تحتية مناسبة. وقد طورت الصين بالفعل تلك القدرة، ولا تزال إثيوبيا تطور تلك القدرة. وإن وجود شركات بناء وهندسة صينية سيساعد في إحداث هذا التغيير في المرحلة الأولية من تنميتنا".
واستشهد بقول صيني مأثور يقول "إذا كنت تريد أن تأتي الطيور، فعليك بناء العش".
ووصف خط سكة حديد إثيوبيا-جيبوتي المعياري، الذي يبلغ طوله 752 كيلومترا، بأنه باكورة تعاون إثيوبيا مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين.
وقال إنه "من حيث الفوائد طويلة الأجل، فإن مشروع خط السكة الحديد هذا هو الأهم، وذلك لأنه يُشكل شريان حياة لدولة غير ساحلية مثل إثيوبيا"، مضيفا أن خط السكة الحديد هذا هو أول خط سكة حديد مكهرب عابر للحدود في أفريقيا.
كما دعا رئيس الوزراء السابق الصين وأفريقيا إلى التعاون في تعزيز إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب، مؤكدا أن هذا التعاون يمكن أن يعزز بشكل كبير القدرة الجماعية للجنوب العالمي ويكون له تأثير أكبر على الساحة العالمية.
وذكر ديسالين أنه مع تأكيد البلدين على أهمية الاحترام المتبادل وبناء القدرة والاستقلالية الإستراتيجية، وذلك من بين أمور أخرى، فإن العلاقات الصينية-الإثيوبية تُعد نموذجا ناجحا لتعاون يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد المصالح الاقتصادية، ويبشر في النهاية بمسار واعد لكلا البلدين والجنوب العالمي.