(وسائط متعددة) تغطية حية: إصابات العيون .. رعب وفزع في جنوب لبنان من استخدام الأجهزة التقنية

(وسائط متعددة) تغطية حية: إصابات العيون .. رعب وفزع في جنوب لبنان من استخدام الأجهزة التقنية

2024-09-22 02:08:15|xhnews


في الصورة الملتقطة يوم 18 سبتمبر 2024، أحد أعضاء حزب الله يحمل جهاز اتصال لاسلكيا تم إزالة بطاريته بعد انفجار جهاز اتصال لاسلكي في أثناء جنازة في العاصمة اللبنانية بيروت.(شينخوا)

النبطية، جنوب لبنان 21 سبتمبر 2024 (شينخوا) سادت حالة من الرعب والفزع لدى سكان جنوب لبنان جراء الإصابات التى طالت العيون نتيجة انفجارات وقعت في أجهزة تقنية محمولة "البيجر واللاسلكي"، فيما شبهه البعض "بفيلم رعب" لم يشهده في حياته حيث كانت أعداد كبيرة من السكان تسقط أرضا باصابات في العيون والوجه واليدين.

ولم يستطع طببب جراح العيون والنائب في البرلمان اللبناني الياس جرادي حبس دموعه لحظة خروجه من غرفة عمليات مستشفى (راغب حرب الجامعي) في مدينة النبطية بجنوب لبنان بعد فحصه عشرات المواطنين والذين كانوا قد أصيبوا في عيونهم نتيجة الانفجارات التى وقعت في أجهزة البيجر واللاسلكي يومي 17 و 18 سبتمبر الجاري.

وبلغت حصيلة ضحايا تفجير أجهزة الإتصال التي يستخدمها حزب الله اللبناني خلال يومين إلى 37 قتيلا و2931 جريحا، حيث لقي  12 شخصا مصرعهم في الموجة الأولى من انفجارات أجهزة البيجر و25 شخصا في الموجة الثانية من الانفجارات التي طالت أجهزة الإتصال اللاسلكي.

منظر مرعب لم يشهده تاريخ الحروب

الطبيب جرادي وبصوت مخنوق خافت، قال لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه منظر مرعب لم يشهد تاريخ الحروب الطويل مثيلا له، فمئات من المصابين بعيونهم وأذرعهم حشروا في غرف الطوارئ.

وتابع "أعمل بمساعدة بعض الممرضين على اختيار غرفة عمليات بها أكثر الاصابات خطرا، ونجري لها عمليات جراحية حرجة وصعبة، وكان علينا في نفس الوقت مهمة معالجة الأطراف المقطعة عبر جراحين إخصائيين ومعالجة العيون النازفة حيث نسبة كبيرة فقدوا حاسة النظر".

وأضاف "ساعات صعبة وحرجة مرت علينا داخل غرف العمليات بحيث مرت أمامنا العيون المصابة النافرة والأطراف المقطعة والوجوه المهشمة".

صفارات سيارات الإسعاف تدوي فى كل مكان

وخلال تنقلها لتفقد  عشرات المصابين والذين غصت بهم قاعات المستشفى الحكومي في النبطية، قالت الممرضة ليلى عبد الله لـ((شينخوا)) "في لحظة ذهول لم نكن نعرف ما هو حاصل في الخارج حيث كانت صفارات سيارات الإسعاف تدوي في كل مكان لتنقل موجات متتالية من المصابين الملطخين بالدماء إلى قسم الطوارئ".

وأضافت "لم أكن أتوقع يوما مواجهة مصابين مبتوري الأطراف أو مفقوئي العيون نتيجة انفجارات الأجهزة التقنية".

وتابعت "هول المشهد هد جسدي وغالبني الدوار مع تشوش بالرؤية للحظات حيث تمكنت رغما عني من جمع قواي النفسية والجسدية لمواصلة مهامي المطلوبة في مساعدة المصابين".

وقالت "الأجساد الملطخة بالدماء ترسخت في ذاكرتي ولم تغب عن ذهني، واستطردت ما مر أمام عيوني من مشاهد مرعبة مثل ما حصل حيث ترسخت في ذاكرتي وبات من الصعب تجاهلها أو تجاوزها".

وكان حزب الله اللبناني قد اتهم إسرائيل، التي لم تعلق على الحادثين، بالوقوف وراء الانفجارات وتوعد بالرد.

ووقعت التفجيرات بعيد إعلان إسرائيل توسيع أهداف الحرب إلى الحدود الشمالية مع لبنان لإفساح المجال أمام عودة النازحين إلى شمال إسرائيل.

المستشفيات في لبنان مستعدة لاستقبال المصابين     

وأشار عدد من القائمين على المستشفيات الحكومية بجنوب لبنان لـ((شينخوا)) ومن بينهم مونس كلاكش مدير مستشفى مرجعيون الحكومي إلى أن المستشفيات في لبنان كانت على أتم الإستعداد لاستقبال الأعداد الكبيرة من المصابين.

وأضاف "جاء ذلك بفضل التدريبات المكثفة التي خضع لها الطاقم الطبي والتمريضي وفريق العاملين في المستشفيات منذ بداية الحرب في غزة، حيث جرى التدريب على كيفية التعامل مع تدفق الإصابات دفعة واحدة، والتركيز على فرز المصابين لضمان تقديم الرعاية العاجلة للحالات الخطيرة أولاً".

وأضاف أن المفاجأة كانت جراء المشهد الصعب حيث معظم الإصابات كانت في العيون ومن الطبيعي أن يتأثر الطاقم الصحي، خاصة عند إدراك أفراده أن بعض المصابين لن يتمكنوا من إستعادة بصرهم مجدداً.

من جهته، وصف المواطن الخمسيني حسان حمدان ما حصل "بفيلم رعب لم يشهده في حياته حيث كانت أعداد كبيرة من الأشخاص تسقط أرضا في الشوارع أو في المحال التجارية أو داخل السيارات ومعظم الإصابات كانت في الوجه والعينين واليدين".

وأضاف "لم أجد حيلة في مساعدة المصابين الذى وقعوا بالعشرات من حولي في شوارع مدينة النبطية فاتصلت بالصليب الأحمر حيث توزعت سيارات الإسعاف في كل إتجاه تجمع المصابين لتنطلق مسرعة إلى المستشفيات".

حالة إرباك وقلق تؤثر سلبا على نفسية الأفراد   

وقالت كوثر فحص لـ((شينخوا)) "كنت مع طفلي الصغير في محال للفاكهة وسط مدينة صور بجنوب لبنان عندما انفجر جهاز بشاب في الثلاثين من عمره على مسافة بضعة أمتار".

وأضافت "لقد علا صراخ طفلي عندما سمع دوي الإنفجار وشاهد تراكض المواطنين لمساعدة الشاب المصاب وحاولت بدوري إبعاده عن المكان بعدما بدا في حالة من الإرباك والقلق وصلت به إلى حد الإنهيار".

وقالت المعالجة النفسية كلود نصر لـ((شينخوا)) إن ماحصل من انفجارات دامية داخل المنازل وفي الشوارع وفي الكثير من الأماكن العامة سيرتد سلبا على الصحة النفسية للأفراد والمجتمع بشكل عام.

وأضافت "من الصعب جدا تناسي تلك المشاهدات المرعبة إن كان لدى الأطفال أو الكبار وخاصة الطاقم الطبي الذي كان على تماس مباشر مع  المصابين وخاصة الحالات الصعبة منهم".

وتابعت "من البديهي أن تصاب نسبة كبيرة من الأشخاص بالوهن العام والإكتئاب والقلق والكوابيس حيث يلزم لهؤلاء استشارات صحية نفسية بشكل دوري ولفترة يمكن أن تمتد لعدة أشهر".

يشار إلى أن حزب الله اللبناني كان قد قصف مواقع ومقرات عسكرية بشمالي إسرائيل، ويأتي التصعيد المتبادل غداة غارة إسرائيلية على مبنى سكني في ضاحية بيروت الجنوبية أوقعت، بحسب وزارة الصحة اللبنانية 37 قتيلا.

ونعى حزب الله 16 من عناصره قضوا في الغارة، بينهم قائدان عسكريان بارزان، هما إبراهيم عقيل وأحمد وهبي.

ويتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي القصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر 2023 على خلفية الحرب الدائرة بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة، وسط مخاوف دولية من تصاعد المواجهات إلى حرب واسعة.

الصور